الكاتب الصحافي راسم عبيدات يحاضر عن «الثورات العربية وانعكاساتها على الواقع الفلسطيني»

حاضر الكاتب الصحافي راسم عبيدات في قاعة انشطة جامعة الخليل، وبدعوة من نادي طلبة العلوم السياسية عن «الثورات العربية وانعكاساتها على الواقع الفلسطيني»، رأى فيها أن الثورة هي تعبير عن صراعات اجتماعية عميقة، لها فكرها وفلسفتها وروحها الخاصة، وتمتلك ادواتها المعرفية والسياسية والأيديولوجية إضافة الى أدواتها الطبقية للتعبير عن رؤيتها وبرنامجها البديل، وهي لا تعني بأي حال من الأحوال تمرداً اجتماعياً كبيراً قائماً على الفوران العاطفي والوجداني، غير المستند الى مرجعية فكرية ورؤيا فلسفية، وعدم وجود حاضنة وحوامل تنظيمية له، ناهيك عن غياب العقل القيادي والمدبر، وما حدث في العالم العربي وما يحدث الآن بدءاً من «الثورة التونسية» وما يجري في العراق وسورية ومصر، يؤكد أن «الثورات العربية» تعرضت الى حالة من الإغتيال والسرقة و «الخصي» على يد قوى وجماعات لها أهداف وأجندات بعيدة من مصالح الشعوب وهمومها وطموحاتها، قوى خدعت الجماهير وضللتها، وجعلتها تسير خلف شعارات ديماغوجية وزائفة وجعلت منها وقوداً وحطباً لكي تستثمر نضالاتها وتضحياتها لتحقيق اهدافها.

واعتبر عبيدات أن الحلقة السورية بالتنسيق والتعاون مع ايران وحزب الله، شكلت حلقة مركزية في منع تمدد وتسيّد هذا المشروع، وحتى اللحظة مع اقتراب توقيع أميركا وايران على اتفاق في شأن برنامج ايران النووي في نهاية حزيران الجاري لم يتم حسم وجهة الصراع، والذي كل المعطيات تشير الى ان المشروع الأميركي بأدواته وتوابعه سينهزم وينكفئ، وسترسم ايران كقوة اقليمية مقررة في المنطقة، وهو ما يترتب عليه تغيرات ومعادلات وتحالفات جديدة، تعزز من محور الممانعة والمقاومة في المنطقة.

و»الثورات العربية» كانت لها انعكاساتها السلبية على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، فالحالة الفلسطينية ضعيفة بالأساس وتعاني من الانقسام، وهذه الحالة الضعيفة والمنقسمة على ذاتها سمحت بتدخلات عربية واقليمية ودولية في الشأن الفلسطيني، تجاه تصفية المشروع والقضية الفلسطينية، من خلال اقامة دويلة فلسطينية ذات حدود موقته في قطاع غزة وانهاء قضية القدس، وما تبقى من الضفة الغربية يتحول الى جزر وكانتونات معزولة في محيط «اسرائيلي» واسع، ناهيك عن تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والتي لم تعد قضية مركزية للعديد من الدول العربية التي أصبحت تنسق وتتعاون مع «إسرائيل» علناً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى