كوبا أميركا… البرازيل لبلسمة الجراح والأرجنتين لمعالجة العقم
99 سنة مضت على أول صافرة شهدتها بطولة كوبا أميركا في بيونس آيرس، ومن وقتها باتت البطولة عنواناً لتألّق لاعبي أميركا اللاتينية، وظهور مواهب جديدة على الساحة الكروية.
حينها توجّت تشيلي باللقب وهو الوحيد في تاريخها، أي أنها تستضيف اليوم النسخة الـ44 من البطولة على أمل رفع الكأس مرة أخرى بعد قرن تقريباً، ويلتقي لاروخا في افتتاح مباريات البطولة مع الإكوادور في ملعب تشيلي الوطني.
تملك تشيلي فرصة مميزة لحصد اللقب، مع تشكيلة من ألمع النجوم وعلى رأسهم أرتورو فيدال وألكسيس سانشيز، وهما من لاعبي النخبة في أوروبا، أضف إليهم حارس برشلونة كلاوديو برافو. ويستطيع الفريق اللعب بطريقة 3-4-1-2 والتبديل إلى 4-3-3 ودائماً يضغط بشدة كبيرة.
بدأت تشيلي بالتحسن عندما تسلم الأرجنتيني مارسيلو بيلسا زمام تدريبها في 2007 وحتى 2011، قبل أن يعزز المدرب الحالي الأرجنتيني الآخر خورخي سامباولي ثقة الفريق بنفسه، ويقترب من إزاحة البرازيل في الدور الـ16 لمونديال البرازيل الأخير.
البرازيل والذكريات المؤلمة
يأمل المنتخب البرازيلي، أحد المرشحين الاثنين مع الأرجنتين للفوز باللقب، بنسيان ذكريات هزيمة الـ7-1 من ألمانيا في الدور قبل النهائي للمونديال، خصوصاً أن الفريق كان محاطاً بفقاعة أنه الأوفر حظاً للتتويج باللقب السادس في كأس العالم.
فاز راقصو السامبا تحت قيادة المدرب الجديد دونغا، في آخر 9 مباريات، واهتزت شباك البرازيل مرتين فقط في هذه المباريات وتغلبت على الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وفرنسا. وأبقى دونغا على تشكيلة 4-2-3-1 و4-2-2-2 للفريق، مع حذر دفاعي أكبر، تمثل بعودة ميرندا إلى الخلف جنباً إلى ديفيد لويز وتياغو سيلفا.
ويقود نيمار هجوم البرازيل بعدما ساعد برشلونة على التتويج بالثلاثية الموسم المنصرم، كما يضم دفاع الفريق أسماء لامعة مثل ثنائي باريس سان جيرمان ديفيد لويز وتياغو سيلفا، في حين يغيب مارسيلو ظهير أيسر ريال مدريد ولاعب الوسط لويز غوستافو بسبب الإصابة.
وستبدأ البرازيل مشوارها أمام البيرو الأحد، قبل أن تلعب مع كولومبيا في تكرار لمواجهة دور الثمانية بكأس العالم.
وإذا سارت النتائج كما هو متوقع في دور المجموعات ستتقابل البرازيل في قبل النهائي مع الأرجنتين التي يقودها ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الآخر.
الأرجنتين… 22 سنة من دون ألقاب
تتطلع الأرجنتين للقب الكبير الأول لها منذ فوزها بكوبا أميركا قبل 22 سنة، وخصوصاً بعد هزيمتها في نهائي المونديال أمام ألمانيا، إضافةً لهزيمتها أمام البرازيل في المباراة النهائية لكوبا أميركا عامي 2004 و2007.
وفي النسخة الماضية على أرضها عام 2011 خسرت الأرجنتين بطلة أميركا الجنوبية 14 مرة في دور الثمانية بركلات الترجيح أمام أوروغواي التي نالت اللقب في النهاية.
وستتقابل الأرجنتين مجدداً مع أوروغواي في المجموعة الثانية التي تضم أيضاً باراغواي وصيفة بطلة أميركا الجنوبية.
وميسي هو أبرز لاعبي الأرجنتين بلا منازع، لكن تشكيلة المدرب جيراردو مارتينو تضم أيضاً مجموعة من الأسماء اللامعة على رأسها بابلو زاباليتا في الدفاع وخافيير ماسيكرانو في خط الوسط إضافة لسيرخيو أغويرو وكارلوس تيفيز في الهجوم.
الأوروغواي خارج الحسابات
بعد تتويجها باللقب للمرة الـ15 قبل 4 سنوات في الأرجنتين، يمر السيليستي بفترة من التراجع مع اعتزال نجمه دييغو فورلان واستمرار إيقاف لويس سواريز، لكن الفريق يعتمد من جهة أخرى على إدينسون كافاني ودييغو رولان.
لكن الأوروغواي مع هذا تبقى قليلة الخبرة على المستوى الدولي، ويبدو أن مهمة المدرب أوسكار تاباريز باتت واضحة كما قال سابقاً، وهي إعادة بناء المنتخب قبل بداية تصفيات كأس العالم 2018.
وتتعلق آمال كولومبيا بنجمها رادامل فالكاو بعد غيابه عن كأس العالم 2014 للإصابة، إضافة لخاميس رودريغيز المتألق مع ريال مدريد، والذي ترك بصمة واضحة في نهائيات البرازيل.
وقدمت كولومبيا أداءً مفاجئاً أمام البرازيل في ربع نهائي كأس العالم، واعتمدت أساساً على قوتها الهجومية، وسيشارك مهاجم إشبيلية كارلوس باكا في الهجوم.
ويلعب رودريغيز وخوان كوادرادو على الأطراف مع خطة 4-4-2، ويأمل الكولومبيون بإضافة لقب جديد إلى خزانتهم بعد التتويج على أرضهم في 2001، بعدما انسحبت الأرجنتين بسبب تلقي لاعبيها تهديدات بالقتل.
وتضم البطولة 10 منتخبات من أميركا الجنوبية إضافةً للمكسيك وجامايكا من اتحاد دول أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي الكونكاكاف ، ويصعد الأول والثاني في المجموعات الثلاث إلى دور الثمانية إضافةً لأفضل فريقين من أصحاب المركز الثالث.
وستقام البطولة في ثماني مدن وتستضيف العاصمة سانتياغو المباراة النهائية في الرابع من تموز المقبل.