زيارات سعاده في سنوات العمل السرّي

لبيب ناصيف

لم يحصر سعاده اهتمامه في سنوات التأسيس الأولى في اختيار العناصر الصالحة من طلاب الجامعة الأميركية، وفي بذل الجهد للاعتناء بالأعضاء الأوائل الذين شكلوا مداميك بناء في العاصمة بيروت وفي أنحاء مختلفة في لبنان، الشام، الأردن وفلسطين، فضلاً عمّا احتاجته فترة التأسيس من اهتمامات شتى في مجالات وضع الدستور، تشكيل المؤسسات المركزية، العمل الثقافي، وغير ذلك، إنما صرف عنايته أيضاً لزيارة المناطق الحزبية التي راحت تتأسس فيها فروع، وينتمي الأعضاء الأوائل .

هذه الزيارات تحققت في سنوات العمل السري، 1932- 1935، قبل أن ينكشف أمر الحزب ويتم اعتقال سعاده ومعاونيه، والعديد من أعضاء الحزب في 16/11/1935. بعد خروج سعاده من الأسر الأول، وفي الفترات الأخرى التي أعقبت خروجه من الاعتقال الثاني، فالثالث، فمغادرته الوطن عام 1938 إلى المغتربات، قام سعاده بجولات حزبية إلى أماكن مختلفة من لبنان والشام تحوّلت إلى أيام تاريخية للحزب 1 .

عن زيارات سعاده في فترة العمل السري نقدم هذه الاضاءة، مع الإشارة الى أن عدداً من تلك الزيارات يصح أن يتمّ الشرح عنها تفصيلاً، استناداً الى مذكرات الامناء جبران جريج، عبدالله قبرصي، يوسف الدبس، وغيرهم، والى أدبيات حزبية متوافرة، وسنعمل على ذلك لاحقاً.

نأمل من كل رفيق يملك إضافات على ما اوردناه، أو عن زيارات أخرى قد يكون قام بها سعاده في الفترة المشار إليها أعلاه، أن يكتب إلينا.

زيارة طرابلس والكورة عام 1934

بعد أن تعيّن عدد من المسؤولين المركزيين، وتمّت انتماءات أولى في كل من طرابلس والشمال، قام سعاده بزيارته الحزبية الأولى في أيلول 1934 لكل من طرابلس والكورة، رافقه فيها نعمة ثابت وكان تعين عميداً للداخلية، وفؤاد سليمان الشاعر والأديب المعروف سكرتيراً لعمدة الدعاية والنشر 2 .

المحطة الأولى كانت في الكورة حيث التقى سعاده الرفقاء القلائل الذين « كانوا يعدّون على الأصابع « على ما يفيد الأمين جبران جريج. وفيها راح سعاده، بعدما أبدى سروره لوصول الحركة إلى منطقتها، يشرح مبادئ الحزب، وكيفية العمل.

« كان بالفعل معلماً، وكنا بالفعل تلاميذ «، يقول الأمين جبران جريج، ويضيف: « أقرّ وأشعر الآن ببعض الخجل من هذا الإقرار، أني تبرمت من إرشاداته التي كثرت، وهي التي كنت أراها بديهية، وضقت ذرعاً بإلحاحه على الدقة والتأني والسرية، فهناك الاستعمار وجيوشه وعيونه وعماله، وهناك الإقطاع في جميع فروعه الديني والاجتماعي والسياسي، وهناك الميعان والخوف والوهم، كما المثابرة والرجولة والبطولة «.

ويتابع الأمين جبران شرحه لتلك الزيارة الحزبية الأولى: « انتهى سعاده من حديثه التوجيهي بعد انقضاء ساعة ونيف، ثم التفت إلى الرفيق نعمة ثابت عميد الداخلية يسأله عن الترتيبات التي أعدها للكورة. فرشح الرفيق نعمة الرفيق جبران جريج لتولي مسؤولية المديرية، وثنى على الاقتراح الرفيق فؤاد سليمان. استفسرت عن مهمتي وبعد شرحها وافقت على القبول «.

تلك كانت بدايات العمل الحزبي في الكورة التي تحوّلت بعد سنوات قليلة جداً، ولتبقى، معقلاً من معاقل الحركة السورية القومية الاجتماعية .

بعد الانتهاء من زيارة الكورة انتقل سعاده ومعاوناه، ومدير مديرية الكورة المعين، إلى طرابلس، حيث تمّ الاجتماع في عيادة الرفيق الدكتور سميح علم الدين 3 .

وكما في الكورة تحدث سعاده في مبادئ الحزب وأعطى توجيهاته للعمل، شارحاً أهميته، وكونه الأول من نوعه، ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة، كما تناول الصعوبات التي تعترض القوميين الاجتماعيين والتي يجب أن يذللوها بهمة ونشاط وصبر، فطريق الصراع شاقة ومحفوفة بالأخطار وتحتاج إلى نفوس قوية صراعية مشدودة إلى مثالية الإيمان.

بعد انتهائه من حديثه ترك سعاده الأمر الإداري 4 لعميد الداخلية الرفيق نعمة ثابت الذي أعلن أنه تمّ تشكيل منفذية في لبنان الشمالي تضم الرفقاء القلائل الذين انتموا فيها، وفي عكار، وتتبع لها مديرية الكورة، على أن تسمى باسم منفذية طرابلس. أما هيئة المنفذية فتشكلت من الرفقاء الدكتور سميح علم الدين منفذاً عاماً، المحامي عبدالله حريكه ناموساً، الياس خوري نجار ناظراً للمالية 5 على أن يعين لاحقاً ناظر للإذاعة، وناظر للميليشيا 6 .

زيارة منطقة زحلة

بعدما انتمى الأمين يوسف الدبس ليكون أول رفيق قومي اجتماعي في منطقة زحلة والبقاع الأوسط، راح ينشط في رياق مركز الثقل بالنسبة إلى الفرنسيين وقاعدة كبيرة للجيش والطيران ويجتمع بأصدقائه الذين كان تعرّف إليهم وعرف بما يتمتعون به من ثقافة وتفهم للأمور الوطنية القومية. وكان الأمين يوسف كلما توجه إلى بيروت ينقل إلى سعاده ما يقوم به مع مجموعة الأصدقاء، حتى إذا باتوا مهيئين للقسم دعا الأمين يوسف الزعيم لأن يزور المنطقة ويشرف بنفسه على أدائهم قسم الانتماء. في الموعد المحدد اصطحب الأمين يوسف زعيم الحزب إلى رياق، وتحديداً إلى غرفة صغيرة كان الأمين يوسف وأصدقاؤه المقبلون على الحزب عمدوا الى استئجارها لتكون مقراً للسكن عند الاقتضاء ومكتباً للاجتماعات الحزبية.

أخذ سعاده يشرح للحاضرين مبادئ الحزب وأهدافه، والأسباب التي دعته لإنشائه، «والكل ينظر إليه مشدوهاً مأخوذاً بسحر بيانه وتحليله للأمور من جميع جوانبها، لمدة ثلاث ساعات متواصلة».

في هذا الاجتماع أقسم الرفقاء التالية أسماؤهم يمين الولاء للحزب: جاك مطران، ديب كربجها، ميشال كعدي، فهد الدبس، نبيه دموس، عزيز خيرالله ونجيب فيكاني.

بعد أداء القسم، كُتبت البطاقات الحزبية التي كان على كل عضو جديد أن يملأها: الاسم الكامل، مكان وتاريخ الولادة، المهنة، ثم وضع بصم الإبهام الأيمن، من اليمين إلى اليسار.

يذكر الأمين يوسف الدبس في كتابه «في موكب النهضة» أن الرفيق ديب كربجها، عندما وضع إبهامه على البطاقة، وكانت يده ضخمة، أخذ الفسحة الكاملة من يمين البطاقة حتى أيسرها، فلم يتمالك الجميع من الضحك. ويضيف أن سعاده، بعد عودته من المغترب عام 1947 ولدى استقباله الامين الدبس بادره بالسؤال، كيف حال رفيقنا ديب وإبهامه ؟ وكان قد مرّ 13 سنة على هذه الواقعة.

شكل هذا الاجتماع، وأداء الرفقاء السبعة قسم الانتماء بداية تأسيس العمل الحزبي في البقاع الأوسط، فانطلق الرفقاء يعملون في الخفاء تحسباً من انكشاف أمر الحزب، وحذراًً من الفرنسيين وعملائهم الكثر في رياق ومحيطها. وزيادة في الحيطة عمدوا إلى الحصول على رخصة لجمعية، وانتخبوا هيئة إدارية لها، من الرفقاء، ووضعوا لافتة على الغرفة التي كانوا استأجروها في رياق باسم «جمعية النهضة الخيرية»، وقاموا ببعض النشاطات لمساعدة المحتاجين والفقراء. وهكذا أمكن للرفقاء أن يجتمعوا في الغرفة المكتب من دون خوف، فيما الأوراق الحزبية محفوظة في مكان آخر.

أول رواية

من النشاطات التي فكر فيها الرفقاء، بعد استئجار الغرفة المكتب وتأسيس «جمعية النهضة الخيرية» إنشاء فرقة للتمثيل التي، بعدما أجرت التدريبات، اختارت رواية «شهامة العرب» لتكون أول رواية تقوم بتمثيلها وقد تقصدت تقديم التمثيلية في الأول من أيلول عام 1935 الذي يصادف «عيد استقلال لبنان الكبير» الذي كان أعلنه المفوض السامي الجنرال غورو، وكانت الدولة في ذلك الوقت تعتبره عيداً رسمياً تعطل فيه مختلف الدوائر.

تمت دعوة سعاده ومن يرغب من العمد لحضور هذه التمثيلية، كما دعي لإلقاء كلمات في الحفلة كل من الأمين عبدالله قبرصي، الأستاذ نجيب حنكش، الشاعر رياض معلوف والشاعر فريد لحود صاحب جريدة «العندليب» الزجلية.

غصّت قاعة المطعم الكبير، رغم اتسامها، بالحضور. بعد انتهاء الحفلة التمثيلية، وكانت باكورة العمل العلني للرفقاء، توجه سعادة والمدعوون في رتل من السيارات إلى منزل الأمين يوسف الدبس في «دير الغزال» لتناول طعام العشاء، ومن الذين رافقوا سعاده: نعمة ثابت، مأمون أياس والأمين عبدالله قبرصي الذي ألقى خطاباً حماسياً.

زيارة طرابلس أواسط صيف العام 1935

بعد الزيارة الأولى التأسيسية لكل من الكورة وطرابلس، قام سعاده في أواسط صيف العام 1935 بزيارة تفقدية إلى منفذية طرابلس. حصل ذلك بعد الاجتماع الأول الذي عقد في الأول من حزيران 1935 وفيه ألقى سعاده خطابه المنهاجي المنشور في المحاضرات العشر وفي الكثير من أدبيات الحزب. من المعروف أن عدد أعضاء الحزب كان قد تجاوز الثلاثمئة رفيق منتشرين في لبنان، الشام، الأردن وفلسطين.

عن هذا الاجتماع يتحدث الأمين أنيس فاخوري 7 في مقالة له نشرها في عدد «البناء» الخاص بالأول من آذار عام 1956: «عندما أقسمت اليمين، لم أكن أعرف أن سعاده هو زعيم الحزب، بل جل ما كنت أعرفه أن للحزب زعيماً وأننا سنجتمع به قريباً. وكنت في ذلك الوقت قد تركت مهنة التعليم وابتدأت بعمل جديد كان بدأ يأخذ معظم أوقاتي.

في أواسط صيف سنة 1935، وبعد ظهر يوم حافل بالأعمال المعقدة في عملي الجديد، إذ برفيق يدخل علي ملهوفاً وهو يقول: «أسرع يا رفيقي، فإننا سنجتمع بالزعيم بعد قليل» فتركت عملي وأسرعت وراءه مشياً على الأقدام نحو محلة «البحصاص» التي كانت تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن مكتبي، وهناك في أحد بساتين البرتقال الذي يخص الرفيق أديب 8 وقفنا في متسع صغير بين الأشجار ننتظر وصول الزعيم، كما فوجئت بوجود بعض أصدقائي الذين لم أكن أعلم بانتمائهم إلى الحزب فسررت بذلك سروراً عظيماً 9 .

«بعد قليل سرت همسة بأن الزعيم قد قارب الوصول. فتسمرنا في أماكننا منتصبين ودقات قلوبنا تطرق مسامعنا. وإذ بالزعيم، مع ثلاثة من معاونيه أحدهم عميد الحربية زكي نقاش، يظهر بعيداً بين الأشجار وهو يسرع في خطواته القوية مرتدياً اللباس الرسمي للحزب، ودوى صوت المدرب داعياً إلى التهيؤ وتحية الزعيم. فارتفعت أيدينا بالتحية وأعيننا شاخصة إلى الرجل الذي بدا أمامنا وكأنه كتلة من فولاذ حي.

«بدأ الزعيم يتكلم بصوت هادئ قوي وببطء ملحوظ. فجال بذهني لأول مرة أنه ليس بالخطيب المفوه كباقي الخطباء الذين اعتدت على سماعهم في ذلك العهد. ولكن ما إن لاح ذلك الخاطر ببالي وبدأ ينساب في مجرى ذهني محاولاً الاستقرار لترسيخ هذه الفكرة في طيات الذاكرة، حتى بدأ صوته الساحر يسرع في سيره نحو عقولنا، وبدأت أفكاره المتسلسلة الواضحة تقرع أبواب ضميرنا القومي الذي لم ينضج بعد. وتفرست في وجوه بقية الرفقاء فلاحظت أنهم يشاركونني نفس الشعور.

«ولم يمض بضع دقائق حتى كان الزعيم قد استولى على تفكيري، وتابعته بعقلي وبعواطفي، وأحسست بأن رابطة قوية متينة بدأت تشدني إلى هذا الرجل الذي أخذت عظمته تتجلى لي منذ تلك الدقيقة.

أنهى سعاده خطابه بعد حوالي نصف ساعة أحسست كأنها دقيقة واحدة، وكانت كلماته قد ألهبت حماستي وأحسست أني مقصر جداً في سبيل القضية منذ أن أقسمت اليمين إلى تلك الساعة، فاستأذنت بالكلام فأذن لي وتكلمت واعترفت بقصوري، وأعلنت أن خلاصة ما يطلبه منا الزعيم هو أن نضع دمنا على أكفنا ونسير إلى النصر النهائي فهل نحن مستعدون؟ وأجبت نفسي بقولي أنني أشعر بعد الآن بأنني أنا نفسي مستعد لذلك، وأرى من وجوه رفقائي بأنهم هم أيضاً مستعدون لذلك.

وبعد انتهاء الاجتماع تقدمت وصافحت الزعيم فقال لي والابتسامة تعلو وجهه، ما معناه: « لا أشك في أنك تعرف تماماً معنى العطاء السخي وآمل أن تبقى هذه المعرفة معك دوماً لخدمة القضية».

زيارة الكورة صيف العام 1935

في صيف عام 1935 أيضاً زار سعاده الكورة تلبية لدعوة وجهها إليه الرفيق فؤاد مفرج للغداء في بشمزين واختار للمأدبة مكاناً في الهواء الطلق تستظله أشجار الصنوبر.

رافق سعاده، الرفيق زكي نقاش الذي كان يتولى مسؤولية عميد الحربية 10 وحضرها، إلى جانب ما يزيد على الثلاثين رفيقاً، الرفيق جبران جريج بصفته مديراً لمديرية الكورة، والرفيق زكريا لبابيدي الذي كان يشغل آنذاك وظيفة كاتب في محكمة أميون 11 .

ارتدى سعاده في هذه الزيارة اللباس الرسمي للحزب. يروي الأمين جبران جريج قصة هذه الزيارة فيقول: «دارت الأنخاب، وشرب المدعوون نخب سورية وسعاده، ثم ألقى الرفيق أديب سركيس قصيدة حماسية كانت تقطعها هتافات: «تعيش سورية».

«بعد انتهاء الرفيق سركيس من إلقاء قصيدته هنأه سعاده عليها، إنما لفته إلى ما أورده في أحد أبيات القصيدة عن «أن نتشبه بالألمان»، موضحاً أننا لا نريد أن نتشبه بالألمان ولا بسواهم بل يكفي أننا سوريون»، أما عن الهتاف «تعيش سورية» فقال: إننا جماعة حياة ولسنا جماعة عيش، لذلك يجب أن يكون الهتاف «لتحي سورية» وردد الجميع مع سعاده «لتحي سورية»، واستمرت هكذا في تاريخ الحزب وأدبياته.

«في هذه الأثناء، فاجأ الجميع أحد الذين كانوا مهيّاين للانتماء وهو ناطور البلدة ميخائيل مفرج بحضوره، وبعدما تحدث إلى الرفيق فؤاد مفرج تقدم من الزعيم وأدى له التحية وطلب إليه الانتماء إلى الحزب، فتمّ له ذلك.

بعد انتهاء الوليمة في صنوبر بشمزين، رغب سعاده إلى الرفيق جبران جريج أن يرافقه إلى أميون، والغاية من ذلك زيارة ميشال نوفل، مدير المال في قائمقامية الكورة وإدخاله في الحزب، وكان تهيأ لذلك وآمن بعقيدته.

في أميون زار سعاده منزل الرفيقة عفيفة شماس، التي كانت انتمت في بيروت، فيما سبقه الآخرون إلى منزل ميشال نوفل للتحضير لعملية الانتماء. بعد قليل توجه سعاده والرفيق زكريا لبابيدي إلى منزل نوفل، حيث انضم إليهم الرفيق عبدالله شماس.

بعد الانتهاء من عملية القسم استمع الرفقاء إلى شرح لسعاده في موضوع «قومية البلاد السورية».

الجدير ذكره أن الرفيق ميشال نوفل صارح الرفيق جريج، بعد أدائه القسم، أنه ظن في البدء أن زكي النقاش الذي كان بدأ عملية الانتماء قبل وصول سعاده، هو زعيم الحزب، فأصيب بخيبة سرعان ما زالت عندما وصل سعاده وتعرّف إليه، فأدرك الفرق الشاسع .

زيارة الشوف

زار سعاده الشوف مرتين في فترة العمل السري، الأولى في حزيران 1935 والثانية في أوائل تشرين أول 1935.

الزيارة الأولى: بعدما كان انتمى عدد جيد من أبناء منطقة الشوف إلى الحزب تفقد سعاده هؤلاء الرفقاء فعقد لهم اجتماعاً في منزل المسؤول الرفيق رفيق أبو كامل. رافق سعاده، رئيس مجلس العمد عميد الداخلية نعمة ثابت، عميد الدعاية والنشر عميد الإذاعة الرفيق عبدالله قبرصي، والوكيل مأمون أياس، وعدد آخر من الرفقاء الذين كانوا انتموا في بيروت.

يفيد الأمين قبرصي في مذكراته أن الاجتماع عقد ليلاً واقتصر على كلمة ألقاها عميد الدعاية والنشر، وخطاب أساسي للزعيم، لم يدون ولم ينشر. يقول: «كان ممنوعاً أن نصفق، خاصة والاجتماع في دار فسيحة مغلقة. منذ أن أقسمت اليمين ما تسنى لي أن أستمع من سعاده إلى أكثر من مناقشاته وحواراته، والنفوذ السحري الذي كان له على مخاطبيه وسامعيه ومحاوريه. ما كان هذا النفوذ ليحملني على الوثوق المطلق بالمعلم. في كل مرة كنا نتطارح صلاحيات الزعامة، كنت أصر على تقييد هذه الصلاحيات فلا تأتي مطلقة تفسح في المجال للتفرد والاثرة والاستبدادية.

« بعد الاستماع إلى سعاده في بعقلين والانبهار بلغته الخطابية، ووقفته الخطابية، رأيتني فعلاً أمام القائد الذي كنت أحلم به في ساعات تأملي الطويلة. غادرت أنا ونعمة ثابت ومأمون أياس عائدين إلى بيروت، صباح اليوم التالي، وعرجنا على نبع الصفا نتناول طعام الصباح على النبع المتدفق ظلالاً وبرداً وسلاماً.

«أثناء الطعام قلت لنعمة ومأمون: أعلن الآن أني آمنت إيماناً مطلقاً بالزعيم. لقد أصبحت مطمئن الوجدان بقناعة لا رجوع عنها بأن سعاده هو رجل الحزب الأول عن حق وحقيق. وأنه يجب أن يكون مطلق الصلاحية في الإدارة والتشريع والقيادة».

وعن تلك الزيارة الأولى يقول الأمين كامل أبو كامل 12 :

«عند الغروب بدأ الرفقاء يصلون إلى البيت وكان أول القادمين الرفقاء رضا رعد وأمين شكور من عين زحلتا، ألفرد حداري وميشال عيسى من دير القمر، مسعود عبد الصمد من عماطور».

ويضيف أن سعاده وصل ومعه نعمة ثابت، مأمون أياس، عبدالله قبرصي، زكي النقاش، وفؤاد مفرج «وحينما وقعت عيني على الزعيم تسمّرت مكاني إذ عرفت فيه أنطون سعاده. وذهبت بأفكاري إلى البرازيل فأنطون سعاده الذي ما أحببته يوماً هو اليوم زعيمي وعلي أن أحترمه وأحبه. والزعيم الذي عرفني بدوره صافحني على الطريقة البرازيلية وشعرت بأنه فرح بهذا اللقاء، وجلست بجانبه نتجاذب بالبرازيلية أطراف الحديث عن سان باولو وحياتها، وعن والده فعرفت أنه مات». ويضيف: « بعدها انتقلنا إلى الصالون الآخر حيث كان الأعضاء المدعوون قد وصلوا جميعاً ودخلوا إلى الصالون مركز الاجتماع الذي بدأ بكلمة لزكي النقاش. ثم تكلم عبدالله قبرصي فأبدع. وتلاه فؤاد مفرج بقصيدة ألهبت حماسة الموجودين ولم تزل ترن في أذني حتى اليوم. وأعجبني مقطعٌ منها يقول:

إنّا نسُوق إلى ميدان جبهتنا

شيخاً يصلي وقسيساً ومطرانا

وفي الأخير نهض الزعيم وبدأ كلمته برصانته المعهودة ففند المبادئ الإصلاحية وأهمية تطبيقها تطبيقاً دقيقاً وأنهى كلامه بالحديث عن إنسان النهضة.

قلت له بعد ذلك، لو كنت عرفت من هو زعيم الحزب الذي انتميت إليه قبل أن أسمعك تتكلم لكنت ترددت في الدخول، أما بعد أن سمعت الزعيم يلقي كلمته فأشعر بالسعادة تغمرني من رأسي حتى أخمص قدمي».

الزيارة الثانية: اجتماع سعاده الثاني مع رفقاء الشوف تمّ في مغارة «بزوز» الواقعة في الوادي بين جديدة الشوف والمختارة. وعنها يقول الأمين عجاج المهتار: «في أوائل اكتوبر 1935 كان الاجتماع في مغارة بزوز» وقد ضمّ حوالي خمسين رفيقاً من معظم قرى الشوف والمناصف. وكان بين الرفقاء عدد وفير من أبناء دير القمر وجوارها».

وعن الاجتماع في المغارة، والحزب في مرحلة العمل السري، يروي الأمين كامل أبو كامل: «وصل الرفقاء من القرى الشوفية، كل بطريقته، كما وصل الآخرون من جهة بعقلين بطرقهم الخاصة، فالبعض كصيادين وآخرون كتلاميذ يقصدون النهر للسباحة. والزعيم كان أحد المرافقين للناطور الرفيق حسن سلمان بريش، فقد حمل الزعيم عصا الناطور ورافقه الناطور يحمل بندقية صيد متنقلين بين الصخور والبلان حتى وصلوا الى المغارة حيث كان سبقهم إليها عدد يزيد على الأربعين رفيقاً .

المغارة كبيرة، أمامها باحة كبيرة مغطاة بفيء شجر الصفصاف والحور، يمر بجانبها نهر الجديدة المتفرع من نهر الباروك. وهي لا ترى من «المختارة» ويحجبها عن «الجديدة» نواتىء صخرية كبيرة وأشجار كثيفة فكان المجتمعون ينعمون بحرية الغناء بأصواتهم القوية ويختلط الصوت بخرير مياه النهر ويحجبه عن الانطلاق بعيداً وضع المغارة وعمقها الاستراتيجي، وقد حمل الرفقاء معهم اللحم واللبنة الجبلية الممتازة وبعضهم جلب العسل الصافي والخضر، بندورة، خيار، أما الفواكه فمن البساتين القريبة التي يملكها قوميون.

وكانت فرحة الرفقاء كبيرة بتعارفهم على زعيم الحركة سيما وإنه شاب وسيم الطلعة دمث الأخلاق، متواضع.

وبعد استراحة لم تدم أكثر من ربع ساعة وقف الزعيم وألقى كلمة بيّن فيها عن سروره بوجوده مع رفقاء يمثلون طليعة النفير في هذا المجتمع الذي فتك فيه مرض التشرذم إذ أرغمه الحكم الجاهل بوسائله الاستعمارية أن يصبح مريضاً. ولكن هذه الأمة العظيمة التي سجلت في حقبات تاريخية كثيرة بأنها رأس العالم المتمدن لم تخسر أصالتها طالما أنتم عقدتم الخناصر لإعادة مجدها وعزها. لأن في هذه الأمة كل خير وكل حق وكل جمال. بهذا المعنى كانت كلمة الزعيم.

وبعد أن مر بكلمته على نظام الحزب وشدد على المبادئ الإصلاحية شرح أهمية مغارة البزوز التاريخية حيث استعملها فخر الدين المعني في حروبه.

بعدها انصرف الجميع إلى تحضير الأكل حيث سمح بتناول العرق. وبدأ البعض بإشعال نيران لشوي اللحم ومد سماط طويل على الأرض اجتمع حوله الرفقاء، والزعيم بينهم، يأكلون ويشربون وينشدون القصائد الحماسية وأحياناً يقصون قصص العصابات التي كان الزعيم يحب سماعها خصوصاً منها العصابات التي كانت تعمل بدوافع وطنية والتي كانت هاربة من ظلم الانتداب وأعوانه. رافق الزعيم بهذه الرحلة كل من مأمون أياس والشيخ جميل العازار، وكان الرفقاء الذين يتولون مسؤوليات مدير أو مفوض يسألون الزعيم عن كيفية إدارة مسؤولياتهم وهو يجيبهم بالتفصيل حتى بدا وكأنه معلم مدرسة يعلم القراءة».

وعن الاجتماع في مغارة بزوز يقول الرفيق خليل أبو عجرم 13 : «كنت حدثاً في الرابعة عشرة عندما زار شقيقي فؤاد في بعقلين ذلك «الأستاذ» الأسمر اللون، الحاد العينين، المبتسم، الجذاب. كنت في قاعة الاستقبال أسمع وأعي، أروح وأجيء وفضول الصغار يدفعني إلى البقاء والإصغاء والمشاركة ما أمكن في ذلك سبيلاً. فكنت ألاقي من ذلك «الأستاذ» قبولاً وسماحاً.

دار الكثير من الأحاديث وتطرق «الأستاذ» إلى الكثير من المواضيع التي كانت تهمني فتعلقت به ورحت ألازمه ولكن… حان وقت الفراق فقد نهض «الأستاذ» ومن كان قد حضر إلى البيت من الشباب وغادروه فبقيت وحيداً. لم تطل وحدتي فقد صممت أن ألحق «بالأستاذ» وصحبه، لقد سمعتهم يقولون أنهم ذاهبون إلى مغارة «البزوز» فلماذا لا أذهب أنا أيضاً إلى «البزوز» وأتعرف عليها وعلى آثارها وعلى كل ما يروى عنها؟

دون أن أترك أي خبر ورائي، أسرعت الخطى ولحقت بهم على بعد مرمى النظر وبقيت هكذا إلى أن وجدت أن الطبيعة تعرقل أمنيتي فخشيت من الضياع أو العثار فعدت إلى البيت حزيناً، كئيباً. وزاد حزني عندما رجع شقيقي فؤاد إلى البيت وحده ولم يكن برفقته «الأستاذ» الذي أصبحت تربطني به عاطفة خفية لا تفسير لها لدي».

زيارة جزين صيف العام 1935

بعدما انتمى الرفيق كريم طوبيا الطالب في الجامعة الأميركية في مديرية الطلبة التي كان أنشأها سعادة في العام الدراسي 1934-1935 عمل على انتماء الرفيق عاطف كرم، من جزين أيضاً، وزميله في الجامعة الأميركية 14 .

بواسطتهما راح الحزب يمتد في جزين، فانتمى الرفقاء نديم طوبيا، جورج الياس عون، مارون عون، حنا سكاف ومتري شكري نحاس.

ولاحقاً انتمى الرفقاء نعمة سليمان عازار، فايز رضوان سلام، ناصيف سليمان الأسمر، جوزف أسعد الأسمر، خليل بشارة حداد، وديع عون، سعيد سليم عون، جورج عون، جورج قمر، شحادة حبيب، جميل نكد الخوري. من الجعبة الأمين جبران جريج .

من هؤلاء الرفقاء تشكلت أول مديرية لمديرية جزين وتولى الرفيق مارون عون مسؤوليتها.

من أعمالها الأولى أنها دعت سعاده في صيف العام 1935 لزيارة جزين. عقد الاجتماع في منزل كان يستأجره الرفيق رائف زنتوت 15 وحضره ما يقارب الأربعين عضواً، البعض منهم أتى من صيدا، والبعض الآخر رافق سعاده من بيروت. في هذه الزيارة ارتدى سعاده اللباس الرسمي للحزب.

تناول سعاده في الاجتماع شرح العقيدة القومية الاجتماعية، مفنّداً المصاعب التي تعترض طريقها. بعد انتهاء الاجتماع تقرر أن يقضي الجميع نهار اليوم التالي في نزهة إلى نبع «العزية».

أمضى الرفقاء ومعهم زعيم الحزب نهاراً جميلاً عند النبع تخللته أغان وأناشيد وحلقات دبكة، كما شروحات لسعاده جواباً عن أسئلة الرفقاء.

بعد الانتهاء عاد الجميع إلى جزين مخترقين طرقاتها، ما لفت أنظار الأهالي. إلاّ أن الإشاعة التي كان بثها رفقاء جزين وسرت في البلدة فهي أن أساتذة من الجامعة الأميركية أتوا من بيروت لزيارة الطالب في الجامعة، رائف زنتوت .

زيارة مراح غانم برمانا العام 1935

من المعروف أن المثلث رومية برمانا بيت مري شهد أولى بدايات تأسيس الحزب وكان سعاده قد كثف في صيف العام 1932 من زياراته إلى المنطقة المذكورة حيث انتمى رفقاء من الأوائل، وبينهم جورج عبد المسيح، رشيد أبو فاضل، فارس سلامة، عبده زينون.

وكان المتن الشمالي، مثل طرابلس والكورة، شهد أولى بدايات التأسيس لفروع حزبية. فكما نشأت منفذية طرابلس للشمال ومعها مديرية الكورة، نشأت منفذية المتن الشمالي التي تضم مديرية بيت مري، وأعضاء قلة في برمانا، رومية وجل الديب. تولى الرفيق جورج عبد المسيح مسؤولية المنفذ العام والرفيق جوزف رعد مسؤولية مدير بيت مري.

يروي الأمين جبران جريج في مجلده «من الجعبة» أن من أول نشاطات المنفذية أن اتخذت مكتباً سرياً لها في مكان يقع بين برمانا وبيت مري يدعى «مراح غانم»، واتخذت ستاراً له منتدى للتسلية والترفيه أسمته «الملاك الأزرق». أواخر صيف العام 1935 لبى سعاده دعوة المنفذية إلى اجتماع عام للرفقاء في المكتب المنتدى.

إلاّ أنه أثناء الاجتماع صادف مرور دورية من الدرك فلفتها تجمع عدد غير قليل من الرجال والنساء في «الملاك الأزرق» فيما أحدهم يتكلم فيه.

دخلت دورية الدرك لتستطلع الأمر، إلاّ أن هدوء الزعيم واستمراره في الكلام أزالا حالة الارتباك التي بدت على وجوه عدد من الرفقاء، بحيث أن الدورية وقد دعيت للاشتراك في الاستماع اعتذرت وانصرفت. فلم يكتشف أمر الحزب وكاد يحصل.

زيارة جل الديب

تفيد الرفيقة ميليا ضومط زينون أبو جودة أم فاروق أن سعاده قام في سنوات العمل السري 1932-1935 بزيارتين إلى مديرية الزلقا – جل الديب، مفاجئاً في المرتين الرفقاء بحضوره، فيما هم في اجتماع حزبي.

الزيارة الأولى تمّت في مطحنة «الأمير» أمين أبي اللمع حيث كان يعمل أحد الرفقاء والواقعة في منطقة البحر من جل الديب. أما الزيارة الثانية فقد تمّت في منزل مهجور في أحد البساتين في عمارة شلهوب يخص السيد يوسف الخوري عرف بيوسف البسوسي كون العائلة أساساً من قرية بسوس .

وتورد الرفيقة ميليا أسماء الرفقاء الأوائل الذين ما تزال تتذكر أسماءهم، وهم:

يوسف زينون، ميشال الحجل، جريس طانيوس أبو جودة أبو فاروق ، ميليا ضومط زينون أبو جودة، شقيقتها لويز ضومط زينون، سليم سعدالله وابنته جورجيت، إبراهيم أنطون أبو جودة، ملحم ماضي أبو جودة وزوجته ليندا، نعيم غالب أبو جودة، شكري الياس مخايل أبو جودة، نهاد ملحم حنا 16 ، جريس خليل أبو جودة.

وتروي الرفيقة ميليا أن سعاده عندما وصل فجأة في الزيارة الثانية، وجد المكان مكتظاً بالحضور، ومعظم الرفقاء يجلسون على الأرض، ففعل مثلهم، وأبى أن يجلس مكان المدير الرفيق عبدو رزق الله زينون الذي كان دعا سعاده إلى ترؤس الجلسة، قائلاً له: أنت المدير ولك أن تترأس الاجتماع، واستمر جالساً «متربعاً» على الأرض مع رفقائه.

رئيس لجنة تاريخ الحزب

هوامش:

1. من أيام الحزب: شارون، عماطور، بكفيا، صافيتا، تلكلخ طرطوس وغيرها.

2. قبل وضع الدستور كان ناموس العمدة يدعى سكرتيراً، كما أن عمدة الإذاعة والإعلام كانت تدعى في بدايات تأسيس الحزب عمدة الدعاية والنشر .

3. لم يستمر طويلاً في الحزب، كان أول منفذ عام للحزب في طرابلس، وهو خال الرئيسين رشيد وعمر كرامي.

4. في هذا لدلالة واضحة عن كيف كان سعاده يتقيد بدستور الحزب وقوانينه، حتى في السنوات الأولى من تأسيس الحزب .

5. من بلدة بترومين الكورة. وهو أول رفيق ينتمي الى الحزب في منطقة الكورة.

6. أي ناظراً للتدريب، تسمية ناظر ميليشيا اعتمدت في بدايات سنوات التأسيس.

7. كان انتمى في طرابلس. كذلك شقيقته ليلي التي كانت من أولى رفيقاتنا في عاصمة الشمال اللبناني ورفيقة مناضلة. تولى الأمين أنيس مسؤوليات حزبية محلية في طرابلس، ومركزية، في أدق الظروف. وكان يتمتع بوعي عقائدي جيد وبسموّ مناقبيته، لديه دراسات عديدة، ومؤلف كتاب «نسف الأضاليل، خطوة أساسية في إزالة إسرائيل».

8. انتمى إلى الحزب عدد جيد من آل أديب، بينهم خالد أديب الذي منح رتبة الأمانة، التحق بسعاده عند توجهه عام 1938 إلى البرازيل فالأرجنتين. طرد من الحزب. بينهم أيضاً فضل الله أديب، والأشقاء سعدالله، رياض وبرهان.

9. من الرفقاء الذين كانوا انتموا في طرابلس نذكر إلى الدكتور سميح علم الدين الأمين مصطفى المقدم، عبدالله أيوب، الأمينة نجلا معتوق حداد، سعد الله عدره، عزمي بارودي، سعدي ذوق، المحامي مصطفى ذوق، المحامي روبير خلاط، أنور المقدم، فريدريك خلاط، الدكتور نجيب خلاط، الشاعر يوسف الخال، الممرضة نوفا حردان سرتان، أمين المجذوب، جورج عشي، فاطمة القدسي، نظير الحاج، ليلي فاخوري.

10. تسمية عمدة الدفاع في تلك الفترة.

11. انتمى الرفيق زكريا لبابيدي في أميون عندما كان يعمل كاتباً في محكمة البلدة، تولى بعد ذلك مسؤوليات عديدة محلية ومركزية، تعرض للسجن مراراً وهو من مناضلي الحزب.

12. هو أول رفيق ينتمي إلى الحزب من أبناء بلدة ومنطقة جزين.

13. تولى في الحزب مسؤوليات محلية ومركزية، منها منفذ عام وعميد دفاع. انتخب لعضوية المجلس الأعلى، وعرف بنضاله الحزبي المميز. كان تعرّف إلى سعاده في البرازيل .

14. منح لاحقاً رتبة الأمانة.

15. كان أديباً وشاعراً ومربياً، درّس في الكلية الاستعدادية I.C التابعة للجامعة الأميركية، منحته الدولة اللبنانية وسامين تقديراً لعطاءاته.

16. من صيدا، صيدلي، وهو صاحب صيدلية «المدينة» في شارع الحمراء، بيروت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى