مشاحنات أردوغان تكشف استقطاباً متنامياً في تركيا
خاطب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحشود الغاضبة المطالبة باستقالته من منصبه وهو محاط بعشرات من الحرس الشخصيين، بينما كان الأهالي في حالة من الصدمة والحزن بعد أسوأ كارثة صناعية تشهدها البلاد. وبوجه عابس يعترض أردوغان على الكلام الموجه له من عدد من المتظاهرين، ملوحاً بأصبعه في وجوههم قبل أن ينحني باتجاههم فوق أحد حواجز الشرطة، محذراً إياهم بالقول «لا تكونوا وقحين»، بحسب أحد المشاهد التي صوّرها الموجودون بهواتفهم، وبثتها وكالة «دوغان» للأنباء. وأضاف: «إذا أطلقت صيحة استهجان ضد رئيس وزراء هذه البلاد ستتلقى صفعة». ويبدو أنه كان يعني ما يقول. وتحدى أردوغان متظاهراً آخر بقوله «تعالَ إلى هنا وتهكم علي» قبل أن يشق موكبه طريقهم إلى داخل أحد المتاجر.
في حين أظهر مقطع فيديو قصير آخر ولكنه مشوش أردوغان وهو يصفع رجلاً يرتدي قميصاً أزرق قبل أن يقع الأخير على الأرض قرب ثلاجة للآيس كريم، بينما كان حراس شخصيون يرتدون بزات ينهالون عليه باللكم والركل. إلا أن تانر كوروشان أوضح في وقت لاحق أن أردوغان لم يتمكن من السيطرة على نفسه في تلك اللحظة و«صفعه لا إرادياً».
ونفى مساعدو أردوغان أن يكون رئيس الوزراء قد صفع أي شخص. ولكن هذا الشجار أظهر بشكل صارخ الميول المندفعة لرجل هيمن على السياسة التركية لأكثر من عقد من الزمن والذي يأخذ أي انتقاد لقيادته على أنه إهانة شخصية وعميقة له.
وبدأت مشاهد الشجار بين أردوغان والمتظاهرين تظهر تدريجياً على حفنة من المواقع الإخبارية الإلكترونية وعلى وسائل التواصل الاجتماعية، منذ زيارة أردوغان إلى بلدة سوما الأربعاء الماضي. وهي بلدة صغيرة تقع على بعد 480 كيلومتراً جنوب غربي إسطنبول، حيث قتل أكثر 300 عامل الأسبوع الماضي في منجم فحم.
في غضون ذلك، احتجزت السلطات التركية 24 شخصاً لصلتهم بكارثة منجم سوما بحسب ما ذكرت صحيفة «حرييت» اليومية التركية. إلى ذلك، ندّد قادة الأحزاب الألمانية كافة بالزيارة التي ينوي رئيس الوزراء التركي أردوغان القيام بها السبت المقبل إلى كولونيا غرباً لعقد لقاء انتخابي.