«عين الحلوة» إلى عين العاصفة مجدّداً
جمال الغربي
وضعت محاولة اغتيال المسؤول العسكري في حركة فتح طلال الأردني مخيم عين الحلوة في عين العاصفة مجدّداً. هذا الرجل الذي يخوض معارك ضارية ضدّ تنظيمَيْ «جند الشام» و«فتح الإسلام»، وكان آخرها الأسبوع الماضي، نجا بأعجوبة بعد انفجار عبوة كانت تستهدفه لدى عودته من اجتماع في السفارة الفلسطينية في بيروت، برفقة مسؤول عسكريّ في «فتح» يدعى أبو شادي السبربري.
الانفجار أدّى إلى سقوط جريحيَن مدنيَيْن، نُقلا إلى مستشفى «النداء الانساني» داخل المخيم. وعلى الفور، اتخذ عناصر من حركة فتح إجراءات أمنية مشدّدة في المكان. وتضرّر عدد من المنازل والمحال التجارية، في حين شهد المخيم استنفاراً مسلّحاً.
وفي تفاصيل الحادثة، أنّ العبوة وُضعت في عربة لبيع الخردة، على مقربة من مقهى «المصري» القريب من مكتب «فتح» في «الشارع الفوقاني»، لكنها انفجرت بعد مرور القيادي الفتحاوي بوقت قصير.
العقيد طلال الأردني، وفي اتصال مع «البناء»، اعتبر أنّ ما جرى استهداف لأمن مخيم عين الحلوة، وإشعالٌ للفتنة بين مكوّنات المخيم، «إلا أننا نؤكد حرصنا على المخيم». مشيراً إلى أن الأنفجار وقع بعد مروره بلحظات قليلة، وإلى تضرر سيارته التي كان يستقلها برفقة أحد زملائه.
مصادر فتحاوية اتّهمت الناشط الإسلامي بلال بدر بالوقوف وراء تفجير العبوة. مشيرةً إلى أن بدر يريد التخلص من الأردني بعد الاشتباكات الدامية بين مجموعته وعناصر حركة فتح. قبل أن تضيف أن ثمّة معلومات أمنية عن نيّة بلال بدر استهداف العقيد طلال الأردني من خلال زرع عبوة أو قنصاً.
واتّهمت المصادر جهات خارجية بالوقوف خلف مجموعة بدر لتنفيذ مخططات تهدف إلى توتير الوضع الأمني. لافتةً إلى أنّ هذه المجموعات افتعلت الاشتباكات المسلحة الأسبوع الماضي، وهي التي تقف وراء تفجير العبوة أمس.
الوضع الأمني في المخيم ينذر بالأسوأ بحسب المصادر، لا سيما أنّ هذه العملية تأتي ردّاً على مساعي تشكيل القوة الأمنية الضاربة التي اتّفقت على تشكيلها القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في المخيم.
وقد يكون غياب القرار السياسي الفلسطيني الحاسم أمنياً من قبل السلطات الفلسطينية في الداخل، وعدم وجود مرجعية فلسطينية موحّدة في لبنان وقادرة على اتخاذ القرار المناسب، يضعفات بشكل كبير دور أيّ قوّة أمنية تسعى إلى حفظ الأمن داخل المخيمات، وتحديداً في «عين الحلوة».
وتؤكد المصادر أنّ الوضع الأمني الهشّ قابل للانفجار في أيّ لحظة، في ظل ارتفاع وتيرة عمليات الاغتيال وتطويرها بعدما كانت العمليات السابقة التي شهدها المخيم، تنفّذ من خلال إطلاق الرصاص مباشرةً على المستهدَف. أما هذه المرة، فكان اللجوء إلى العبوات، ما يؤشر على دخول المخيم مرحلة جديدة من التصفيات.
وبحسب المصادر، لا معالجات جذرية للوضع الأمني في «عين الحلوة» بسبب معادلة «الأمن بالتراضي» التي تحكم العلاقات بين القوى في المخيم. ما يرسم تساؤلات أيضاً حول نجاح دور القوى الأمنية المشتركة.