سلام رئيس حكومة «العطلة الصيفية العونية»
يوسف المصري
سياسياً لا توجد صلة جوهرية بين قضية إخراج التكفيريين من جرود عرسال وبين ملف التعيينات الأمنية الذي يوجد اشتباك في شأنه بين 14 آذار والعماد ميشال عون.
داخل الحكومة هناك اتجاه للفصل بين الملفين ومعالجة كل منهما على حدة. ولكن هناك أزمة يطرحها عون حول تزامن وقتي الاستحقاقين واختلاف رؤيته مع 14 آذار حول القراءة السياسية لمواعيد «الاستحقاقات الأمنية والسياسية والدستورية».
بالنسبة لـ 14 آذار فان أيلول هو بداية موعد النظر في قضية التمديد أو عدمه للعماد جان قهوجي كون موعد إحالته إلى التقاعد يصادف في أيلول. أما عون فيرى تقديراً أن حزيران الجاري الذي هو موعد إحالة بصبوص إلى التقاعد، هو التوقيت السياسي الأنسب لعقد رزمة الحلّ حول كلّ سلة التعيينات الأمنية في الجيش وقوى الأمن الداخلي.
وباعتبار أن النقاش حول المبادرة التي طرحها عون مع شركائه في البلد أو داخل الحكومة في شأن التعيينات، ينطبق عليها المثل القائل «متل ما رحتي جيتي». ارتأى عون إدخال الحكومة في «عطلة» حتى نهاية الصيف طالما أن 14 آذار تريد شراء الوقت بانتظار أيلول الذي سيحمل لها بحسب ما تظن نهايات سعيدة لكل ما تتمناه في اليمن والعراق وسورية.
تفسير كلام عون يعني أنه بدأ رحلة اعتكافه من الحكومة. التوقيت الذي انتقاه عون لإعلان نوع من مقاطعة الحكومة، بلا شك مقصود، لأنه يأتي قبل حدثين لهما دلالاتهما: أولهما – عشية جلسة اليوم الحكومية حيث يرشح أن وزير الداخلية سيمرّر حلاً في شأن انتهاء ولاية بصبوص: إما التمديد له أو تقديم نصف حل لتخفيف غضب عون وهو تعيين لمن يليه رتبة في قوى الأمن، مكانه بالوكالة. مرة أخرى حل يرمي إلى «دفش» الأزمة مع عون حتى أيلول.
الثاني يتعلق بالوجهة الأخرى التي تقصد عون توجيه الرسالة إليها من وراء توقيت إعلان اعتكاف وزرائه ولو تأويلاً أو ترميزاً إذ لم يستعمل عون مصطلح الاعتكاف الحكومي أو تعليق مشاركة وزرائه علناً فيها ، هي الرياض التي كان يقصدها الرئيس تمام سلام، في نفس توقيت كلام عون، ليناقش مع كبار مسؤوليها أوضاع لبنان في ظل عواصف أزمات المنطقة.
لا شك أن سلام شعر عند سماع كلام عون، انه على عتبة أن يتكرر معه نفس مشهد الرئيس سعد الحريري عندما خرج من مكتب الرئيس الأميركي باراك أوباما البيضاوي ليجد نفسه أنه أصبح رئيس الحكومة السابق.
السؤال هو هل يعود سلام من لقائه السعودي ليجد نفسه رئيس حكومة تصريف الأعمال أو رئيس حكومة دخلت عطلة الصيف العونية!؟
الإجابة يتركها عون لـ14 آذار، ومفادها: إما تلبية مطالبي المعروفة بصدد سلة التعيينات دفعة واحدة، وإما سيتكرر ما حدث مع الحريري في واشنطن مع سلام في الرياض. وكلا الواقعتين تشيان بأمر واحد، وهو أن عواصف حزم 8 آذار السياسية تصنع في لبنان، وذلك في توقيتات يظنها أقطاب 14 آذار أنها ذروة لحظات دعم الخارج لهم.