«المياه والنفط في الهلال الخصيب»… محاضرة لـ«النادي السوري ـ الكندي»
بدعوة من «النادي السوري ـ الكندي الثقافي»، ألقى عضو المجلس القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي وأستاذ الاقتصاد في «جامعة مكماستر» في هاملتون، الدكتور عاطف قبرصي محاضرة عنوانها: «المياه والنفط في الهلال الخصيب: دمج الذي لا يدمج»، وذلك في مدينة ميسيساغا ـ تورنتو، بحضور حشد من أبناء الجالية وفاعلياتها، وممثلين عن معظم التيارات والأحزاب والجمعيات والنوادي والمؤسسات الإعلامية العربية في تورنتو.
بدايةً، رحّب مذيع مديرية تورنتو في الحزب السوري القومي الاجتماعي راجي سعد بالحضور وقال: «حين نتحدث عن الهلال الخصيب، نرى الصورة كاملة، ومن هو المحرّض والمستفيد، من كل هذه الأزمات والمحن التي تتنقل في وطننا وتدمّر كياننا ومستقبلنا».
ثم استهل قبرصي محاضرته موضحاً أن المياه والنفط الموردان الطبيعيان اللذان يوجّهان الاقتصاد والسياسة في الهلال الخصيب. فالنفط بوفرته والمياه بنقصها يحدّدان استراتيجية المنطقة ومصيرها، ويجعلانها فريسة لأطماع الدول المجاورة والقوى العظمى.
ورأى أن العامل الأهم في مياه الهلال الخصيب ليس نقصها فحسب معدل 550 متر مكعّب للفرد ، إنما كون أن 85 في المئة منها، تحكمها شريعة الغاب. فتركيا و«إسرائيل» تهيمنان على المياه من دون وجه حق، وتقيم المشاريع العملاقة، أو تحوّل مجرى النهر، وتحرم الدول الأخرى كسورية والعراق والأردن وفلسطين من حصصها المشروعة، ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي.
بعد ذلك، انتقل قبرصي إلى المورد النفطي، وشرح أن وفرة النفط في المنطقة التي تملك أكثر من 75 في المئة من احتياطات النفط العالمي، وحقيقة أن معظم الدول العظمى مستوردة للنفط، تستجلبان أطماع هذه الدول للهيمنة على هذا المورد والسيطرة عليه، وذلك بخلق الصراعات والانقسامات وإبقائها مستمرة بين دويلات المنطقة وشعوبها لإخضاعها.
واعتبر قبرصي أن المياه أحد أهم الأسلحة التي يستعملها الغرب لإخضاع الهلال الخصيب من خلال تشجيع تركيا في الاستثمارات وغيرها، مثل إقامة السدود على نهرَي دجلة والفرات سد أتاتورك وسد اليسو وربط المياه لسورية والعراق بالنفط لتركيا، ومن خلال دعم «إسرائيل» تحويل مجرى نهر الأردن إلى داخل الكيان الصهيوني، وفرض تنازلات على الأردن وفلسطين مقابل بيعهم هذه المياه التي هي ملكهم في الأساس.
ختاماً، استنتج قبرصي أنه لمواجهة مشاريع السلب والنهب والدمج لمواردنا وثرواتنا، لا بديل لـ 70 ـ80 مليون نسمة في الهلال الخصيب، من أن يوحّدوا كلمتهم السياسية والاقتصادية، إذا أرادوا عدم إهدار مواردهم على الحروب الداخلية العبثية، وعدم إيداع أموالهم في البنوك الأميركية والغربية.