الزوبعي لـ«المنار»: غياب الوعي السياسي لثروات العراق يؤدي إلى إضعاف الاقتصاد

أشار نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق سلام الزوبعي إلى أن «المشكلة السياسية في العراق هي ذاتها، ولكن في المستقبل القريب ستوضع الأمور على طريق الحل وحتى الآن يوجد عدة مشاريع في العراق متناحرة. وهناك احتمال أن ينشقّ تكتل شيعي – سني – كردي – مسيحي ويشكّل تكتلاً للمعالجة، والعراق بعد حكم البعث الذي استمر ثلاثة عقود لم يعد فيه عقيدة سياسية.

وأضاف: «لا توجد في العراق حكومة عالجت الوضع الأمني والاقتصادي بشكل جيد، الحكومة هي البرلمان والبرلمان هو الحكومة والأمور تبنى بثنائية، وكل دول العالم فيها محورين فإذا كان هناك حزب ثالث يخلخل النظرية، فكيف وفي العراق أكثر من 1300 حزب».

ورأى أن «الديمقراطية في دول الشرق الأوسط حاكتها الدول الإمبريالية، ولكن هذه الدول حكمتها الدكتاتوريات وأنتجت صراعات متعددة طائفية ومذهبية».

وأشار إلى أن «عملية الانتخابات تحدث فيها خروقات وأخطاء، وهناك قضاء ومسار قانوني ولكن علينا أن نعترف بالواقع والجميع يعرف أن نوري المالكي يسيطر على الملف الأمني ولديه قاعدة بناها خلال فترة سلطته التي دامت 8 سنوات». ورأى أن «كل الشعب العراقي غير راضٍ عن أعمال الحكومة أمنياً واقتصادياً، وثمة تيارات وإرهاب وكل ذلك محسوب على الحكومة وإذا جاء المالكي بالحكومة السابقة نفسها فإن الفشل سيكون أمامه».

وأشار إلى أن «تسييس الجيش وإبعاده عن مهامه في حماية أمن الوطن والمواطن وغير ذلك يؤدي إلى فشله، ومن الأمور التي قادت إلى عدم الاستقرار الأمني تدخل السياسية بالجيش، لذلك يجب إخراج الجيش من العملية السياسية، وأن لا يشارك في الانتخابات».

وأضاف: «إن المشاكسة بالعراق بدأت قبل صدور نتائج الانتخابات، وليس الخلاف على الحكومة فقط وإنما كذلك على رئيس الجمهورية، ولا يوجد مبرر لأن يتمسك الأكراد بمنصب رئيس الجمهورية وهذه نقطة يجب الوقوف عندها. الشعب الكردي جزء لا يتجزأ من العراق ولهم دور وطني كبير في العراق، ولكن العراق ابتلي بموضوع الأكراد»، متسائلاً: «لماذا العراق يعاني أكثر من أي دولة في المنطقة من الأكراد».

وأشار إلى أن «غياب الوعاء السياسي الواعي والمدرك لثروات العراق، يؤدي إلى إضعاف الاقتصاد العراقي، كما أنه يعتمد على النفط فقط، أما الزراعة والصناعة معطلتان، ويجب أن يفهم الجميع أن الحكومة خدمة وليست فريسة ومكسب وهذا بحد ذاته يقلّل الفساد ويكافحه».

وختم: «دور أميركا في العراق وما فعلته هو وصمة عار لها ولإدارتها التي كانت فاشلة ومعتدية على العراق، لذلك فإن القوى الخارجية لا تعمّر البلدان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى