وثائق سرية: واشنطن سمحت بقيام «داعش»
وثائق استخباراتية أميركية رفعت صفة السرية عنها مؤخراً تؤكد أن واشنطن كانت تعرف مسبقاً نتائج دعمها للمعارضة السورية وسمحت بقيام «داعش» عمداً من أجل عزل الرئيس بشار الأسد.
وتعود الوثائق لوكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية. ومن اللافت أن هذه الوكالة ردت على أسئلة وجهت إليها في شأن مضمون الوثائق، بتكرار عبارة «لا تعليق» حتى لدى الإجابة عن سؤال حول ما إذا كان الأميركيون يدعمون تنظيم «القاعدة في العراق» «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» بصورة مباشرة، علماً أن هذا التنظيم غير اسمه لاحقاً إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومن ثم إلى «الدولة الإسلامية».
وجاء في مقال كتبه الباحث براندن بوربفيل لموقع «Globalresearch» الإلكتروني، أن الصحافي بارند هوف اتصل بالوكالة يوم 22 أيار للحصول على تعليق في شأن مقاله السابق المتعلق بإحدى الوثائق المنشورة، لكنه لم يتلق أي رد قبل 27 أيار.
وفي اتصال هاتفي معه لم يقدم المتحدث باسم الوكالة تعليقاً على أي من الأسئلة، لكنه شدد على كون الوثيقة «لا تتضمن إلا معلومات أولية، لم يتم تحليلها أو تفسيرها».
لكن في حقيقة الأمر تتضمن الوثيقة التي يجري الحديث عنها، وهي تعود إلى آب عام 2012، ليس معلومات فحسب، بل وتحليلات وتنبؤات، تثير مدى دقتها الدهشة، إذا قمنا بالمقارنة بين تلك التنبؤات والأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية.
وشن مسلحو تنظيم «داعش» أعنف الهجمات على المدن الأنبارية منذ دخوله المحافظة غرب العراق عبر سيارات مفخخة وعبوات، وحكومة الأنبار المحلية تحذّر من سقوط قضاء الكرمة شرق الرمادي والبغدادي غربها بيد التنظيم المذكور، بالتزامن مع قتل «داعش» أكثر من مئة وثلاثين شخصاً غالبيتهم من المنتسبين إلى القوات الأمنية داخل معسكر الغزلاني جنوب الموصل.
وشهدت المدن الأنبارية هجمات لـ«داعش» هي الأعنف منذ دخوله المحافظة غرب العراق. وهي تسع سيارات مفخخة لفك طوق حديثة الأمني وستٌ أخرى على شرق الانبار، وخمس مفخخات عند اطراف الرمادي في محاولة للسيطرة على مساحات أوسع واستراتيجية مهمة بضربات موجعة.
وحذّرت حكومة الأنبار المحلية من سقوط قضاء الكرمة شرق الرمادي والبغدادي وغربها بيد داعش وهي تطالب عبر رئيس مجلسها بتعزيزات عسكرية عاجلة وسريعة، خصوصاً بعد سيطرة «داعش» على جبة غرب الرمادي والحراريات عند اطراف الفلوجة، وهو ما ترجّم على الأرض بقوات الفرقة الذهبية وافواج الشرطة الاتحادية التي دخلت الانبار كتعزيزات منذ أن بدأت الهجمات لتشهد الرمادي واطرافها اشتباكات هي الاعنف لا تزال مستمرةً.
واعتمد «داعش» أسلوباً جديداً، وهو تكثيف الهجمات الانتحارية في ضرب الاطواق الأمنية لمناطق تقع تحت سيطرة الدولة العراقية ما يستوجب رداً من القوات المسلحة في أسرع وقت، وليس بأسلوب استرداد الأرض، وانما بالإعتماد على ضرب التنظيم برّاً وقطع خطوط امداده جواً في الانبار واطراف صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد، فهجمات التنظيم في الانبار قد لا تعني بالضرورة انه يريد احتلال ارضاً فيها بقدْر ما يريده من ارض ومصفاة ونفط تنتجه بيجي شمال تكريت.
وفي الموصل، قتل تنظيم «داعش» أكثر من مئة وثلاثين شخصاً غالبيتهم من المنتسبين إلى القوات الأمنية داخل معسكر الغزلاني جنوب الموصل كان قد اختطفهم في أوقات سابقة.