«السبع الكبار» من دون روسيا لأول مرة منذ 16 سنة

أكد دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي أمس قبيل اجتماع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أن أي مناقشة محتملة بشأن العقوبات المفروضة على روسيا ستكون في اجاه تشديد تلك العقوبات، وقال: «نعتزم اليوم تأكيد وحدة مجموعة الدول السبع بشأن سياسة العقوبات».

وأضاف المسؤول الأوروبي: «لذا وبناء على الموقف الحالي، أوضح أنه إذا أراد أي طرف بدء نقاش حول تغيير نظام العقوبات فإن ذلك سيكون فقط نحو تشديدها».

وخلال المؤتمر الصحافي مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قال توسك إنه يأمل أن تشكل المجموعة جبهة موحدة في ما يتعلق بالعقوبات ضد روسيا. وأضاف: «إذا أراد أحد أن يبدأ مناقشات بشأن تغيير نظام العقوبات فينبغي أن يكون ذلك لتشديدها فحسب».

وفي السياق، عبر يونكر في كلمة قبل بدء القمة عن استيائه من رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس متهماً إياه بتشويه مقترحات من مقرضين دوليين لإبرام صفقة تمويل مقابل الإصلاح لإنقاذ أثينا من التعثر في سداد الديون.

وجدد تأكيده أن خروج اليونان من منطقة اليورو ليس خياراً لكنه حذر من أن هذا لا يعني أن بإمكانه منع ذلك بحل سحري.

ومن المقرر أن ينتهي مفعول العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا في تموز، بعد موافقة قادة الاتحاد الأوروبي في آذار على إبقاء العقوبات حتى يتم تنفيذ بنود اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بالكامل، وهو ما يعني فعلياً تمديدها إلى نهاية العام لكن لم يتم بعد اتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن.

والتقى زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع في العالم في ألمانيا أمس لأول مرة منذ 16 سنة من دون مشاركة روسيا.

وتأمل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تستضيف القمة ضمان الحصول على التزامات من ضيوفها بمعالجة ارتفاع درجة حرارة الأرض لبناء زخم خلال فترة الاستعداد لاجتماع قمة رئيسي تعقده الأمم المتحدة بشأن المناخ في باريس في كانون الأول.

وتتوقع الأجندة الألمانية أيضاً إجراء مناقشات بشأن قضايا صحية عالمية ابتداء من الإيبولا وحتى المضادات الحيوية والأمراض الاستوائية.

ولكن في المساء قبل استقبال ميركل زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة اضطرت هي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لإجراء رابع مكالمة طارئة لهما خلال عشرة أيام مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في محاولة للخروج من مأزق بين أثينا ودائنيها الدوليين.

ويدور خلاف بين الجانبين منذ أشهر بشأن شروط صفقة تحصل بموجبها اليونان على أموال مقابل إجراء إصلاحات. وإذا لم تحصل أثينا على مساعدات من شركائها في منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي فقد تتخلف عن سداد قروضها في غضون أسابيع وربما يجبرها ذلك على الانسحاب من مجموعة اليورو.

كما يلعب تصاعد العنف في شرق أوكرانيا دوراً بارزاً أيضاً في اجتماع القمة، حيث ينحي المراقبون الأوروبيون باللائمة في إراقة الدماء على من يسمونهم «الانفصاليين المدعومين من روسيا» وقد يقرر الزعماء خلال اجتماع القمة أن يبعثوا برسالة قوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي جمدت مشاركته فيما كان يطلق عليها مجموعة الثماني بعد ضم موسكو القرم العام الماضي.

وقبل هذا التجمع نظم آلاف من المحتجين المناهضين لمجموعة السبع مسيرة في بلدة جارميش- بارتنكيرشن القريبة. ووقعت اشتباكات متقطعة مع الشرطة ونُقل محتجون عدة إلى المستشفى لعلاجهم من إصابات ولكن أعمال العنف كانت محدودة بالمقارنة مع بعض اجتماعات القمة السابقة.

وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اجتماع السبع سيناقش التصدي للعدوان الروسي في أوكرانيا، وقال إن القادة سيبحثون قضايا الاقتصاد العالمي والتجارة والشراكات و«التصدي للعدوان الروسي في أوكرانيا» إلى جانب مناقشة التهديدات التي يمثلها التطرف العنيف والتغير المناخي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى