شروط ومشاورات لأطراف الحوار… ومجلس الأمن يدعو الى هدنة يمنيّة
فيما يتواصل نزيف الدم في اليمن نتيجة للعدوان الظالم الذي تشنه السعودية بدأت المناقشات اليمنية – اليمنية من جهة، وجلسة استثنائية لمجلس الأمن بطلب من روسيا لمناقشة الأوضاع في هذا البلد، تزامناً مع جهود المبعوث الأممي لدفع الفرقاء السياسيين إلى الحوار.
وأعلن أحد مساعدي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استعداد الاخير للمشاركة في الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة. واقترحت حكومة هادي أن يكون الحوار في 14 الشهر الجاري. وكانت حركة أنصار الله أعلنت موافقتها أول من أمس على مشاركة هادي كفريق سياسي في الحوار المرتقب.
أخيراً وضع الحوار اليمني – اليمني بإشراف الأمم المتحدة على نار حامية، بعد موافقة الأطراف المعنية على مقترحات المبعوث الأممي ولد الشيخ إسماعيل، لمناقشة الأزمة القائمة في جنيف، في منتصف الشهر الجاري، إذا لم يطرأ أي تغيير على المشهد، لا سيما أن التحالف السعودي يواصل عدوانه الهمجي على اليمن، من دون تسجيل أي مؤشرات على تراجع في العمليات العسكرية.
الجولة المكوكية للمبعوث الأممي بين العواصم المعنية، متزامنة مع وساطة عُمان، بين الحوثيين وممثلين لواشنطن، أفرزتا توافقاً على الرعاية الأممية للحوار. إلا ان الأمر لا يقف عند هذا التوافق بل يتخطاه إلى مداولات خلال الأيام المقبلة، حول الأسس التي سينطلق منها المتحاورون.
وبين إصرار الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ومن ورائه السعودية على أن يكون قرار الأمم المتحدة الأخير بخصوص اليمن أساساً لبدء الحوار، يقابله تمسك أنصار الله وحلفائهم باعتماد مخرجات الحوار الوطني الأخيرة قاعدة لمناقشة مفتوحة وغير مشروطة، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية.
وتسعى الأمم المتحدة التي تعي حجم هذا التناقض، وبعد إقرار مبدأ الحوار في جنيف، إلى ترتيب حل وسطي لهذا التناقض، تشارك فيه قوى إقليمية ودولية، صاحبة تأثير على المشهد اليمني.
وكان الأمن الدولي أيد، أول من أمس، دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع في هذا البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت.
وأبدى أعضاء مجلس الأمن الـ 15، في بيان صدر بالإجماع، «خيبة أملهم العميقة» إزاء إرجاء مفاوضات السلام التي كانت مُقرّرة الأسبوع الماضي في جنيف. وأضاف أعضاء مجلس الأمن، في بيانهم، أنهم «يؤيدون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإرساء هدنة إنسانية أخرى، من أجل السماح بوصول المساعدات إلى الشعب اليمني بصورة عاجلة».
في هذا الوقت، رجّح مصدر ديبلوماسي أن تُعقد المفاوضات قرابة 10 حزيران المقبل، فيما شدد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك على أن «المفاوضات يجب أن تُعقد من دون شروط مسبقة».
ميدانياً، تمضي الرياض في عدوانها الغاشم على اليمن، مستهدفة العديد من المناطق، وحاصدة المزيد من الضحايا الأبرياء.
وقد شنّ طيران العدوان السعودي غارة على جبل عيبان في صنعاء، فيما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة اليمنية عن استشهاد شخص وإصابة 10 آخرين، في حصيلة أولية قابلة للارتفاع إثر غارات استهدفت مجمع 22 مايو وسط العاصمة اليمنية.
وسُجلّت حتى الصباح 18 غارة استهدفت مناطق متفرقة في منطقة نشور في صعدة، فيما شهدت منطقة الضيعة بمديرية رازح قصفاً صاروخياً عنيفاً.
كما استهدف طيران العدوان السعودي مداخل مدينة مأرب عبر شنه ست غارات، وقصف منطقتي المنصورة والعريش.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش واللجان الشعبية عن تطهير منطقة اليتمة في الجوف بعد معارك مع عناصر «القاعدة» تم خلالها القبض على عدد من عناصر «القاعدة» بينهم قيادات متورطة في أعمال إجرامية.
ورداً على العدوان، قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية شبكة الاتصالات في موقع المزحاف العسكري بجيزان بصليات من الصواريخ.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في شبوة جنوب شرقي اليمن قيام ميليشيا عبدربه هادي ومسلحي «القاعدة» بإعدام بشع لنحو 12 مدنياً من ابناء المحافظة على طريقة «داعش» فيما تم اعدام 5 آخرين في مدينة تعز ذبحاً بالسكاكين بسبب رفضهم للعدوان.