يمّين: المقاومة ثقافة وانتماء… والمرأة المقاوِمة تغيّر الواقع والوقائع

نظمت مديرية ضهور الشوير التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ندوة بمناسبة عيد الأم تحت عنوان المرأة المقاوِمة تحدثت فيها عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين، بحضور عميدة البيئة ميسون قربان، عضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، المندوب السياسي لجبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، عضو المكتب السياسي مسعد حجل، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وعدد من أعضاء هيئة المنفذية، رئيس بلدية ضهور الشوير حبيب مجاعص ومخاتير وفاعاليات وحشد من القوميين والمواطنين.


قدمت الندوة ريما داغر أبي خير، فتحدثت عن الأم ومحورية دورها في بناء المجتمع. تلا ذلك، وثائقي عن القوميات اللواتي ناضلن وتحمّلن مسؤوليات حزبية منذ تأسيس الحزب وحتى اليوم، وخصوصاً الاستشهاديات منهنّ.

فرحات

وألقت المناضلة القومية ميسلون فرحات كلمة قالت فيها: يوم أشرقت شمس النهضة في وجداني، أدركت أن للحياة طعماً مختلفاً، وتعلمت من سعاده أن العيش شأن مختلف، والمرأة في العيش مجرّد ابنة، زوجة، أم، ثم جدة، بينما هي في النهضة إنسان جديد، هي قيمة حقيقية، في جماعة تمارس البطولة ولا تخاف الحرب بل تخاف الفشل.

وأضافت: على خطى الزعيم سلكت درب البطولة عقوداً من الزمن، مع رفقائي الأبطال، قارعنا أعداء الوطن والأمة، واختطينا طريق الصراع، حيث تشهد ساحات المتن الشمالي، يوم واجهنا مشروع الانعزال والتقسيم، وتشهد أرض جنوب لبنان على مواجهة العدو الصهيوني وصدّ اعتداءاته، وقد كانت الرفيقات رجالاً، والرفقاء رجالاً فوق العادة.

وقالت فرحات: اعتز أنني رفيقة سناء وابتسام ومريم ووجدي ونضال وثائر ومئات الأبطال، واعتز بأني كنت في ساحات القتال، ومع كلّ ذلك كنت، أمّاً محبة وجدة تعتز بأن تربّي أحفادها تربية قومية اجتماعية، حيث تحتضن مخيمات الحزب أحفادي الذين يتدرّبون ويكبرون بالنهضة وتكبر بهم ومعهم.

وختاماً توجهت فرحات بالتحية إلى شعبنا المقاوم القابض على الجمر فوق أرض لبنان والشام وفلسطين والعراق، وحيّت المرأة المقاومة، وناشدت الأمهات في عيدهن أن ينتهجن سبل التربية الوطنية من أجل تنشئة جيل صالح بعيد عن أمراض المذهبية والطائفية البغيضة. وأقول للجميع: سنستمرّ معاً بصمودنا ومقاومتنا، حتى الانتصار، فنحن كما قال المعلم لا بدّ ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

يمّين

بعد ذلك تحدثت يمّين عن المرأة المقاومة فقالت: «المرأة المقاومة ليس عنوان لقائنا في هذه الأمسية فحسب، بل هو أمر واقع غيّر في الواقع ووفقاً للوقائع، فالمرأة بطبيعتها كائن يتحدّى يواجه ويقاوم، وليس مسايرة ولا إطراء، ولكن الحزب السوري القومي الاجتماعي قدّم شهادات وشهيدات في العمل المقاوم عسكرياً، كما قدّم شهادات ورائدات في المقاومة الفكرية. لكن حرام أن نختصر المقاومة بالعمل العسكري ولو أنّ العسكري يتقدّم، غير أنه يُصاب ببعض من عجز إذا لم يُسند بمقاومة فكرية وثقافية وتربوية وفنية واقتصادية. المقاومة حالة متكاملة، المقاومة ثقافة وانتماء.

وتابعت يمّين: ما من شعب انتصر من غير توازن فعلي بين الرجل والمرأة وأحياناً المرأة تتقدّم أو تمهّد فتكون المؤسّسة، فهي التي تنمّي الفكر المقاوم، في المؤسسة الزوجية وفي المؤسسة التربوية، وهي التي تسند العمل المقاوم من منطلق دورها حبيبة أو شريكة، وهي التي تصقل العمل المقاوم حين تنخرط به إلى حدّ الشهادة، وطوبى للشهيدات اللواتي ارتضيْن عرس الشهادة، فزفّتهنّ الأرض وعزف لهنّ القصب لحن العشق الحزين.

وأضافت: المرأة هي التي تزرع وتنشر الفكر المقاوم من منطلق حضورها الفني، شاعرة، أديبة… ولها تأثير كبير لأنها توازن بين العقل والعاطفة، فلا تغلّب الأول مما يؤدي إلى بعض الجفاف ولا تغلّب العاطفة بما قد يؤثر على النتائج .

وأردفت يمّين: نرتكب خطأ يلامس الخطيئة إذا أردنا أن نذكر مقاومات ولم نذكرهنّ جميعاً، ولكن لا بدّ من بعض المحطات التي طوّرت العمل المقاوم، فسهى بشارة لم تكتفِ بما قامت به عسكرياً ومن ثمّ معاناتها في الاعتقال، بل عمدت إلى إصدار كتاب «مقاومة» أتبعته بآخر مع رفيقتها في النضال والاعتقال كوزيت ابراهيم، فبات الإصداران مرجعين، واستخدم الثاني سينمائياً في كندا. فيما الأخريات اللواتي نفذن عمليات استشهادية فإنهن كتبن بالدم قصائد عزّة، وفتحن الدرب ومنهنّ نورما أبي حسان وزهرة أبو عساف وسناء محيدلي ودلال المغربي وفدوى غانم ومريم خير الدين وابتسام حرب، التي آثرت أن تنفذ العملية الاستشهادية في 8 تموز ذكرى استشهاد أنطون سعاده لكي تتعمّد بدم الانتماء وتنال الشهادة، ولولا الياس عبود التي استشهدت بعد سلسلة عمليات ولم تكن قد بلغت العشرين من عمرها.

وتابعت يمّين: أحببت ذكرهنّ لأنهن زيت السراج الذي أضاء عتمة الخوف ومنهنّ تعرّفنا إلى نعمة النور، طبعاً من غير إغفال العظيمتين ليلى خالد وجميلة بوحيرد. إلى سيدات أحببن أزواجهن حدّ الاستشهاد معهم ومنهن فيرا فرنجية زوجة النائب والوزير الشهيد طوني فرنجية، وأم ياسر زوجة الشهيد القائد السيد عباس الموسوي .وأحلاهن أمهات الشهداء اللواتي يقدّمن أبناءهن شهداء أنقياء بكلّ إيمان ومحبة ورجاء.

وقالت يمّين: حقيقة أنا أخجل من دمعهن من طيبتهن ومن صلابتهن. «أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً فبكت دمعتين ووردة ولم تنزوِ في ثياب الحداد»، أليست هذه المرأة هي المرأة المقاومة بحق؟ وهي نفسها من خرجت من بيتها الأسمر بلون رغيف خبز التنور في الجنوب، تلقي الزيت المغلي على جنود العدو؟

ورأت يمّين أنّ للمرأة المقاومة فكرياً، دوراً وتأثيراً كبيرين، لأنها تزرع ثقافة الانتماء للوطن بالكلمة بالريشة بالصوت ما يجعل مهمتها غير محصورة بزمن أو بمرحلة، فهي صاحبة الرسالة الممتدّة على مساحة الوقت وعلى امتداد البلاد العربية. ألم يُلزمنا صوت فيروز بالمقاومة لتصير أحلامنا زهرة المدائن وطفل المغارة وسالم الغفيان وسفر برلك وبنت الحارس. ألم يحمّلنا هذا الصوت سيفا أصدق إنباءً من الكتب؟! إلى محطات أخرى كعمل جوليا أحبائي الذي تحوّل إلى ما يشبه النشيد !

وفي الإعلام، ألم تتقدّم المرأة المشهد الإعلامي محرّرة محللة معدّة ومراسلة تقتحم النار، تتحدّى الخطر إيماناً بالموضوعية وذوداً عن الحرية حدّ الاستشهاد، ومنهن ليال نجيب أثناء العدوان «الإسرائيلي» على لبنان، ويارا عباس أثناء العدوان الوهّابي على سورية.

وقالت يمّين: إنّ «الربيع العربي» المظلم والكالح الذي كان من أولوياته النيل من المرأة، تصدّت له المرأة وشهرت حقّها نوراً كشح عتمة «الربيع» وجهاده المنفّر، المقزّز والمقيت، فكانت في ساحات تونس رغم التهديدات التي وصلت حدّ الاستباحة وفي ميادين مصر وفي البحرين، وبرزت في سورية صموداً وحضوراً ومشاركة عسكرية مدنية سياسية وديبلوماسية حتى أنّ الوفد الرسمي السوري إلى جنيف ضمّ سيدتين.

واعتبرت يمّين أن المرأة المقاومة تدلّ إلى مجتمع مقاوم، وبالتالي مجتمع واعٍ ومسؤول متسلّح بالفكر المقاوم فيحفظ وجوده بل وحضوره، ويحصّن الهوية فيصون الإنسانية .واليوم في عيد الأم نسأل: أليست الأمومة من أساسها فعل مقاومة؟ فتحية لكلّ امرأة ـ أمّ بمعزل عن الإنجاب بالمعنى البيولوجي، فأيّ عطاء هو ولادة.

ويبقى القول إنّ المقاومة الأولى هي السيدة العذراء التي طهّرت الأرض بدموعها وهي تشهد صلب وحيدها وارتضت بما جاء في الكتب، هي التي كانت صاحبة الفضل والكلمة الفصل في العجيبة الأولى حين طلبت تحويل الماء إلى خمر ليكتمل العرس.

وفي ختام الندوة، تمّ تقديم باقة من الورد ولوحة تذكارية إلى يمّين تقديراً لدورها الاجتماعي والوطني الرائد. كما تمّ تقديم لوحات تذكارية لمناضلات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى