نجفي: إنجاز الاتفاق النووي ممكن قبل نهاية حزيران
قال رضا نجفي مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن التوصل لاتفاق نووي نهائي مع القوى العالمية ممكن بحلول نهاية حزيران.
وقال للصحافيين بعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا: «إذا التزم محاورونا بالأطر المتفق عليها، فإن التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية حزيران سيكون أمراً ممكناً».
ورد المسؤول الإيراني على سؤال عما إذا كانت بلاده ستطبق مزيداً من إجراءات الشفافية بخصوص برنامجها النووي كما جاء في الاتفاق الموقت الذي تم التوصل إليه في نيسان وسيضمن دخول مفتشين إلى مواقع عسكرية، قائلاً: «إن هذا الأمر يجب إرجاؤه إلى حين وضع النص النهائي لأي اتفاق».
وحثت الولايات المتحدة إيران في بيان صادر في فيينا أمس على تنفيذ إجراءات الشفافية النووية المنصوص عليها في الاتفاق الأولي، وقالت لورا كنيدي مبعوثة الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه «لا يزال من المهم أن تنفذ إيران البند المعدل 3.1 من دون تأخير»، حيث يلزم هذا البند إيران بالإخطار المبكر ببناء المنشآت النووية الجديدة.
جاء ذلك في وقت حذر رئیس مجلس الشوری الايراني علي لاریجاني، من أن المفاوضات ستتوقف ومجموعة 5+1 ستتضرر فیما إذا لم تفِ بتعهداتها.
وقال المسؤول الإيراني أمس: «إن المفاوضات جاریة منذ ثلاث سنوات، الأميرکیون یطلقون تصریحات جدیدة في الوقت الحاضر، ویتصورون أن الشعب الإیراني بحاجة إلی المفاوضات، هم اختبروا الشعب الإیراني وما زالوا یختبرونه».
وأضاف: «ان الموضوع النووي لیس موضوعاً منفصلاً عن القضایا الداخلیة والدولیة للشعب الإیراني، الموضوع النووي حلقة من سلسلة واسعة تشمل القضایا الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة الداخلیة والخارجیة للشعب الإیراني».
وأشار لاریجاني إلی الفتوی التي أصدرها قائد الثورة الإسلامیة في حرمة إنتاج أسلحة الدمار الشامل عن طریق الطاقة النوویة وقال: «الفتاوی الشرعیة فوق جمیع الأحکام بالنسبة للشعب الإیراني والمسلمین عموماً».
وشدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على ضرورة التحقق من تنفيذ بنود أي اتفاق مع إيران، مشيراً إلى عدم وجود أي ضمان لذلك حتى الآن. وقال: «يجب أن يكون بمقدورنا التحقق من تنفيذ الاتفاق في الواقع، ليس لدينا تأكيد في هذا الصدد بعد».
وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية قائلاً: «نريد اتفاقاً مع إيران، لكن الاتفاق لا بد أن يكون قابلاً للتحقق منه وأن يكون محكماً وسليماً. ونحن اليوم لا نملك ضمانات لهذا، أي اتفاق لا يمكن التحقق منه لن يكون قابلاً للتنفيذ»، مضيفاً: «لم نصل بعد لنهاية المناقشات».
وكانت قد انطلقت أمس في مدينة فيينا جولة جديدة من محادثات النووي بين إيران ومجموعة السداسية على مستوى الخبراء، فيما تواصلت محادثات موازية بين طهران والاتحاد الأوروبي على مستوى المدراء.
ياتي ذلك بينما تتواصل التفسيرات والتفسيرات المضادة بين إيران ودول غربية حول الاتفاق النووي المحتمل.
وعلى وقع حرب التصريحات، تمتد طاولة المفاوضات النووية بين طهران والدول خمسة زائداً واحداً في فيينا، مع اقتراب انتهاء الموعد المقرر للتوصل لاتفاق نهاية الشهر الجاري، في حين لا يزال الطرف الأميركي يتحدث عن اتفاق يحد من قدرات إيران النووية بشكل أبدي.
وفي السياق، نفى كيان العدو «الإسرائيلي» أمس تورطه في التجسس على المفاوضات التي أجريت في الأشهر الماضية في سويسرا، بشأن برنامج طهران النووي.
وقالت تسيبي هوتوفلي نائب وزير خارجية كيان العدو «لا يوجد أساس من الصحة للتقارير الدولية عن تورط «إسرائيل» في هذه القضية».
وكانت تقارير إعلامية غربية تحدثت أخيراً عن وجود شكوك قوية بأن «تل أبيب» تجسست على محادثات سويسرا النووية من خلال فيروس إلكتروني متطور زرعته في أجهزة الحاسوب في الفنادق التي أجريت فيها هذه المفاوضات.
وقالت شركة «كاسبرسكي» الروسية لأمن الكمبيوتر إن فيروس كمبيوتر استخدم لاختراق قاعات حيث أجريت المحادثات الدولية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أنها لاحظت التسلل إلى شبكة الانترنت عقب رصد الفيروس «دوكو 2» في نظمها مطلع ربيع هذا العام، لافتة إلى أن هذا الفيروس صمم للتجسس على نظمها التكنولوجية وأبحاثها وعملياتها الداخلية.
وأكد بيان لشركة «كاسبرسكي» إنه تم اكتشاف ضحايا آخرين للفيروس في دول غربية وفي الشرق الأوسط وآسيا، مضيفة: «الشيء اللافت للانتباه بدرجة أكبر هو أن بعض الإصابات الجديدة بالفيروس عامي 2014 – 2015 مرتبطة بالأحداث والأماكن المتصلة بمفاوضات الدول الخمس زائداً واحداً مع إيران بشأن اتفاق نووي».
وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أنه من المعتقد على نطاق واسع أن الفيروس استخدمه جواسيس «إسرائيليون» بعد ربطه بثلاثة فنادق أوروبية فاخرة استضافت المفاوضات التي ضمت إيران والقوى الست العالمية.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت «إسرائيل» في شباط الماضي باستخدام تسريبات منتقاة من المحادثات لتشويه الموقف الأميركي، في حين ركّزت «إسرائيل» على تشكيكها في أن يؤدي أي اتفاق يتمخض عن المحادثات إلى كبح البرنامج النووي الإيراني بدرجة كافية.
وكشف مسؤولون «إسرائيليون»، أثناء جولات متعددة من المحادثات النووية، أنهم على علم بمجريات المفاوضات من مصادر عدة بينها معلومات استخباراتية ومعلومات نقلها حلفاء.