دوري أبطال أوروبا في كرة القدم: البطل كان على الموعد

بعد تتويج برشلونة بالنسخة الـ60 السبت الماضي في برلين، كافأت مسابقة دوري أبطال أوروبا UEFA أفضل فريق في هذا العقد الأخير بأربعة ألقاب 2006، 2009، 2011 و2015 بعد لقب 1992، ومنحت وداعاً ملكياً لتشافي هيرنانديز، القائد الفذّ الذي ودّع فريق العمر بـ25 لقباً.

وإذا كانت الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين قد ذهبت مرّة أخرى إلى أيدي أندريس إنييستا، الذي تم اختياره أفضل لاعب في المباراة في برلين، وليونيل ميسي المتألق في غياب اللعب الجماعي، فقد أدارت الظهر من جديد للحارس جيانلويجي بوفون 37 سنة الذي لم يفز قط باللقب.

البطل

كان تتويج برشلونة بمثابة مسك ختام لماراثون كروي شهد إقصاء الفريق الكتالوني لأبطال الدوري الإنكليزي الممتاز مانشستر سيتي والدوري الفرنسي باريس سان جيرمان والدوري الألماني بايرن ميونيخ والدوري الإيطالي يوفنتوس خلال الموسم نفسه، وذلك في أداءٍ غير مسبوق. وتُعتبر كتيبة لويس إنريكي أول فريق يفوز مرّتين بثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس. ولكي يُعادل الفريق الحالي إنجاز برشلونة بيب غوارديولا سيتعين عليه الفوز بكأس السوبر الأوروبية ضد إشبيلية وكأس السوبر الإسبانية ضد أتلتيك بلباو وبطولة كأس العالم للأندية FIFA التي ستقام في اليابان في كانون الأول عام 2015.

ويبدو أن هذا الإنجاز في متناول هذا الفريق الذي يعجّ بالمواهب التي تضع مهاراتها في خدمة المجموعة، كما يعكس ذلك التناغم الكبير بين ثلاثي خط الهجوم نيمار وسواريز وميسي الذي لا نظير له في تاريخ كرة القدم. وكانت الإحصاءات تنتظر أن يُسجّل ميسي هدفه رقم 11، ولكن البرغوث الأرجنتيني الذي كان محاطاً في الشوط الأول بلاعبين أو ثلاثة لاعبين إيطاليين أبان عن وجه آخر لموهبته الفذة بتخلّصه من المراقبة اللصيقة وخلق الثغرات في دفاع يوفنتوس عن طريق إعطاء تمريرات ذهبية. لا شك أن الجيل الذهبي بقيادة تشافي وإنييستا وصل إلى نهايته، ولكن ليونيل ميسي لم ينته بعد من كتابة التاريخ.

استخلاص العبر

لم يكن موسماً جيداً بالنسبة لكرة القدم الأنجلوسكسونية. حيث كان فريق بايرن ميونيخ في الدور ربع النهائي آخر ممثل لكرة القدم الأنجلوسكسونية في مواجهة تسونامي لاتيني مكوّن من 3 فرق إسبانية ريال مدريد حامل اللقب، أتلتيكو مدريد وصيف البطل في نهائي العام الماضي، وبرشلونة وفريقين فرنسيين باريس سان جيرمان وموناكو وبطلين أوروبيين سابقين يوفنتوس وبورتو. ومن بين الفرق الخمسة الفائزة بدوري أبطال أوروبا المتأهلة إلى مرحلة خروج المغلوب وصل أربعة منها إلى الدور نصف النهائي، من بينها حامل اللقب ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب 10 ، والذي فاز مرّة أخرى في مواجهة الأشقاء الأعداء على أتلتيكو 1-0، 0-0 في تكرار لنهائي العام الماضي. وبعد ذلك سقط الفريق الملكي في الدور قبل النهائي أمام يوفنتوس لتتواصل لعنة حامل اللقب.

لحظة للذكرى

لا شكّ بأن ربع الساعة الأخير في الدور قبل النهائي بين برشلونة وبايرن ميونيخ سيبقى في الذكرى. طوال 77 دقيقة، صمد مانويل نوير، حارس المرمى وبطل العالم مع ألمانيا، في وجه الثلاثي السّاحر ميسي ونيمار وسواريز قبل أن يستسلم في 3 مناسبات أمام ضربتين قاتلتين من ميسي وواحدة من نيمار بعد تمريرة من البرغوث الأرجنتيني.

لاعب تحت الضوء

قبل المباراة النهائية، كان الإسباني ألفارو موراتا 22 سنة اللاعب الوحيد الذي بإمكانه الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا الذي فاز به الموسم الماضي برفقة فريق العمر، ريال مدريد. بعدما لم يتمكن هذا المهاجم الصّلب 1.90 م من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للفريق الملكي، انتقل إلى يوفنتوس الذي تألق معه عندما واجه ناديه الأول وسجّل فيه هدفين 2-1، 1-1 في الدور قبل النهائي، ثم أدخل الشكّ في نفوس لاعبي برشلونة بتسجيله هدف التعادل.

المفاجآت

للمرّة الثانية في 3 نسخ، لم يصل أي ممثل للدوري الإنكليزي القوي إلى الدور ربع النهائي. حيث كان ليفربول أول المغادرين في هذا الموسم الكارثي عندما احتلّ المركز الثالث في مجموعته خلف ريال مدريد وبازل. وفي الدور ثمن النهائي، لم تتمكن الفرق الإنكليزية الثلاثة الأخيرة من تحقيق أي فوز على أرضها لتغادر البطولة بخفي حنين: تشلسي ضد باريس سان جيرمان 1-1، 2-2 آرسنال ضد موناكو 1-3، 2-0 ومانشستر سيتي أمام برشلونة 1-2، 0-1 .

وحصدت أندية البوندسليغا خيبة أمل صغيرة أيضاً. حيث كان بايرن ميونيخ هو الممثل الأخير في الدور ربع النهائي لألمانيا التي تأهل ممثلوها الأربعة إلى الدور ثمن النهائي.

أما المفاجأة الإيجابية فكانت هذه المرّة من توقيع نادي موناكو صاحب المركز 74 في ترتيب UEFA في بداية البطولة الذي كان يقبع في قاع دوري الدرجة الثانية الفرنسي في كانون الثاني عام 2012، والذي لم يكن يملك سوى 3 لاعبين لديهم تجربة على المستوى الأوروبي. وعلى رغم توديعه البطولة على يد يوفنتوس 1-0، 0-0 في الدور ربع النهائي، يبقى موناكو آخر فريق فرنسي تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى