اللقب الخامس والثلاثية الثانية لبرشلونة… وبايرن ميونيخ المنافس الأشرس

توج برشلونة باللقب الخامس في مسابقة دوري أبطال أوروبا عندما تغلب على يوفنتوس 3-1 أول من أمس في المباراة النهائية على الملعب الأولمبي في برلين. وبذلك سيمثل برشلونة القارة الأوروبية في كأس العالم للأندية اليابان 2015 FIFA.

وسجل الكرواتي إيفان راكيتيتش 4 والأوروغوياني لويس سواريز 68 والبرازيلي نيمار 90+7 أهداف برشلونة، والإسباني ألفارو موراتا 55 هدف يوفنتوس.

وحقق برشلونة اللقب الخامس في تاريخه بعد 1992 و2006 و2009 و2011 فعادل إنجاز بايرن ميونيخ الألماني وليفربول الإنكليزي، والثلاثية الثانية الدوري والكأس المحليان ودوري الأبطال للمرة الثانية بعد عام 2009 بقيادة بيب غوارديولا. وبات برشلونة أول فريق يحقق الثلاثية مرتين.

وتوج لويس إنريكي موسمه الأول مع فريقه السابق بثلاثية تاريخية وعوض خيبة أمله الموسم الماضي بقيادة المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو عندما خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات. وبات قائده أندريس إنييستا ثاني لاعب فقط يحرز لقب مسابقة دوري الأبطال منذ انطلاقها بصيغتها الجديدة عام 1992 4 مرات بعد الهولندي كلارينس سيدورف الذي يبقى اللاعب الوحيد الذي أحرز اللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن توج مع اياكس 1995 وريال مدريد 1998 ضد يوفنتوس بالذات وميلان 2003 و2007 .

وكان نهائي برلين مميزاً للقائد الفعلي تشافي لأنه خاض مباراته رقم 151 في المسابقة رقم قياسي بفارق مباراة واحدة عن قائد المنتخب وريال مدريد إيكر كاسياس ، 767 مباراة مع برشلونة قبل أن يترك الفريق الذي ترعرع في صفوفه منذ 1997 وتوّج معه بجميع الألقاب الممكنة وودّعه برفع الكأس القارية الغالية للمرة الرابعة خلال مشواره التاريخي مع «بلاوغرانا».

وخاض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي المباراة 99 في المسابقة القارية وساهم في 99 هدفاً سجل 77 و22 تمريرة حاسمة ، لكنه فشل في هز الشباك اليوم وبالتالي في أن يصبح أول لاعب يسجل في 3 مباريات نهائية بعدما سجل في نهائي 2009 و2011. وهو الفوز الثالث لبرشلونة على يوفنتوس في 7 مباريات بينهما في المسابقة القارية مقابل خسارتين وتعادلين.

في المقابل، فشل يوفنتوس في تحقيق الثلاثية والانضمام إلى النادي الكاتالوني وسلتيك الاسكتلندي 1967 وأياكس الهولندي 1972 وايندهوفن الهولندي 1988 ومانشستر يونايتد الإنكليزي 1999 وإنتر ميلان 2010 وبايرن ميونيخ الألماني 2013 ، وهي الأندية التي أحرزت الثلاثية سابقاً.

ولم تكن عودة الإيطاليين موفقة إلى الملعب الأولمبي في برلين حيث توّجوا عام 2006 بلقبهم العالمي الرابع. كما فشل فريق «السيدة العجوز» في التتويج الثالث في المسابقة بعد 1985 و1996 في مباراته النهائية الثامنة خسر أعوام 1973 و1983 و1997 و1998 و2003 ، وبات أول فريق يخسر 6 مباريات نهائية في المسابقة، علماً بأنه خاض اليوم مباراته النهائية الثامنة في المسابقة على غرار الفريق الكاتالوني.

وخاض برشلونة المباراة بالتشكيلة الأساسية وقوته الضاربة في الهجوم المتمثلة في الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني لويس سواريز، والأمر ذاته بالنسبة إلى يوفنتوس الذي غاب عنه فقط المدافع العملاق جيورجو كييليني بسبب الإصابة في ربلة الساق. وكان برشلونة الطرف الأفضل في الشوط الأول مستفيداً من افتتاحه التسجيل مبكراً إثر هجمة منسقة بدأها ميسي بتمريرة عرضية إلى جوردي ألبا في الجهة اليسرى فهيأها من لمسة واحدة إلى نيمار المتوغل داخل المنطقة ومنه بذكاء إلى أندريس إنييستا الذي حضّرها بيمناه إلى راكيتيتش الذي سددها بيسراه من مسافة قريبة داخل المرمى 4 .

ونجح يوفنتوس في إدراك التعادل بعد هجمة منسّقة بدأها ماركيزيو بتمريرة رائعة بالكعب إلى ليشتاينر الذي توغل داخل المنطقة ولعبها عرضية زاحفة إلى تيفيز الذي استدار حول نفسه وسددها من مسافة قريبة ارتدت من تير شتيغن إلى موراتا الذي تابعها داخل المرمى الخالي 55 . وكاد تيفيز يفعلها من تسديدة قوية من خارج المنطقة فوق المرمى 63 ، وسدد بول بوغبا كرة قوية من خارج المنطقة بين يدي الحارس تير شتيغن 65 .

ومنح سواريز التقدم لبرشلونة عندما استغل كرة مرتدة من بوفون إثر تسديدة قوية لميسي فتابعها بيمناه داخل المرمى الخالي 68 . وهو الهدف السابع لسواريز في المسابقة هذا الموسم.

وسجل نيمار هدفاً ألغاه الحكم بداعي متابعته الكرة بيده 70 . وكاد ماركيزيو يدرك التعادل في الدقيقة 89 من تسديدة قوية من خارج المنطقة ابعدها الحارس تير شتيغن إلى ركنية. وقضى نيمار على آمال يوفنتوس بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع مستغلاً تمريرة من بدرو رودريغيز، بديل سواريز 90+7 .

إنريكي وآليغري فخوران بلاعبيهم

أبدى لويس إنريكي المدير الفني لبرشلونة سعادته لتتويج فريقه بلقب دوري أبطال أوروبا ليحقق فريقه ثلاثية تاريخية بطولة الدوري والكأس الإسبانيين ودوري الأبطال هذا الموسم.

وقال إنريكي عقب التتويج ببطولته الثالثة هذا الموسم مع برشلونة: «نحن سعداء للغاية. لدي مجموعة فريدة من اللاعبين. هم الفائزون، هم محاربون ويتمتعون بما يقومون به ويمتعونا معهم». وأضاف: «هذه المباراة رقم 60 في الموسم. فزنا في 50 منها. كان عاماً صعباً وأنا شاكر للغاية لكل من آمن بي. لم أفكر أننا قد نفوز بالثلاثية، ولكن الشخص دائماً يؤدي عمله بالوجه الأكمل. هؤلاء اللاعبون أظهروا أنهم لا يملّون من الفوز».

وأبدى إنريكي رضاه عن أداء فريقه والنتيجة التي حققها لكنه قال إن المواجهة كانت صعبة. وأضاف: «أعتقد أنه كان نهائياً رائعاً واجهنا فيه فريقاً على أعلى مستوى بالطبع، وكما توقعنا، عندما كانوا متأخرين 0-1، نجحوا في تصعيب الأمور علينا وقد عانينا كثيراً بالفعل». تابع: «لمدة نحو 10 دقائق بعد تعادل يوفنتوس كانت المعاناة كبيرة، ولكن بالنظر إلى المباراة ككل، كنا متميزين واستحق فريقنا الفوز».

وأثيرت التكهنات في مختلف وسائل الإعلام حول مستقبل إنريكي مع الفريق عقب نهاية الموسم، وقد تمسّك المدرب بالكتمان ولم يحسم الأمر على رغم قيادة برشلونة للثلاثية. وقال إنريكي: «وقت اتخاذ القرارات لم يأتِ بعد، الآن وقت الاحتفال. كان عاماً صعباً، شكل عاماً انتقالياً وعلي تقديم الشكر لكل من وثق بي. شكراً لكل من رأى أنني وجهازي المعاون أفضل من يتولى مسؤولية برشلونة». وضاعف إنريكي من الشكوك حول مستقبله مع الفريق بقوله: «ما من شيء مؤكد» في رد على سؤال بشأن استمراره مع الفريق. وأوضح: «المؤكد هو إقامة حفل كبير بعد المباراة ومهرجان احتفال جماهيري صباح الأحد. والباقي سيأتي في موعده عندما يحين موعد القرار. الآن وقت الاحتفال».

وفي الجهة الأخرى، قال ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس: «لقد أظهرنا شخصية ومهارات رائعة، لقد كان نهائياً مثيراً. ولكن للأسف عندما تواجه لاعبين كباراً، تتخيل أنك تسيطر عليهم لكنهم يفعلون شيئاً. لقد فعلوا ذلك عندما بدت الأمور وكأننا سيطرنا على المباراة وفي طريقنا للتسجيل». وجاء ذلك في إشارةٍ إلى سيطرة يوفنتوس على مجريات اللعب عقب تسجيل لاعبه ألفارو موراتا هدف التعادل مبكراً في الشوط الثاني. فقد أتيحت أمام يوفنتوس فرصة التقدم لكنه دفع ثمن أخطاء بسيطة ليسجل لويس سواريز هدف التقدم 2-1 لبرشلونة.

وقال آليغري: «اعتقدت أننا بإمكاننا الفوز، ولكن برشلونة استغل اللحظة التي ارتكبنا فيها خطأ وهز شباكنا بهدف، لديهم ثلاثة مهاجمين رائعين.» وأضاف: «بين تسجيل هدف التعادل ونجاحهم في تسجيل الهدف الثاني، سيطر يوفنتوس على المباراة. ولكن بالطبع قدم ميسي أداء رائعاً، وتصدى بوفون لكرة خطيرة ببراعة، لكن سواريز هز الشباك ومنح برشلونة التقدّم». وأوضح: «في المباريات النهائية يجب توخي الحذر حيث أن تفاصيل دقيقة تحدث الفارق».

إحصاءات

وكتب برشلونة الفصل الأخير لنسخة دوري أبطال أوروبا أول من أمس في العاصمة الألمانية برلين.

وأفادت الأرقام الخاصة بالمسابقة أنّ بطل الدوري الإسباني استحق التتويج بالكأس الأهم على مستوى الأندية بعد الأداء المميز الذي قدمه ابتداءً من مباراته الأولى التي جمعته بأبويل القبرصي 1-0 في 21 تشرين الأول من السنة الماضية حتى الختام الذي أقيم أمس.

وتفوّق البلوغرانا بالإحصاءات الإجمالية على فرق البطولة كافة، من دون إنكار أفضلية بايرن ميونيخ الألماني في الأهداف المسجلة والسيطرة على الكرة والفعالية التهديفية عدد الأهداف من المحاولات .

وجاءت الإحصاءات الجماعية قريبة جداً من تلك التي جمعها ريال مدريد الإسباني في النسخة الماضية عندما توّج الفريق الملكي باللقب على حساب أتلتيكو مدريد.

وتبيّن هذه اللغة أنّ برشلونة ليس قائماً على الثلاثي الهجومي المرعب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز فقط، وذلك بعد أن ظهر العمل الكبير الذي يقوم به بقية اللاعبين قبل فتح طريق التسجيل أمام MSN .

وخسر برشلونة خلال مسيرته في البطولة في مناسبتين كحال ريال مدريد وشاختار دونيتسك وآرسنال، في وقت كلّفت به الهزيمة الوحيدة لبورتو البرتغالي أمام بايرن ميونيخ 6-1 الخروج من الدور ربع النهائي، وودّع تشيلسي الإنكليزي المسابقة في دور الستة عشر أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، علماً أنّه لم يخسر ولا مباراة.

وأثبتت هذه الأرقام أيضاً سطوة الفعالية الهجومية على التركيز الدفاعي، نظراً لفشل وصول أيّ فريق من الأقل تلقياً للأهداف إلى المربع الذهبي للمسابقة.

وبالمقارنة مع الفرق التي وصلت إلى نصف نهائي البطولة التي نال برشلونة لقبها للمرة الخامسة في تاريخه، فإن البطل كانت له الكلمة العليا رقمياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى