إيفان كركلا يعملق التاريخ في «بيروت كانت وتكون»
سارة أبو ضرغم
بإبداع وتميّز، تُوّج مهرجان «ربيع بيروت»، بعرض فريد قُدّم في وسط المدينة مساء السبت الماضي حول تمثال الشهداء، أما العنوان فكان «بيروت كانت وتكون»، وذلك كتحية لمدينة الشرائع وعاصمة البدائع… بيروت. الإعداد والإشراف الفني لإيفان كركلا.
أبرز نجوم المسرح والغناء والموسقيين شاركوا في العمل، وعشرات الراقصين والراقصات كتبوا بأجسادهم المطواعة، النص التاريخي من كتاب زمن بيروت، بأبجدية خاصة جداً، ومتفردة لدرجة يصعب الكتابة أو التحدث عنها بأبجدية الحروف. ذلك أن الاحتفال المشهديّ التمثيليّ والراقص، كان متعة بصرية وروحية، تحمل المُشاهد برحلة عبر زمن بيروت، من عهد الفينيقيين مروراً بالفراعنة والإغريق والرومان، وصولاً إلى الاحتلال العثماني والمحاكم العرفية، وإعدام الثوار من قبل جمال باشا السفاح، ثمّ إلى عهد الاستعمار الفرنسي، فالاستقلال وزمن بيروت «سويسرا الشرق» التي لا تنام.
كلّ ذلك كان على خشبة المسرح عبر لوحات تمثّل أجواء «البسطة الشعبية»، ونهضة الشعراء والأدباء والفنانين والسياسيين في ذلك الزمن، زمن العزّ في بيروت، التي سرعان ما داهمتها الحرب السوداء، وأوغلت في دمها خمس عشرة سنة إلى أن ابتدعت شمسها من جديد، وهي الآن تطوي 26 سنة من عمر نهوضها من تحت الرماد.
لوحات منوّعة جمعت بين شعر طلال حيدر، وألحان المايسترو محمد ريزا عليغولي، التي كُتبت خصّيصاً للمهرجان، وعزف مباشر من أوركسترا بيروت السيمفونية بإدارة المايسترو هاروت فازليان، والرقص المعاصر من «Totem dance company»، وتلامذة مدرسة أليسار كركلا للفن الراقص، ومشاهد تمثيلية اشترك فيها: غابريال يمّين، رفعت طربيه، جهاد الأندري، آلكّو داود، خالد السيّد، فادي رفاعي، علي الزين، وروميو الهاشم. وغناء: هادي خليل، ياسمين حدج ناصر من الجزائر ، فاتن صيداوي، تانيا صالح، ومارك رعيدي، إضافة إلى غناء فريق «فريق الأطرش» راب ، وفريق «who killed Bruce Lee» روك ، ثمّ «The Oud Family Ensemble» بإدارة سعد صعب، وأخيراً عازف البيانو والمؤلّف الموسيقيّ الشاب رامي خليفة.
قطع الـ«بازل» هذه اجتمعت وشكلت لوحةً متكاملة هتفت: «مدينتي حبيبتي بيروت… كانت وتكون»!