المنتدى القومي العربي يكرّم المشاركين في المؤتمر
لبّى المشاركون في المؤتمر القومي العربي الدعوة إلى مأدبة العشاء التي أقامها المنتدى القومي العربي، وتكريماً لخالد السفياني المغرب لمناسبة انتخابه منسقاً عاماً للمؤتمر القومي ـ الإسلامي، في مركز توفيق طبارة، بحضور رئيس المنتدى الدكتور محمد المجذوب، والرئيس المؤسس للمنتدى معن بشور، وأعضاء اللجنة التنفيذية في المنتدى، وممثلين عن الاحزاب والقوى والفصائل والجمعيات اللبنانية والفلسطينية.
حافظ
قدم المتحدثين عبد الله عبد الحميد منسق أنشطة المنتدى القومي العربي ، ثم ألقى الدكتور زياد حافظ كلمة رحّب فيها بالمشاركين في المؤتمر القومي العربي، وقال: «في الحقيقة، ماذا يمكنني أن أقول في أخي أبي مهدي وأنتم تعرفونه كما أعرفه فلست بحاجة للتعريف عنه. فهو كاللسان العربي المبين هو محامٍ والذي يجمع الأضداد! فمن جهة هو خالد وسفياني! ومن جهة أخرى هو أبو مهدي! كما أنه من عمالقة مناضلي أمتنا العربية، ولكن عليك أن تنحني لتستطيع تقبيل وجنتيه! فهذا المناضل له ميزات عدّة أستخلص منها أربعاً.
الميزة الأولى أنه في نضاله في المغرب العربي الشقيق كان الجسر المتين بين المشرق والمغرب العربيين.
الميزة الثانية أنه صاحب الحشد المليوني في المغرب فأصبح المعيار الذي يقاس به نجاح أي حراك شعبي أو فشله. علّيت السقف كتير علينا يا خالد!
الميزة الثالثة أنه قائد لحراك شعبي واسع في المغرب يهدف إلى مقاومة التطبيع مع الكيان.
الميزة الرابعة، وهو يقوم اليوم بمهامها، ترسيخ قواعد التلاقي بين الكتلتين التاريخيتين في الأمة، أي التيّار العروبي والتيّار الإسلامي، على رغم كل الاهتزازات التي تعرّض لها.
هذا النوع من النضال يأخذ أبعاداً إضافية خاصة، وأن اقطاراً عدّة تعصف بها نار الفتنة المذهبية بأداوت التوحش. وما سمعناه اليوم من مداخلات في الجلسات النقاشية في المؤتمر القومي العربي يؤكّد على حجم وخطورة الصراع.
هذا الصراع يفرض علينا أن نركّز على مشروع سياسي مبني على فكر واضح ينفي، لا بل يمحو آثار المشروع التوحّشي ومن يقف خلفه. فدولة الوحدة العربية هي الرد السياسي، والمشروع النهضوي العربي هو ركيزته السياسية لإقامة مجتمع الكفاية والعدل والاستقلال الوطني والكرامة. كما أنه يحمل تجدّدنا الحضاري في إيجاد منظومة معرفية تنتج معرفة فننقلها للعالم كما فعل أسلافنا.
دولة الوحدة التي ستقوم على أنقاض سايكس ـ بيكو بحاجة إلى حماية القضية المركزية للأمة أي قضية فلسطين، فلا تصبح قضية فلسطين حاجة لتحمينا نحن. لسنا ملزمين بحماية دولة سياكس بيكو، بل بإقامة دولة الوحدة من أجلنا ومن أجل فلسطين».
السفياني
وألقى خالد السفياني كلمة قال فيها: «عندما اقترح علي الاخوة من مختلف التيارات ان اتحمل المسؤولية الاولى في المؤتمر القومي ـ الإسلامي، وبعد قامة عريضة طويلة اسمها منير شفيق أبو فادي ، وفي ظل الظروف التي تعيشها الأمة، كنت متهيباً جداً، وكنت رافضاً الموضوع. وقلت هذا للاخوة الذين حدثوني في الموضوع. لكن للحقيقة هناك أمرين جعلاني اقبل بها الامر. الاول أنني وضعت أمام الامر الواقع وبالتالي لم يكن لدي مفرّ، والعنصر الثاني الاساس هو الجو الذي مرت فيه دورة المؤتمر القومي ـ الإسلامي، لم أكن منذ مدة مرتاحاً لما يجري في أوطاننا، لم أكن منذ مدة مرتاحاً بقدر ما كنت مرتاحاً، يوم دورة المؤتمر القومي ـ الإسلامي لأنني لمست بالفعل أن هناك إرادة حقيقية للعودة إلى الحوار لمست قناعة سابقة لدى مختلف التيارات بأن ما يجري في الساحات العربية لا مخرج له إلا الحوار، وأن الوصول إلى مصالحات تاريخية بداية قومية قومية، وبعدها قومية ـ إسلامية وبعدها إسلامية إسلامية، ثم حوارات داخل القطر الواحد وهناك أهداف أبعد، هذا الشعور جعلني اطمئن نوعاً ما إلى ان هناك ما يمكن ان يقوم به الانسان في هذه المرحلة، ولذلك قبلت أن أتحمل مسؤولية المنسق العام للمؤتمر القومي ـ الإسلامي».
وتابع السفياني: «ولذلك، في اليوم التالي، عرضت على اخواني انه يجب أن نبدأ بمبادرة للمصالحة اليمنية، وشرعنا في التنفيذ، وقد تؤتي ثمارها لأنها مبادرة من خارج الاضواء ومن دون جدول اعمال، وخارج الاملاءات والضغوط الخارجية أيّاً كان مصدرها».
وقال: «في هذا الاطار مطلوب منا جميعاً، ومن المؤتمر القومي العربي على وجه الخصوص، أن نعي دقة هذه اللحظة التاريخية في حياة أمتنا وأن نستوعب أن هناك إمكانية لواقع جديد، وهذه الامكانية لا يمكن ان تتحقق إلا بالمجهود الجماعي لمختلف مكونات الأمة، لكنها ممكنة في هذه اللخظة. الجميع أدرك أنه اخطأ، والجميع أدرك انه يجب أن يصحح الخطأ، والجميع ادرك انه لا يمكن تصحيح الخطأ إلا بالحوار مع الآخر، الحوار الجدي الصادق المبني على عدم التنازل عن الثوابت، ولكن على تجاوز عمق الجراح التي تكسو كافة اعضاء الجسم العربي في هذه اللحظة، جراح عميقة جدا لكن لم يعد في الامكان الا ان نتجاوزها حتى لا تكون اعمق وحتى لا تأتي مكانها جراح اخرى تغور هذا الجسم المنهك مما يعيشه هذه المرحلة من تاريخ امتنا».