حاوا: كان عالماً وعلماً يُشار إليه بالبنان

أقيمت أمس المراسم الرسمية لدفن بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى العالم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، في كنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس في دمشق.


وحضر بتكليف من الرئيس الدكتور بشار الأسد، وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام الذي قدم التعازي وشارك في مراسم الدفن، كذلك حضر عدد من الوزراء ممثلين نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وأعضاء مجلس الشعب، وعدد من السفراء المعتمدين في سورية، ورجال دين مسيحيون ومسلمون ورهبان وراهبات من الطائفة السريانية وحشد من المؤمنين.

كلمة المجمع

وألقى كلمة المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، القائمقام البطريركي المطران مار سيوريوس حاوا، توجه فيها الى «الإخوة المطارنة أعضاء المجمع المقدس في الكنيسة الارثوذكسية وأصحاب الغبطة رؤساء الطوائف وإلى عباد الله»، وقال: «هوى بعدما سما، فقبلته الأرض وسرت به السماء. إنه لمصاب جلل ومصيبة لا تحتمل بانتقال إمام أحبارنا زكا الأول عيواص، الذي أغمض عينيه ليبصر نور المسيح بعد جهاد روحي وسعي متواصل منقطع النظير، شرع فيه منذ نعومة أظفاره ولسبعين سنة متواصلة، متمتعاً بالخلق السامي ومالئاً جعبته من ينابيع المعرفة والعلوم الدينية والمدنية، ومثقفاً ذاته حتى حصل على ما ابتغاه من مراتب العلم وأتقن اللغات السريانية والعربية والانكليزية، وأصبح علماً يُشار إليه بالبنان، وانتخبته المجامع العلمية، وفي المقدمة المجمعان العلميان العراقي والسوري عضواً عاملاً. وتدرّج في العلوم اللاهوتية والتاريخية والفلسفية، فهو لاهوتي قدير ومؤرّخ أمين ومدبّر حكيم وكاتب من الطراز الأول وشخصية فذة فعلاً، وتألق نجمه وأجمع كلّ من اطلع على سيرته وفضائله وعمله وجهاده على تأهيله لأن يكون راعياً أميناً لكنيستنا المقدسة، الأمر الذي أعطى أعضاء المجمع المقدس المطارنة أذنا صاغية لرغبة الشعب السرياني أينما وجد، فانتخبه ليكون بطريركاً على سدة مار بطرس الرسول بالإجماع، وهذا ما ندر أن يحصل في تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية».

وأضاف: «لقد اتصف قداسته بالوطنية أولاً وإخلاصه للقضية العربية ومطالبته بحق شعوبنا أينما وجد، في المجتمعات والمؤتمرات الدولية، وبسعيه الجاد إلى تحقيق السلام في المعمورة. وانتخب عضواً ورئيساً لمجلس الكنائس العالمي وكذلك لمجلس كنائس الشرق الأوسط لمرات عديدة. إنه أب حقيقي وراع صالح وخادم أمين لرسالته الروحية، يحق له اليوم أن يرتل ويقول جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعي وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي الديّان العادلـ«.

وطلب حاوا «الصلاة من أجل سورية والمهجرين في كلّ مكان، ومن أجل المطرانيْن مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم ومار بولس يازجي، ليعودا إلى الوطن، وليبقى ذكرك مؤبداً».

ثم أقيمت صلاة الزياح على جثمانه لينقل إلى معرة صيدنايا لدفنه في مدفن البطاركة بحسب وصيته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى