هيمنة الغرب أصبحت من الماضي… وتوسع الأزمة الأوكرانية إشارة إلى بروز نظام عالمي جديد

عرضت صحيفة كمسمولسكايا برافدا الروسية تقريراً بالغ الأهمية تنقل فيه عن سفير بريطانيا السابق لدى موسكو أنتوني بريتوني إعترافه بأن الهيمنة الغربية انتهت وولى زمنها، «لقد تبين ان العالم المبني على الأعراف التي نعتقد اننا عشنا بكنفها منذ عام 1991 لم يكن سوى وهم، بدأ يختفي الآن».

يقول التقرير:

عمل السير انتوني برينتون، سفيراً لبريطانيا لدى موسكو أعوام 2004 2008 أي في الفترة التي شهدت توتراً في العلاقات الروسية البريطانية بسبب «قضية ليتفينينكو»، تبع ذلك حرب جورجيا في شهر اغسطس/آب عام 2008 .

اقترح انتوني برينتون على منظمة التجارة العالمية معاقبة روسيا لرفضها استيراد البضائع من ليتوانيا، على اعتبار أن روسيا ضغطت على ليتوانيا التي كانت ترأس الاتحاد الأوروبي وتعمل من أجل توقيع اتفاقية الشراكة مع أوكرانيا. أما تصريحات الدبلوماسي البريطاني الأخيرة فتشير إلى أنه بدأ ينظر إلى الأمور بموضوعية. يقول انتوني برينتون في تصريحات لصحيفة «الغارديان» « لا يوجد حاليا مخرج من الأزمة الأوكرانية، مع أن المانيا تنظم طاولات الحوار المستديرة وتدعمها الحكومات ذات العلاقة، بهدف وقف إطلاق النار وتنظيم حوار بشأن الدستور الأوكراني والانتخابات الرئاسية في 25 من الشهر الجاري. ولكن لا يزال هناك احتمال وارد بأن تتطور الأمور بعكس ذلك».

إن توسع الأزمة الأوكرانية هو إشارة إلى بروز نظام عالمي جديد».ويضيف «خلال 20 سنة لم يأخذ الغرب روسيا على محمل الجد، وهو ما نلاحظه في حرب كوسوفو وتوسع الناتو. ولكن عندما انضمت شبه جزيرة القرم إلى روسيا، غير الغرب موقفه 180 درجة في محاولة منه لكبح محاولات إعادة الاتحاد السوفيتي. لحسن الحظ اننا استيقظنا ونرى اننا لا نتعامل مع روسيا كدولة انتقامية، بل مع روسيا التي تتعامل ببرود وهدوء. روسيا ليست دمية ولا تتوسل الرحمة».

وقال: «إنهم في روسيا لا يريدون الحرب ولا يريدون تحمل الأعباء الاقتصادية لإعادة اعمار شرق أوكرانيا، بل لديهم قائمة تتضمن طلبات قصيرة محددة، حياد أوكرانيا والحكم الذاتي الواسع للناطقين باللغة الروسية، التي يجب الموافقة عليها قبل فوات الأوان».

ويتابع الدبلوماسي البريطاني حديثه، ويعترف بأن الهيمنة الغربية انتهت وولى زمنها، «لقد تبين ان العالم المبني على الأعراف التي نعتقد اننا عشنا بكنفها منذ عام 1991 لم يكن سوى وهم، بدأ يختفي الآن. لقد كان وهماً لأن الغرب، المتفوق اقتصادياً وعسكرياً، فسر الأعراف المثبتة في ميثاق الأمم المتحدة، على هواه لضمان مصالحه ووضعها موضع التنفيذ. عندما أراد الغرب الإمتياز في العراق وكوسوفو و»إسرائيل»، سكت الآخرون على مضض وقبلوا بالأمر الواقع. الآن لا نعيش في عالم، بإمكان الغرب فيه فرض رأيه».

وختم الدبلوماسي البريطاني حديثه للصحيفة بالقول، «توقفوا عن المواجهة مع روسيا، لأن المستفيد منها هما الصين وإيران، واتركوا أوكرانيا محايدة كما كانت فنلندا أيام الحرب الباردة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى