معتوق لـ«الميادين»: ليبيا أمام مشهد سياسي مرتبك
أوضح الدبلوماسي الليبي السابق عبد الحكيم معتوق أن «ليبيا اليوم أمام مشهد سياسي مرتبك ووضع اقتصادي يكاد يكون أكثر من سيء، فما حصل مؤخراً من تحركات شعبية وعسكرية هو تعبير حقيقي عن إرادة الحراك الوطني التي لها أكثر من سنة تطالب المؤتمر العام أن يسلم مقاليد الأمور إلى جهة أخرى على خلفية أن الوعاء الزمني وفقاً لإعلان الدستور قد انتهى، إضافة إلى أن الحالة الليبية وهذا التحرك الذي يقوده لواء في الجيش الليبي يأتي منسجم بشكل كبير مع مطلب غالبية الليبيين. فهؤلاء الضباط الذين اجتمعوا وقرروا أن يتخذوا هذا الإجراء الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر قد شعروا بأن الخطر قد وصل إليهم، خصوصاً أن عدد الضباط الذين اغتيلوا خلال العامين الماضيين بلغ أكثر من 530 ضابطاً».
وأضاف معتوق: «إن القائمين على الحكومة الليبية الآن يتحدثون عن الشرعية ولكنهم لم يشرّعوا أي قانون أو أي دستور لمصلحة الليبيين، ولم يصونوا الحريات ولم يحافظوا على حقوق الانسان ولم يحقنوا الدم الليبي، لذلك فإن ما قام به هؤلاء الضباط هو حراك من أجل تصحيح مسار ما يحدث في ليبيا».
وتابع: «إن المجتمع الدولي تحول إلى مراقب وهو الذي تدخل في ليبيا عبر ذراعه العسكرية حلف الناتو، لكي يسقط نظام معمر القذافي بتهمة دخوله إلى بنغازي وأنه يبطش بأهاليها مع العلم أن القذافي لم يقم بهذا العمل أبداً، واليوم نحن أمام فعل حقيقي لهذه الجرائم على الأرض، فثلاث سنوات من القتل والتشريد والاختطاف والاغتصاب، والغرب لم يحرّك ساكناً فلم يعد بالإمكان الانتظار لحظة واحدة من دون عمل ضد هؤلاء القتلة».
وختم معتوق: «إن المؤتمر العام الذي أصبح عمره أكثر من سنتين لم يحقق شيئاً لليبيين، وأدعو هذا المؤتمر العام لأن يجتمع ويدعو إلى عودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم ويلغي قانون العزل السياسي ويطلق سراح معتقلي الرأي الذين تمتلئ بهم سجون المجموعات المسلّحة، وهي سجون سرية باعتراف وزارة العدل، إضافة إلى تشريع قانون لمكافحة الإرهاب حتى نعرف من هو الجاني في هذه الفوضى العارمة».