تقرير
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية الأوضاع في اليمن والمحادثات التي من المقرّر أن تبدأ يوم 14 حزيران الجاري في جنيف، للتوصل إلى حلّ سلميّ للنزاع المسلح الدائر في هذا البلد.
وجاء في المقال: صرّح المبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن المحادثات التي من المقرر أن تبدأ يوم 14 حزيران الجاري في جنيف، قد تضع نهاية للحرب الدائرة في اليمن. ولكن الخبراء يشكّون في إمكانية تسوية الأزمة في جولة مباحثات واحدة.
كان من المقرّر أن تبدأ جولة المحادثات في 28 أيار الماضي، ولكن بناءً على طلب الأطراف اليمنية، منحهم المزيد من الوقت للتحضير للمباحثات، وتقرّر تأجيلها إلى يوم 14 الجاري. في الواقع لم توافق الأطراف اليمنية على الشروط المطروحة لبداية الحوار، إذ طلبت الحكومة اليمنية التي في المنفى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يعني تراجع الحوثيين وإجلاء قواتهم من كافة المدن، وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها، كشرط لبداية الحوار. الحوثيون من جانبهم طلبوا وقف إطلاق النار كشرط لبداية الحوار.
أما الآن، فلم يطرح أيّ طرف شروطاً مسبقة لبداية الحوار، وهذا ما دعت إليه وزارة الخارجية الروسية قبل أيام. كما أن الحوار سيكون يمنياً صرفاً، من جانب: الحوثيون و«حزب مؤتمر الشعب العام»، ومن الجانب الآخر، الاشتراكيون و«حزب الاصلاح». سيمثل كل طرف في الحوار سبعة أشخاص. وتجدر الإشارة إلى أنّ المشكلة اليمنية تعتبر ساحة للمواجهة بين المملكة السعودية وإيران.
وقد صرّح اسماعيل ولد الشيخ أحمد أنه قبل التحضير لهذه المحادثات، جرت استشارات مع إيران والسعودية وعُمان وقطر، ولكن من المهم تذكّر أن البداية كانت في اليمن. لذلك لن يشارك في المحادثات أيّ طرف غير يمنيّ.
وفق رأي رئيس معهد الدين والسياسة الروسي، آلكسندر إيغناتينكو، النزاع في اليمني معقد جداً وطويل الأمد، بحيث أولاً، تشارك فيه مجموعات سياسية عدّة أكثر من المذكورة أعلاه. وثانياً، لن تكفي جولة واحدة لتسوية الأزمة. كما يشك إيغناتينكو في بداية الحوار، لأن الأطراف متشنّجة ويمكن لأيّ منها رفض المشاركة فيه.
ولكن من جانب آخر، موافقة الأطراف على الجلوس إلى طاولة الحوار مسألة مهمة وذلك نظراً إلى: أولاً، موافقة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي هرب إلى السعودية على المشاركة في الحوار. وثانياً، شكل الحوار. وثالثاً، نتائجه.
السؤال الأول: ما الذي تغيّر بحيث وافق هادي على الحوار؟ لا يمكن النظر إلى هذا الأمر خارج سياق المحادثات التي أجريت في سلطنة عُمان بين الحوثيين وخبير وزارة الخارجية الأميركية في شؤون الشرق الأوسط إين باترسون. يبدو أنّ سبب اهتمام واشنطن بالأوضاع اليمنية يعود إلى ازدياد المواجهات المسلحة على الحدود السعودية ـ اليمنية، إضافة إلى المشاكل الداخلية التي تعاني منها المملكة السعودية، خصوصاً في المناطق الشرقية الغنية بالنفط. إذ إنّ غالبية سكانها من الطائفة الشيعية التي شجبت تدخل المملكة في الشأن اليمنيّ.
ويضيف إيغناتينكو: إن اقتصار المحادثات على أطراف يمنية فقط، لا يعني أي شيء. إن محادثات جنيف يمكن أن تصبح «جنيف ـ 1» و«جنيف ـ 2» وهكذا، إذ سينضمّ إليها بعد الجولة الثانية أو الثالثة، باقي الدول الخليجية ذات العلاقة بالنزاع.
ويقول: السعوديون يضربون قوات الحوثيين فقط. ولكن هذا ليس صحيحاً، لأنهم قصفوا مثلاً ضريح مؤسس حركة «أنصار الله»، على رغم أنه ليس موقعاً عسكرياً، كما سقطت قنبلة على ثكنة للجيش اليمني.
ماذا سينتج عن المحادثات؟ من الصعوبة انتظار نتائج جذرية، ولكن بحسب رأي إيغناتينكو، فإنّ الحديث في هذه المحادثات سيكون في شأن النزاع وانفصال شمال اليمن عن جنوبه.
ويضيف إيغناتينكو: هناك أيضاً «أنصار الشريعة» التي أعلنت ولاءها لـ«داعش»، وتأسيس إمارة إسلامية في البلاد… «ولاية اليمن».
يتضح من هذا أنّ النزاع في اليمن لن ينتهي. هنا يمكن إضافة تعقد علاقات اليمن تاريخياً مع السعودية والولايات المتحدة ومع المتطرّفين المحليين.
وأضاف إيغناتينكو: لا تزال «القاعدة» لاعباً نشيطاً على الساحة اليمنية، وهي عامل توازن مهم في هذه الأزمة. ولا أعلم هل ستشارك هي أو «أنصار الشريعة» في محادثات جنيف أم لا.