ماذا يفعل جنرالات «إسرائيل» بعد التقاعد؟

تحسين الحلبي

يكشف «شوكي ساديه» في الزاوية الاقتصادية لصحيفة «هآرتس» أنّ عدداً من جنرالات الجيش «الإسرائيلي»، وبينهم رؤساء أركان سابقون وقادة في جهاز الموساد للتجسّس والمهمّات الخاصة ومستشارون عسكريون وسياسيون لرؤساء حكومات سابقين، أنشأوا عدداً من الشركات الدولية لتصدير الخبرات والمستلزمات العسكرية والأمنية إلى دول وشركات كثيرة في العالم.


بين هؤلاء الجنرالات المتقاعدين: إيهود باراك رئيس استخبارات عسكرية ورئيس أركان ورئيس حكومة سابق ووزير دفاع سابق حتى بداية عام 2013، دان حالوتس قائد سلاح جو سابق ورئيس أركان حتى عام 2007، مائير داغان رئيس الموساد السابق، نائب رئيس الموساد عوفر ديكيل، الضابط السابق في الموساد يوسي ميمان، عاموس يارون مدير عام وزارة الحرب «الإسرائيلية» السابق وهو الذي كان قائد قوات الاحتلال «الاسرائيلي» في لبنان عام 1983.

هذه الشخصيات العسكرية والأمنية والسياسية توظف في شركاتها مستشارين كانوا يعملون معها في المناصب القيادية السابقة، وأصبحوا أعضاء في مجالس إدارة هذه الشركات، ويقول ايلداد يانيف مستشار اعلام «إسرائيلي» سابق لدى إيهود باراك، إن ايهود اولميرت انضمّ هو وإيهود باراك ودان حالوتس إلى تأسيس شركة أي او سي eoc التي تختص بتقديم الخبرات العسكرية والأمنية والاستشارات والعلاقات العامة على المستوى الدولي. وكان باراك زار بصفته مسؤولاً في هذه الشركة رئيس دولة ساحل العاج واتفق معه على إعادة تنظيم الجيش والاستخبارات في ساحل العاج قبل شهرين. ويملك باراك عدداً من أسهم شركة «سيالوم» الأميركية التي تعنى بالمواد الكيماوية لحلف الناتو والولايات المتحدة، وأنشأ وحده شركة للاستشارات الدولية لتحليل الأخطار وتقدير الوضع للنزاع «الإسرائيلي» والدولي مع ايران، ويعمل أيضاً مستشاراً سياسياً لمصرف سويسري كبير.

هذه النشاطات التجارية في مظاهرها والأمنية والسياسية في مضامينها وصلاتها يبرع الجنرالات «الإسرائيليون» في ادارتها وتوجيهها، إذ يوظفون مخزون المعلومات والخبرات المتوافرة لديهم من مهماتهم السابقة في خدمة الزبائن. ولا شك بالتالي في أن المؤسسة العسكرية والأمنية «الاسرائيلية» لن تسمح لهذه لشخصيات بالعمل وجني الأرباح المالية الا اذا جرى النشاط تحت رقابتها لأسباب بديهية، أهمّها المحافظة على أمن معلومات وخبرات «إسرائيل» وشريكتها الأميركية. ولذلك تجنب الجنرال المتقاعد عاموس يارون تقديم إجابة واضحة للصحافي «الإسرائيلي» ساديه حول مدى معرفة المسؤولين الرسميين في «إسرائيل» بسلامة عملية توظيف خبرات ومعلومات كهذه وحصانتها في السوق عن طريق هذه الشركات.

لكن أخطر ما تحمله هذه الشركات على المنطقة والدول العربية هو أنّ زبائنها من المؤسسات والشركات الأجنبية غالباً ما تكون لهم صلات وعلاقات متداخلة مع جهات عربية رسمية، خاصة خليجية، طالما أنّ شركة باراك تقدم تحليلاً حول ايران أو غيرها من دول المنطقة لمن يشتري أو يتعاقد معها.

يكشف ساديه في «هآرتس» أنّ أهمّ تلك الشركات شركة «يو فيجين UVision» المتخصصة في تقنية الطائرات بلا طيار ومهماتها، وكذلك شركة «يونيداUNIDA» المتخصصة في ساحة أفريقيا ومستلزماتها العسكرية والأمنية وشركة يوسي ميمان للغاز والنفط وأمن خطوطهما، فميمان استولى مع شركائه «الإسرائيليين» من خلال حسين سالم مدير شركة الغاز الوطنية المصرية على 50 من أسهم هذه الشركة الوطنية في عهد مبارك بتواطؤ من سالم المطلوب للقضاء المصري بعد ثورة 25 يناير المصرية. وكان يوسي ميمان ذكر في مقابلة مع القناة العاشرة «الإسرائيلية» التي يملك كامل أسهمها أنه زار بعض الدول العربية النفطية على نحو غير علني بصفته رئيس مجلس إدارة ورجل أعمال. ولا شك في أن الإمكانات التي يمكن لرئيس الموساد السابق مائير داغان توظيفها في الشركة التي يشارك في إدارتها ستتفوّق على أي منافسة لشركته في عالم الأعمال والصفقات، طالما أنه أدار عدداً من الجواسيس والمهمات السرية في المنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى