اختصروا الكلام بوقفة العز والشهادة

ماجد حنا

ماذا عسانا أن نقول في وداع الأبطال، الشهيد الرفيق سامي سعادة والشهيد الرفيق عبد العزيز الهلال!

أيّ كلمات يمكن قولها، بمن اختصروا كلّ الكلام بوقفات العز والبطولة والعنفوان.

لكم يا رفقائي تشهد المواقع، وباسمكم تهتف الميادين، ويردّد التراب الذي من أجله بذلتم الدماء، إنكم من فرسان النهضة القومية، أقبلتم على الموت، وأنتم المؤمنون بأنّ الموت في سبيل الحق طريق للحياة.

رفقاؤك والمواطنون يا حضرة ناظر التدريب، يا رفيق سامي، يشهدون أنك فارس مقدام، مناقبي، ومتمرّس في فنون القتال دفاعاً عن الأرض والإنسان، وأنت المتزوّد بمبادئ قومية يزول الكون ولا تزول وبإيمان يحفظ الكرامة، ومعرفة تميّز بين الحق والباطل، ما جعل مسيرتك حافلة بالعطاء، تنشر مبادئ النهضة بين أبناء جلدتك، بوعي عميق، حمل الكثيرين ممّن سمعوك إلى رحاب النهضة، ومسيرتك حفلت بالتضحيات حتى أعدت وديعة الدم.

عرفناك جيداً في مسيرة النضال القومي، مسؤولاً يتحمّل الأعباء بكلّ إخلاص والتزام. لم تتوانَ يوماً عن واجب ألقي على عاتقك، وفي المهمات لم تقف في الصفوف الخلفية، بل كنت في الطليعة في كلّ المواجهات المصيرية.

ارتقيت شهيداً يا رفيقي، وفي زوّادتك فيض من عطاء، فأمثالك لا تنضب ينابيعهم، ولا يستكينون إلا إذا ارتقوا سلّم المجد، وها أنت ارتقيته قبل أن يكتمل النصر المعقود للقوميين الاجتماعيين، والجيش السوري وأحرار الأمة.

تشهد لك حمص، وتشهد لك قراها وبلداتها ودساكرها، ويشهد جسر الشغور على بطولاتك، ومواقفك العابقة بالشجاعة والإقدام.

وأنت يا رفيق عبد العزيز، يا من سطرت الملاحم وأنت تخوض معترك المواجهة ضدّ قوى الإرهاب والتطرف على جبهات الحصن، النبك، صدد، الزارة، كسب، مورك، وجسر الشغور. فكم كنت مقداماً وشجاعاً ومتفانياً.

تشهد لك مدينة حلب وكلّ قراها، أنكَ ذاك الشاب الواعد المتقد حماساً وعنفواناً، والمتزوّد بإيمان نهضوي، جعلك قدوة لأبناء جيلك، حملتك شجاعتك على جناح البطولة، فحلّقت في فضاءات الشهادة، وارتقيت سلّم المجد بامتياز.

في وداع الأبطال نؤكد أننا سننتصر مهما تكالبت علينا الأمم التي تضخّ لقتالنا نفاياتها البشرية من مشارق الأرض ومغاربها.

فتحية لكما، وأنتما من سطر حكايات عز ومجد وشرّعتما الطريق الى النصر.

تحية لكما ولمن سبقكما على درب الشهادة، الرفقاء الأعزاء الذين يسكنون كلّ لحظاتنا، الشهداء الأبطال صبحي العيد، محمد عواد، حنا كرم، حسام مسّوح، طوني الساحلي، أيهم أحمد، علي ضعون، صالح عمام، ابراهيم طباع، فضل الله فارس، اياد القاموع، أيمن العلي، فراس المحسن، بشار شاهين، جود مخول، طارق العيد، عبدالله قيروز وسمير قناطري وشهداء مجزرة كفرا وآخرين كثر إلى آخر حبات سبحة المجد.

في وداعكما، منا العهد والوعد أننا ماضون في الصراع، وفي معمودية العز والاباء، حتى تحقيق تحرير الأرض كلّ الأرض من رجس الصهاينة وأعوانهم الإرهابيين المتطرفين والعثمانيين الجدد والعرب المتأسرلين.

اطمئنا يا سامي ويا عبد العزيز أنتما باقيان في ساح الصراع، مع القوميين الاجتماعيين، وهم يضغطون على الزناد… ويصونون أرضنا بالمهج والدماء حتى تحقيق الانتصار.

اطمئنا فنحن ماضون في مسيرة مقاومة الإرهاب إلى جانب الجيش السوري البطل والدفاع الوطني وكلّ القوى الشريفة، ومن يظن أنّ الميدان يمكن أن يميل إلى صالح المجموعات الإرهابية والدول الداعمة لها، فهو مخطئ ومخطئ ومخطئ، فللميدان أهله، أما النفايات البشرية المسماة «داعش» و«النصرة» ستُكنس من بلادنا، هي والسفاح التركي المجرم، وسيأتي يوم يندحر فيه هذا السفاح عن لواء الإسكندرون بساحله وجبله. ولن يسعفه حلف شمال الأطلسي، ولا علاقاته الودية مع العدو «الإسرائيلي».

أمة تنجب رجالاً أمثالكم فهموا ماضيها المجيد، ووعوا حقيقتها، ويبذلون الأرواح في سبيل عزتها وحريتها، لن تلحق بها الهزيمة، ولواء النصر معقود لها، طالما أنجبت رجالاً آمنوا بالموت طريقاً للحياة والعز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى