الإرهاب وأردوغان والصديق وقت الضيق
د سليم حربا
لم يعد سراً ارتباط أردوغان ونظامه بالإرهاب كعلاقة عضوية مصيرية، وليس من الضرورة إعادة وضع إشارات الاستفهام والتعجب حول جملة الأسئلة العنقودية التي جعلت «داعش» تحمي قبر سليمان شاه، وتفرج عن القنصلية التركية بربطات العنق، وتفضح الأسرار عن معامل حلب المسروقة، وآثار ونفط وقمح العراق وسورية المنهوب والمباع في بازارات تركيا، وتجاهر «داعش» بخريطة الطريق للهجرة إلى سورية والعراق دليل الهجرة ومحطاتها في تركيا وأسلوب التعامل مع المخابرات التركية والتحايل على مناهضي أردوغان من قضاة ورجال جندرما، وأوامر العمليات التركية التي أُعطيت لـ»داعش» في عين عرب وتل أبيض والحسكة والرقة وشمال حلب وصولاً إلى الموصل والأنبار وأربيل.
وها هي أذرع أردوغان الإرهابية التي ضخت العدد والعتاد والسلاح في «جبهة النصرة» الإرهابية توأم «داعش» كجبهة أمجاد السلاطين ولواء محمد الفاتح ولواء السلطان مراد ولواء السلطان سليمان القانوني ولواء أحفاد الفاتحين التركمان ولواء السلطان سليم ولواء جبل التركمان ولواء السلطان عبد الحميد وغيرها من كتائب أردوغان وأوغلو وحقان في حلب وإدلب، تفتح أذرع ما يسمّى «جيش الفتح» المسمّى الجديد لـ»جبهة النصرة» لمجيء المدد من معابر ومعسكرات وغرف عمليات أردوغان ونظامه، وها هي حواضن الأسئلة العنقودية تنفجر في وجه أردوغان عبر غيض من فيض ما نشرته صحيفة «جمهورييت» التركية من فظائع وفضائح دعم الإرهاب وتبنّيه، بعد أن أصبح دعم الإرهاب ركناً ثابتاً في سياسة واستراتيجية «علاقات جوار صفر ودعم إرهاب بلا حدود ولا قيود» وأصبح الإرهاب بدواعشه ونصرته وناصريه وإخونجيته وأردوغان صنوين لا يفترقان، وأصبح جزء من حملته الانتخابية وضع الدماء السورية في بازاره الانتخابي، وشكّل ما يسمى حزب المعارضة السورية التركي، وأرسلَ المئات من ضباطه وأجهزة مخابراته إلى العمود الفقري والقيادي في داعش وجبهة النصرة كالطيار صاري ابن أحد نواب حزب العدالة والتنمية الذي يقود ويوجّه وينتقل في صفوف داعش من الرقة إلى الحسكة وشمال حلب، والإرهابي التركي أصلان الذي قُتل في إدلب وكان الذراع العسكرية اليمنى للإرهابي السعودي عبد الله المحيسني والعقل الشيطاني المدبر للقتل والتدمير للإرهابي مسلم الشيشاني.
ولأنّ الإرهاب بدواعشه ونصرته يريد ردّ الجميل من منطلق الصديق وقت الضيق و على غير عادته وطبعه ، يرى الآن بعد ما تمّ افتضاحه بأنّ أردوغان محرج ومربك ويترنح أمام معارضيه ومناهضيه من الشعب التركي الذي يريد أن يعيد تركيا إلى وزنها النوعي، وينهي عصر العصابات ويعود بتركيا إلى منطق الدولة، فقد بادرت غرف عمليات أردوغان وإرهابييه في الريحانية وأطمة بالتصعيد في حلب وإدلب والتقطت «داعش» اللحظة لنجدة أردوغان عندما هبّت تحشد قطعانها وتتجه باتجاه الحسكة وشمال حلب في أعزاز وصوران ومارع وتل رفعت لتسيطر على بعض المعابر لعلّها تسعف أردوغان في الوقت الضائع، ليتابع ما تبقى من حلقات وعقد حبل كذبه ونفاقه الطويل ويجيّش بخطابه الطائفي ونفاقه المعهود أنّ «داعش» أصبح على أبواب تركيا ولا بدّ من مواجهته ويتهم معارضيه بأنهم يفرّطون بأمن السلطنة العثمانية. نعم تركيا والمنطقة الآن أمام استحقاق فإما أن يفوز أردوغان مرشح «داعش» و»جبهة النصرة» وإما أن يفوز الأمن والسلم الإقليمي والدولي وتعود تركيا إلى علاقاتها ووزنها ووقعها وموقعها الإقليمي والإنساني بعيداً من أردوغان ونظامه وعثمانيته وإخونجيته ومجازر إبادته وإرهابييه.
والسؤال الذي ما زال بحاجة إلى إجابة هو: هل يتحالف البغدادي مع أردوغان لتصبح تركيا جزءاً من دولة خلافة البغدادي المزعومة؟ أم يتحالف أردوغان مع البغدادي ليصبح متزعماً لداعش؟ هذا ما يجب أن يعرفه ويحدّده الشعب التركي.