نيجيريا تُمدد حالة الطوارئ
قتل 46 شخصاً على الأقل وأصيب 45 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين في سوق مكتظ في مدينة جوس وسط نيجيريا، بحسب ما أفادت الشرطة أمس.
وصرح مفوض شرطة ولاية الهضبة كريس أولاكبي للصحافيين أن 46 شخصاً قتلوا وأصيب 45 آخرون في الانفجارين اللذين وقعا في منطقة سوق نيوأبوجا في مدينة جوس، فيما وافق البرلمان على تمديد حالة الطوارئ في شمال شرقي البلاد الذي يشهــد تمرداً تقوم به جماعة بوكو حرام المسلحة.
وصرح المتحدث باسم حاكم المنطقة بام ايوبا لوكالة فرانس برس «إن العشرات قتلوا ومعظمهم من النساء… ونقل الضحايا إلى المشرحة في المستشفى التخصصي في ولاية الهضبة ومستشفى جامعة بينغهام التعليمي».
وقد استهدف الهجومان سوقاً مكتظة في مدينة جوس بحسب ما أفاد مسؤول عسكري محلي. وقال بام ايوبا: «وقع تفجيران منفصلان في سوق نيو أبوجا. وقال كينغسلي أغبو من القوة العسكرية «تاسك فورس» لولاية الهضبة، عاصمتها جوس، «إن التفجير الأول ناجم عن شاحنة مفخخة» والثاني حافلة صغيرة مفخخة».
وتشكل ولاية بلاتو الحدود بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم بغالبيته في البلاد.
وخلال شهر وقع هجومان بسيارة مفخخة نحو مئة قتيل في أبوجا العاصمة الفدرالية على بعد 300 كلم الى جنوب غرب جوس . وتبنتهما جماعة بوكو حرام التي يشكل شمال شرق البلاد معقلها.
من جهة أخرى صوت أعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع الثلاثاء كما فعل النواب الأسبوع الماضي على تمديد حالة الطوارئ في ولايات يوبي وأداماوا وبورنو شمال شرق على ما أفاد مصدر صحافي.
وهذا التدبير كان سارياً منذ عام في هذه الولايات. وفي ولاية بورنو خطفت جماعة بوكو حرام في منتصف نيسان أكثر من مئتي تلميذة. وأثارت عملية الخطف تعبئة دولية واسعة للإفراج عنهن.
وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي واجه انتقادات كثيرة لفساد إدارته وعجزه عن إنهاء التمرد، طلب تمديد حالة الطوارئ ستة أشهر إضافية بعد ان عبّر عن قلقه على الضحايا المدنيين الذين يتزايد عددهم واصفاً العنف في الولايات الثلاث بـ»المخيف».
وفي 14 أيار 2013 ترافق فرض حالة الطوارئ في شمال شرقي البلاد مع هجوم عسكري واسع على بوكو حرام.
وانتشر آلاف الجنود وفرض حظر التجول وقطعت شبكة الهاتف الجوال لتعقيد تنظيم هجمات جديدة، ما أسهم في زيادة عزلة منطقة تفتقر كثيراً للخطوط الثابتة ولوسائل النقل.
وكان الجيش النيجيري اعتبر في البداية أن تدخله ناجح، مؤكداً أنه شل الحركة المتمردة في المدن الكبرى وصدهم إلى مناطق نائية.
لكن هجمات بوكو حرام تكثفت في نهاية المطاف وأصبحت شبه يومية مستهدفة أكثر فأكثر المدنيين حتى إنها طاولت في الأسابيع الأخيرة أبوجا وكانو.
ومنذ بداية السنة أسفرت هجمات بوكو حرام عن سقوط أكثر من ألفي قتيل غالبيتهم من المدنيين.
وبموافقتهم على الطلب الرئاسي قال أعضاء مجلس الشيوخ إنهم «يستقبلون بالترحاب ويوافقون على دعم المجتمع الدولي».
وقد أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و«إسرائيل» خبراء ووسائل مادية للمساعدة في العثور على التلميذات اللواتي خطفتهن بوكو حرام من مدرستهن في شيبوك في 14 نيسان.
ودعا أعضاء مجلس الشيوخ أيضاً جوناثان إلى «توسيع هذا التعاون للقضاء على الإرهاب بصورة عامة في نيجيريا»، مطالبين «بالقيام بعملية عسكرية شاملة طويلة للقضاء على المتمردين».
وقال نامادي أوباسي المتخصص بشؤون نيجيريا في مجموعة الأزمات الدولية أخيراً: «من الصعب القول ما هي الجوانب الإيجابية» في حالة الطوارئ، مضيفاً: «إنها بالأحرى عمل سياسي -لإظهار أن خطوات قد اتخذت- من دون أهمية عسكرية حقيقية».
وبدا أعضاء مجلس الشيوخ مدركين لضرورة تشجيع التنمية في شمال شرقي البلاد من أجل معالجة أسباب التطرف بين المسلمين الذين يشكلون غالبية في الشمال، حيث الفقر يعتبر عاملاً أساسياً يدفع الشباب العاطلين من العمل باتجاه بوكو حرام.
ودعا أعضاء مجلس الشيوخ «الحكومة الفيديرالية بالتعاون مع حكومة الولاية لاقتراح خطة للتنمية الاقتصادية على طراز خطة مارشال لتحفيز الاقتصاد في الولايات المعنية».
ويوم السبت الماضي وعدت نيجيريا والدول المجاورة لها – بنين والكاميرون والنيجر وتشاد – أثناء قمة عقدت في باريس بتحسين تعاونها بما في ذلك عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة جماعة بوكو حرام التي تهدد استقرار المنطقة.