تقرير
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية نتائج الانتخابات البرلمانية في تركيا، التي ـ بحسب رأي الصحيفة ـ أصبحت استفتاء في شأن ضرورة إجراء تعديلات على دستور البلاد أو عدم ضرورة ذلك.
وجاء في المقال: أصبحت الانتخابات البرلمانية التي أجريت في تركيا يوم الأحد الماضي، عملياً استفتاءً شعبياً على إدخال تعديلات على دستور البلاد وتحويلها إلى دولة رئاسية، كما يريد أردوغان . أظهرت نتائج هذه الانتخابات، أن الرئيس أردوغان لم يتمكن من تحقيق هدفه هذا. لأن حزبه، وفق هذه النتائج، فقد سيطرته على البرلمان. كما أن الانتخابات أظهرت نجاح الأحزاب المعارضة المدعومة من الأكراد. وبحسب رأي الخبراء، إن هذه الحقيقة ستجبر أنقرة على تصحيح سياستها الشرق أوسطية.
أثبتت نتائج الانتخابات فشل أردوغان، الذي كان قد عزّز، خطوة بخطوة، سلطته بعد انتخابه رئيساً للبلاد في السنة الماضية. شغل أردوغان منصب رئيس الوزراء لعشر سنوات، تمكّن خلالها من فرض سيطرته على السلطة القضائية وملاحقة المعارضين، ويبدو أن هذا الأمر ارتدّ عليه وعلى طموحاته.
المثير في نتائج الانتخابات، تمكُّن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي أُسّس عام 2012 من أحزاب كردية وديمقراطية، من تجاوز حاجز الـ10 في المئة اللازم للحصول على مقاعد في البرلمان.
يبدو أن البلاد في طريقها نحو مرحلة الغموض السياسي. حزب العدالة والتنمية سيحاول تشكيل حكومة ائتلافية هذا من جانب، ومن جانب آخر إذا لم تشكل هذه الحكومة في الوقت المناسب، فقد تجرى انتخابات برلمانية مبكرة.
تقول نائب مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، آنا غلازوفا: حصل حزب العدالة والتنمية على 40 في المئة من الأصوات، وهي أعلى نسبة، ولكن على رغم ذلك، يمكن اعتبار هذه النتيجة خسارة كبيرة للحزب منذ 13 سنة، إضافة إلى أنّ الحزب لم يحصل على الأكثرية، لكي يتمكن من إجراء تعديلات على الدستور لتحويل البلاد إلى نظام حكم رئاسي.
وبحسب رأي غلازوفا، فإنّ نتائج الانتخابات كانت متوقعة سلفاً استناداً إلى العوامل التالية:
أولاً: تدهور الأوضاع الاقتصادية بعض الشيء.
ثانياً: سلوك أردوغان، على رغم أنه لا ينتمي إلى حزب العدالة والتنمية، إلا انه تصرّف وكأنه منتمٍ إليه.
ثالثاً: أخطاء القيادة التركية في الشرق الأوسط.
يمكن اعتبار السياسة التي انتهجتها السلطات التركية في الشرق الأوسط، سياسة فاشلة، لأنها تسببت في تأزم علاقاتها مع عدد من البلدان، حتى أن دولاً قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا مصر، سورية، إسرائيل .
وتضيف غلازوفا، بعد زيارة الرئيس بوتين إلى أرمينيا لحضور مراسم إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن، أطلق قادة تركيا تصريحات معادية لروسيا، من جانب كانت هذه مكرّسة لكسب الناخبين، خصوصاً أنصار «تركيا القوية» عشية الانتخابات. ومن جانب آخر كانت هذه محاولة لتحسين العلاقات مع الغرب.
كانت هذه التصريحات مفاجئة، بعد 15 سنة من نمو العلاقات بين البلدين. وبحسب قول غلازوفا: «لقد بلغنا خلال هذه الفترة مرحلة الشراكة الاستراتيجية».
من المحتمل أن يتم تجاوز هذه المسألة خلال لقاء بوتين وأردوغان في باكو يوم 12 حزيران، التي تنظم الدورة الأولى للألعاب الأوروبية، إذ تم الاتفاق على هذا اللقاء مسبقاً.