الصبّاغ لـ«الميادين»: هناك محاولات إسرائيلية للتحالف مع السعودية

أوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أليف الصبّاغ أن حجم المناورة الإسرائيلية -الأميركية جونيير كوبرا ليس بالجديد، ففي السابق كان أيضاً حجم المناورات كبيراً، فالمناورة التي أجريت بين الشريكين الإسرائيلي والأميركي في تشرين الثاني عام 2012 شارك فيها حوالى 4000 جندي أميركي منهم 1000 جندي كانوا على الأرض»، مشيراً إلى أنهم «دائماً يقولون بأن هذه المناورة هي الأكبر، ولكن التصريح في هذه المرة لم يصدر عن صحافيين أو معلقين بل صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية». وقال: «هذه المناورة هي مثل المناورات السابقة، لكن لكل مناورة أهدافها، فما يخص هذه المناورة بالذات هو حجم القوة العسكرية المستخدمة من أجل الدفاع عن كيانهم بوجه القوة الصاروخية المحتملة والمتوقعة من قبل حزب الله وسورية وإيران أو حتى من الناحية الجنوبية لقطاع غزة وذلك بحسب تعبير القيادة الإسرائيلية». وتابع: «إسرائيل تعتبر بأن مثلث حزب الله – سورية – إيران هو أكبر مثلث يمكن أن يهدّد السيطرة الإسرائيلية في الشرق الأوسط، بالتالي هي تحاول أن تواجه هذه القوة الصاروخية في الشمال بقوة دفاعية صاروخية وجوية يمكن أن تمنعها من العمل».

وأضاف الصبّاغ: «إن القيادة الإسرائيلية تعلم جيداً أن لا إيران ولا سورية ولا حزب الله سيشن حرباً على إسرائيل، وإنما يمكن إذا ما تدخلت إسرائيل بشكل كبير في محاولة لإسقاط النظام السوري فعندها يوجد احتمال بأن ترد سورية، بالتالي أن يرد حزب الله على هذا التدخل».، مشيراً إلى أن «إسرائيل تتدرب كي تحاول شنّ هجوم على إيران وسورية أو على حزب الله وعندها ستضطر للدفاع عن نفسها في هذا الإطار، وليس في إطار الدفاع عن النفس، وكأن أحداً سيشن هجوماً عليها. وحقيقة الأمر بأن لا أحد من الأطراف الثلاثة، حزب الله وسورية وإيران، يمكن أن يشنّ حرباً على إسرائيل».

وأردف: «إن إسرائيل وأميركا تعرفان جيداً بأن المنطقة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، ولكن لا يمكن ذلك إلا من خلال اعتداء إسرائيلي على أحد مكونات محور المقاومة وهذا الأمر معروف، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف رد الفعل السوري أو اللبناني وبالتالي فإن كيان الاحتلال يتصور الفعل ورد الفعل، ومن هنا تكون مناورة عام 2012 هي البداية ومناورة 2014 هي المكملة لها، ولكن مع اختلاف في نوع الرسالة، فهذه المرة هناك رسالة من نوع آخر، خصوصاً في ظل ما يسمى بالخلافات الإسرائيلية الأميركية، فهناك رسالة إلى الدول العربية جميعاً وإلى دول الخليج خصوصاً بأن التحالف الأميركي – الإسرائيلي هو تحالف استراتيجي بكل المستويات، وبالتالي على الجميع أن لا يُعلقوا آمالاً على أن التوتر الإسرائيلي الأميركي يستطيع أن يفصل هذا التحالف».

وأشار الصبّاغ إلى أن «هناك محاولات إسرائيلية للتحالف مع السعودية، فهذه التصورات الاستراتيجية لإسرائيل تطرح اليوم في ظل الربيع العربي، والوضع الحالي الذي تمر به المنطقة هو الأنسب من وجهة نظر إسرائيل لوضع هذه التصورات على جدول الأعمال». وقال: «من هنا فالغاية أصبحت واضحة تماماً من هذه المناورات، ويمكن لإيران أن تعتبر أن أي هجوم عليها من قبل إسرائيل هو أيضاً هجوم من قبل الولايات المتحدة لأن التحالف الإسرائيلي – الأميركي ينصّ على أنه لا يجوز لإسرائيل أن تقوم بأي هجوم إلا بعد ضوء أخضر من أميركا. وإذا ردّت إيران بالهجوم على المصالح الأميركية في الخليج يكون هو رداً حقيقياً وموضوعياً، لأن التحالف الإسرائيلي – الأميركي يكون هو من يشنّ هذه الحرب».

وفي اختتام حديثه تطرّق صبّاغ لدعوة الحوار التي وجهتها السعودية لإيران قائلاً: «نحن العرب أحياناً نتفاءل من لا شيء فقط لأننا نريد أن نتفاءل، وليس لأن الواقع يحمل بين طياته أي تفاؤل. والعلاقة السعودية – الإسرائيلية على المستوى المخابراتي والعسكري موجودة!! وهناك زيارات متبادلة بين الطرفين حتى وإن كان هناك خلاف أميركي إسرائيلي، فإسرائيل تريد السيطرة على أمن الخليج بدلاً من أميركا من خلال الشركات الأمنية أولاً والعلاقات الاقتصادية ثانياً، فهذا هو محور التحالف الإسرائيلي السعودي ضد إيران».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى