بوتين يدعو كييف إلى حل جميع القضايا بالوسائل السلمية

رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتصال الأول بين كييف وأنصار الفدرلة في شرق أوكرانيا، من أجل بدء حوار مباشر تشارك فيه جميع الأطراف المعنية.

وجاء في بيان صدر أمس عن الدائرة الصحافية التابعة للكرملين: «تدعو روسيا الى إيقاف العملية القمعية وأعمال العنف فوراً، وسحب القوات، وحل جميع القضايا المتراكمة بالطرق السلمية فقط».

يأتي ذلك في وقت حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن العملية العسكرية التي تجريها سلطات كييف في شرق البلاد باتت تتحول إلى حملة إرهاب للسكان، ولا تساعد في توفير الظروف الملائمة لبدء حوار وطني.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك إن «مواقف موسكو وبراتيسلافا متطابقة حول ضرورة وضع حد لأعمال العنف في أوكرانيا، وبدء حوار شامل تشارك فيه جميع الأقاليم الأوكرانية، وذلك من أجل التوصل الى مصالحة وطنية وتوفير ظروف لإجراء إصلاح دستوري حقيقي يأخذ في الحسبان مصالح جميع المكونات الإثنية والسياسية».

وشدد الوزير الروسي على ضرورة تطبيق خريطة الطريق التي أعدتها سويسرا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مشيراً الى أن «العملية القمعية واستخدام الجيش ضد السكان لا يساعد في توفير الظروف لبدء حوار وطني حقيقي في أوكرانيا، من أجل الاتفاق بشأن المصالحة الوطنية وإصلاح دستوري يقبله الجميع». ولذلك نصرّ على أن تكون الخطوة الأولى غير المشروطة هي إيقاف ما يطلق عليه عملية مكافحة الإرهاب التي باتت تتحول الى حملة لإرهاب مواطني أوكرانيا بسبب معتقداتهم السياسية».

وشدد الوزير الروسي على أن ذلك «سيتناسب تماماً مع بيان جنيف الصادر في 17 نيسان ومع خريطة الطريق لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا». ودعا أعضاء بعثة المنظمة الموجودين في مناطق العمليات القتالية «إبداء المبادرة للعب دور الوساطة بين الطرفين، من أجل الاتفاق حول تسلسل الخطوات الرامية الى نزع فتيل التوتر».

كما انتقد لافروف المضايقات التي يتعرض لها الصحافيون من قبل الجيش والمتطرفين في أوكرانيا، وطالب «بالإفراج الفوري عن الصحافيين الروس المحتجزين من قبل الجيش الأوكراني».

وأضاف لافروف: أنه «حين تلقى الجانب الروسي معلومات عن اعتقال الصحافيين العاملين في قناة «لايف نيوز» وتوجيه تهمة الإرهاب لهما، استخدم جميع القنوات الدبلوماسية، إذ اتصل الوزير شخصياً وفوراً برئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر ودعاه الى استغلال سمعته وصلاحياته من أجل إطلاق سراح المحتجزين».

وأكد الوزير الروسي أن «إجراء الطاولات المستديرة التي بدأت تعقد في كييف أخيراً تنفيذاً لخريطة الطريق لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا الى توسيع مشاركة ممثلي جنوب شرق البلاد». مضيفاً أن «كييف لا تريد بعد أن تستمع الى هؤلاء، لكن موسكو ترحب بحضور أشخاص يدّعون علنا الى فدرلة أوكرانيا في هذه الطاولات».

وشدد لافروف على أن «الحوار الوطني في أوكرانيا يجب أن يكون شاملاً ومرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالإصلاح الدستوري، مشيراً الى أن الإصلاح الدستوري في أوكرانيا يجري بشكل غير شفاف، ومبدياً استغرابه من عدم توفر أية معلومات في شأن التغييرات المقترحة بعد تشكيل لجنة خاصة في البرلمان الأوكراني».

يأتي ذلك بعد يوم على انتخاب نواب جمهورية لوغانسك الشعبية التي أعلن المحتجون المعارضون عن قيامها، رئيساً لجمهوريتهم وأقروا نص دستورها.

واجتمع مجلس الدولة الذي يتولى مهام برلمان الجمهورية المعلنة من جانب واحد، بعد أن انتخبت مؤتمرات شعبية في جميع مدن وبلدات المقاطعة نوابا ليمثلوها في المجلس. وانتخب «محافظ لوغانسك الشعبي» فاليري بولوتوف رئيساً للجمهورية، أما منصب رئيس الوزراء فتولاه فاسيلي نيكيتين الذي كان سابقاً متحدثاً باسم «جيش جنوب الشرق» الذي شكله المحتجون.

إلى ذلك، أكد المحافظ الشعبي لمحافظة دونيتسك، بافيل غوباريوف أنه من «المستحيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في منطقة دونباس، مشدداً على أن سكان المنطقة مستعدون للدفاع عن سيادتهم».

وقال غوباريوف الذي احتجزه الأمن الأوكراني لمدة أسابيع، قبل أن يفرج عنه في إطار صفقة تبادل أسرى «الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أيار غير شرعية. وطبعاً، لن نعترف بها».

وأضاف إن «إجراء هذه الانتخابات في أراضي جمهوريتينا المستقلتين غير شرعي وأظن أنه لن تكون هناك أية محاولة من هذا القبيل»، مشيراً الى أن إجراء أية مفاوضات مع الحكومة الأوكرانية الحالية مستحيل، لأن «هؤلاء الناس يواصلون اليوم عمليتهم الإرهابية ضد شعبهم، وكانت هناك عدة محاولات للتوصل الى اتفاقيات، لكن تم إحباطها جميعاً». وتابع أن «بدء الحوار يتطلب رحيل طغمة كييف وتشكيل حكومة جديدة في أوكرانيا تضم أشخاصاً عاقلين يمكن الجلوس الى طاولة التفاوض معهم من دون خوف من انتهاك شروط الاتفاقيات التي قد يتم التوصل اليها خلال المفاوضات».

وكان النشطاء المطالبون بفدرلة أوكرانيا قد أجروا 11 أيار الجاري استفتاءين في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، أيد الغالبية الساحقة من المشاركين فيهما قيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المستقلتين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى