أردوغان وداود أوغلو يحثان على تشكيل حكومة ائتلافية
في أول خطاب له بعد الانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة في البرلمان منذ 13 سنة، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، الأحزاب السياسية إلى تشكيل حكومة ائتلاف في أسرع وقت ممكن.
و قال الرئيس التركي إن «على الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانباً، وأن يشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن»، مضيفاً أنه يجب عدم السماح لأي تطور سياسي بأن يهدد مكاسب تركيا، وأكد أنه سيقوم بدوره لإيجاد حل في ضوء السلطات التي يكفلها له الدستور.
وبين أردوغان أن نتيجة الانتخابات لا تعني أن تركيا ستظل من دون حكومة، مشيراً إلى أن على الجميع تلبية إرادة الشعب التركي قائلاً إن الانتخابات كانت ناجحة وشكلت معياراً للديمقراطية، محذراً من أن التاريخ سيحاسب كل من يتسبب في إبقاء تركيا في فراغ سياسي.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في مقابلة مع القناة التركية العامة «تي أر تي»، بأن حزب العدالة والتنمية وحده يمكنه قيادة ائتلاف، مشدداً على أنه إذا ما وضعت الأحزاب الأخرى عراقيل ولم تتوصل إلى حل في ما بينها فسيتم اللجوء مجدداً إلى الشعب.
وأضاف داود أوغلو أن التاريخ أظهر عدم ملائمة الحكومات الائتلافية لتركيا لكن حزبه الحاكم مستعد لجميع الاحتمالات، مضيفاً خلال اجتماع للمسؤولين المحليين في حزب العدالة والتنمية الحاكم من جميع أنحاء البلاد «لقد استخدمنا نماذج الحكومات الائتلافية في السبعينات والتسعينات كأمثلة لنبرهن غلى أن الائتلافات ليست مناسبة لتركيا وسنتمسك بهذا الموقف».
وتابع: «لكن وسط المشهد السياسي الحالي فالحزب الوحيد الذي يمكن أن يقدم حلولاً واقعية هو حزب العدالة والتنمية… نحن منفتحون على أي احتمالات في تركيا تستند إلى التطورات الأخيرة».
وكان حزب العدالة والتنمية قد أعلن أنه سيبحث الخيارات كافة ومن بينها اللجوء إلى انتخابات مبكرة في حال فشل المشاورات لتشكيل حكومة ائتلاف.
وخسر حزب العدالة والتنمية الغالبية البرلمانية بعد أن حصل على 258 مقعداً من أصل 550 في البرلمان، وتراجع الحزب من نسبة 49.9 في المئة عام 2011 إلى 40.8 في المئة في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في الـ7 من حزيران.
وفي المقابل، حاز حزب الشعب الجمهوري 132 مقعداً، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الحركة القومية على 80 مقعداً.
وعبر حزب الشعوب الديمقراطي التركي عن استعداده لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية على ألا تضم حزب العدالة والتنمية الحاكم. وحثّ أردوغان على عدم تخطي صلاحياته الدستورية.
وقال صلاح الدين دمرداش الزعيم المشارك لحزب الشعوب: «إن إدخال تركيا في نقاشات عن انتخابات مبكرة لن يجدي نفعاً. نعتقد أنه يتعين على تركيا أن تمضي في طريقها بتشكيل ائتلاف»، مشدداً على أن باب حزبه مفتوح أمام كل أحزاب المعارضة لكنه استبعد مجدداً الدخول في ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية.
وأشار دمرداش إلى أن زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان مستعد لإطلاق دعوة لإلقاء السلاح وإن عملية السلام مع جماعته يجب أن تسير بخطى أسرع، وقال: «كحزب الشعوب الديمقراطي نحن ندرك مسؤوليتنا في استئناف عملية السلام من حيث انتهت ونحن عازمون على فعل المزيد».