الراعي في زيارة رعوية إلى دمشق: جئنا من أجل الحلول السلمية في سورية

توجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس إلى دمشق في زيارة رعوية حيث كان في استقباله في جديدة يابوس راعي أبرشية دمشق للموارنة المطران سمير نصار والوكيل البطريركي للروم الارثوذكس المطران افرام معلولي.

واستهل الراعي نشاطه بزيارة المستشفى الفرنسي، وأوضح في كلمة له أننا «جئنا من أجل السلام والحلول السلمية في سورية ومن أجل بقاء المسيحيين والمسلمين في أرضهم».

ثم انتقل إلى دار المطرانية المارونية في دمشق حيث احتفل بالذبيحة الإلهية وألقى كلمة أعرب فيها عن سعادته لوجوده في العاصمة السورية، مؤكداً أنه بعد الموت هناك قيامة.

وقال: «لا تخافوا الغلبة هي ليسوع على رغم كل ما يصنع الأشرار من أمراء الحروب والمرتزقة ومتموليها».

وشدد الراعي على أننا «مدعوون دائماً لكي نصمد»، لافتاً إلى أن الكثيرين ضحوا بدمائهم لكنها لن تذهب سدى»، مؤكداً «أن الله هو سيد التاريخ لا أسياد هذا العالم».

ورأى أن «كل شيء أصبح واضحاً»، موضحاً أننا «في هذه الشرق أمام استراتيجية حروب عبثية الغاية منها التدمير»، مذكراً بما قاله البابا فرنسيس بأن «كل القصة تجارة سلاح»، إلا أنه شدد على أن سلام المسيح أقوى.

وأكد الراعي أن المشرق في حاجة إلى المسيحيين اليوم لأنه بحاجة إلى انجيل السلام، متوجهاً إلى منتقدي زيارته إلى دمشق: «في كل زيارة ننتقد ونقول إن لدينا أبرشياتنا وتاريخنا في سورية».

ودعا الراعي المصلين إلى «مرافقة إجتماع بطاركة أنطاكيا بالصلاة كي يلهمنا الله لخلق المبادرات للحفاظ على بعضنا البعض»، قائلاً: «أنتم في صلاتنا دائماً وفي كل يوم نصلي من أجل السلام في سورية ومن أجل السلام في العراق».

وقبل سفره، أسف الراعي في عظة قداس الأحد في بكركي، «أن ينحرف العمل السياسي عندنا عن غايته الطبيعية والدستورية حتى بلوغ حالة غير مقبولة بالمطلق، وهي الإحجام عن واجب انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهراً. الأمر الذي يشل الكثير من حيوية القطاع الاقتصادي والحياة المعيشية والاجتماعية، ويتسبب بتهجير أفضل قوانا الحية، وخيرة طلابنا المتخرجين من جامعاتنا بمستوى علمي رفيع».

وأشار إلى أن «الإعلان المشترك بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، الذي أعلنه رئيسا هذين الحزبين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع في الثاني من الشهر الجاري. خطوة تركت في نفوس اللبنانيين بعامة والمسيحيين بخاصة أثراً طيباً، وفتحت آمالاً جديدة في شد أواصر الوحدة الداخلية، وأيقظت انتظارات انفراج، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن». واعتبر أن «انتخاب الرئيس يحمي المؤسستين الدستوريتين: المجلس النيابي والحكومة. فالأول فاقد قدرته الدستورية على التشريع، والثانية متعثرة في خضم التعيينات المستحقة والقرارات الإجرائية اللازمة، ولا حل إلا بانتخاب رأس للدولة».

وأضاف: «ولئن ركز «الإعلان المشترك» على التمسك بنهج الحوار والدستور ووثيقة الوفاق الوطني والديمقراطية، فإننا نأمل من جميع الجهات الداخلية والخارجية الإسراع في التطبيق، من أجل الخروج من الأوضاع الآخذة في التأزم والتصلب في المواقف والمطالب والرؤية».

وكان الراعي تسلم أول من امس من عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي وثيقة اعلان النيّات التي وقّعت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

بعد اللقاء شدد كنعان على أن توقيع هذه الوثيقة لا يعني الاصطفاف وانما هو فتح صفحة جديدة، وقال: «لقد زرنا غبطة البطريرك وأودعنا الإعلان المشترك الذي حصل بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية» في بكركي، هذا المكان الضامن والراعي لهذا الإعلان المشترك الذي وبإرادة منا وبتصميم سنسعى إلى تعميمه وترجمته على أرض الواقع.

وأضاف: «في الخطوات المستقبلية التي بحثناها مع غبطة البطريرك سنكون على تواصل دائم معه ومع كل المكونات الأخرى ايضاً والتي بدأنا بزيارتها ووضعها في الأجواء، سواء تلك التي نحن على تفاهم معها أو تلك التي بيننا بعض التمايزات والاختلافات. هذا المشروع هو مشروع وطني جديد وهو أمل جديد للمسيحيين».

وأكد رياشي بدوره أن جدار الفصل بين المسيحيين سقط إلى غير رجعة.

واختتم رياشي «تخاطب إيجابي سياسي واجتماعي جديد من الآن وإلى أبد الآبدين، تنافس حيث لا اتفاق وتثمير الاتفاق حيث يمكن الاتفاق»، مؤكداً «أن هذا الاتفاق ليس موجهاً ضد أحد وهو ليحتضن الجميع ويكون حاضنة قابلة لتوسيع مروحته باتجاه كل اللبنانيين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى