احتفال للسفارة الإيرانية بذكرى رحيل الخميني: الأولوية للتصدي للعدو «الإسرائيلي» والإرهاب
أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الذكرى السادسة والعشرين لرحيل الإمام الخميني، باحتفال في قصر الأونيسكو، حضره ممثل رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام، النائب أيوب حميد، ممثل الرئيس إميل لحود النائب السابق إميل إميل لحود، ممثل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، ممثل البطريرك الماروني بشارة الراعي رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ محمد أنيس أروادي، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن رئيس اللجنة الثقافية للمجلس المذهبي الدرزي الشيخ سامي أبي المنى، ممثل كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الاول كيشيشيان أنطوان كليجيا، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، السفير الايراني محمد فتحعلي، النائبان مروان فارس وإميل رحمة، ومثلون عن عدد من النواب، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية وعسكرية وممثلي فصائل فلسطينية.
بداية، النشيدان اللبناني والإيراني، ثم فيلم قصير تلا فيه الإمام علي الخامنئي كلمة رثاء في رحيل الإمام الخميني، فكلمة تقديم من عريف الحفل بويعقوب.
ثم ألقى السفير فتحعلي كلمة أكد فيها وقوف إيران «إلى جانب لبنان الشقيق شعباً ودولة وإلى جانب مقاومته الشريفة الباسلة التي كللت جبين لبنان والأمة العربية والإسلامية بالعز والفخر ورسمت بالدم مقاومة لبنانية هزمت إسرائيل وأعطت للحرية معناها الحقيقي». وأكد «الدعم الكامل لكل ما يجمع ويوحّد بين اللبنانيين على قاعدة وحدة لبنان وشعبه»، آملاً «أن نشهد في القريب العاجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما يحقق للبنان المزيد من الاستقرار والأمن والثبات».
وشدّد على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى إلى جانب كل الشعوب المظلومة في هذا العالم وفي طليعتها الشعب الفلسطيني داعمة حقه في الحرية والإستقلال ومؤكدة وحدة هذا الشعب بقواه الحية كافة، لمواجهة المؤامرات التي تعمل على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وحرف وجهة المعركة عن فلسطين، إلى فتن ومؤامرات داخل بلداننا وبين أبناء أمتنا الواحدة».
وأكد أن فلسطين «ستبقى قضيتنا الكبرى ومعركتنا الحاسمة مع العدو الصهيوني الذي يدعم ويحرك الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تشكل خطراً على الجميع من دون استثناء، ومن واجبنا جميعاً مواجهتها بشتى الطرق والوسائل كما يجري في سورية ولبنان والعراق وليس عبر عواصف تزيد من الأمور تعقيداً وتعزز وضع الإرهابيين كما يحصل في اليمن المظلوم، حيث نؤكد دوما أن أفضل الحلول للخروج من هذه الأزمة هو الحل السياسي القائم على الحوار بين مختلف الأطراف اليمنية».
تلاه النائب حميد الذي رأى أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على أن تكون أنموذجاً يحتذى به في بناء سلام مجتمعاتنا واستقرارها ومنعتها وقوتها، وفي عدم الانزلاق في محيط الفوضى».
وإذ ذكّر بأن الخميني «كان يرتّب لنا مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الكبير، لا كأمبراطورية بل كنظام ونهج وحياة». تساءل حيد «أو ليس هذا الشرق إسلامياً وكبيراً، أليس الشرق في مشاريعه الايدولوجية والسياسية والتنظيمية رغم اختلافنا على شكلها مصلحياً وسياسيا هو إسلامي وكبير؟ أليس الإسلام معتقدنا جميعا؟ أليس الإسلام في هذا الشرق هو حصن وحضن المسيحية. أليس الإسلام هو الدين المنفتح الذي نتعايش ونعيش في قلبه محبة المسيحيين؟».
وتمنى أن «نتعلم من إمامنا الثورة والتمرد والاجتماع، وكيف نسلك بأوطاننا أقصر الطرق نحو سلامها وتحديث نظامها وكيف نتوحد في مواجهة العدو المشترك إسرائيل».
وألقى الشيخ قاسم كلمة شدد فيها على «أن التكفيريين هم مشروع أميركي إسرائيلي لتشويه صورة الإسلام وتمزيق المنطقة وضرب مشروع المقاومة»، مشيراً إلى أنه «عندما نواجه الإرهاب التكفيري نواجهه كجزء من مواجهة الإرهاب الإسرائيلي، يعني أننا في مواجهة الإرهاب التكفيري مقاومة كما نحن في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي مقاومة، وكل من لفّ لفّ الإرهاب الإسرائيلي سنكون في مواجهته، مقاومة إذا نزل إلى الميدان وأراد أن يواجهنا».
وأضاف: «عجيب أمرهم: القلمون فيها مشكلة وجرود عرسال تؤدي إلى فتنة. فهل نقول لمن يطلق علينا النار بأن الحكومة اللبنانية وضعت حدوداً جغرافية وباسم الوطن لن نردّ عليك فغداً الله تعالى ينتقم لنا، لن نقوم بهذا الأمر؟». وقال: «نحن سننتقم، وغداً رب العالمين أيضاً ينتقم، فالله تعالى كلفنا أن ننتقم قبل أن ينتقم».
وتابع: « نحن سهّلنا كل الطرق من أجل أن يكون هناك حلول لمواجهة هؤلاء التكفيريين، وساهمنا مع الدولة اللبنانية في كل إجراءاتها وكنّا لها خير معين وما زلنا، ونحن مع كل الوسائل التي يمكن أن يتبعها المعنيون من أجل إنهاء هذا الاعتداء والاحتلال التكفيري، والحقيقة هو إرهاب على الجميع، الإرهاب التكفيري هو إرهاب ضد السنة قبل الشيعة، لأن هؤلاء لا يطيقون بعضهم، ولذلك هذا الإرهاب التكفيري هو ضد الإنسان مسلم أو مسيحي، سني أو شيعي، عربي أو غربي، سعودي أو أميركي ولا يعترفون بأحد».
وختم قائلاً: «هذا المشروع المقاوم مشرّف حيثما كان، وهو مقابل القتلة والمجرمين، سواء قتلوا بالطائرات أو بالسكاكين ما الفرق، من يبيد البشر ويدمّر الحجر وينهي الحياة لا فرق إذا كان بالسلاح الأبيض أو بالسلاح الأسود كلهم واحد، سنقوم بدورنا المقاوم حيث يتطلب ذلك». وسأل: «هل يحق للعالم أن ينشئ تحالفاً دولياً يجتمع على الباطل ويتآمر على فلسطين وعلى اليمن وعلى العراق وعلى سورية ولا يحق لنا نحن أصحاب الحق والأرض وأصحاب المشروع أن نتحالف فيما بيننا؟».
وألقى الشيخ أحمد الزين كلمة «تجمع العلماء المسلمين» وقال فيها:» نحن في لبنان نلتقي مسلمين ومسيحيين، على خط الإمام الخميني الحضاري»، مؤكداً «على خيار المقاومة الوطنية الاسلامية».
وحيا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقال: «ليعلم الجميع أننا على خط الجمهورية الاسلامية الإيرانية وبقيادة السيد حسن نصرالله سنكون في المسجد الاقصى قريباً».
من جهته اعتبر ممثل البطريرك الماروني أبو كسم أن الثورة المطلوبة اليوم والملحة في لبنان «هي الثورة على الفتنة، على كل ما يفرق بيننا كلبنانيين»، مشيراً إلى أن «الفتنة الطائفية والمذهبية هي عدو داخلي أخطر وأدهى من العدو الخارجي وعلينا مقاومته بسلاح التضامن والوحدة».
وقال: «المطلوب اليوم مقاومة الفتنة فالجرح الذي يصيب أي لبناني يصيب الكل والمطلوب اليوم عدم الإنجرار إلى أحداث تعيد إلينا مآسي الماضي، وهذا ما يحتّم علينا الإلتفاف حول الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي تحمي الأمن الداخلي وتضمنه وتصل بسفينة الوطن إلى ميناء الخلاص».
ورأى المفتي قبلان في كلمة له «أن مزيداً من الإفتراق الإيراني – السعودي يعني مزيداً من أزمة الشرق الأوسط، وتوسع هامش واشنطن للعب على التناقضات المذهبية والعرقية. كما أن مزيداً من التقارب الإيراني – السعودي يعني مزيداً من إطفاء الحرائق وخسارة واشنطن لهامش لعبها بالنار المذهبية». واعتبر أن «مصلحة بلاد الشرق الاوسط تكمن بالتقارب الإيراني – السعودي، وإلا فإن الأمور ذاهبة إلى حروب كبيرة وحرائق أكبر من أن يتصورها عقل».