كرامي: إجماع شعبي غير معلن على أنّ الجيش والمقاومة حميا لبنان
أشار الوزير السابق فيصل كرامي إلى «أنّ التطورات التي تشهدها حدودنا الشرقية أثبتت صحة المخاوف التي حذّرنا منها منذ سنوات، ومختصرها أنّ لبنان ليس بمنأى عن الصراع الدموي الدائر في المنطقة، ولا سيما في سورية، وإنّ على اللبنانيين أن يحصّنوا أنفسهم وبلدهم بالحدّ الأدنى من التوافق السياسي لحماية لبنان من الأخطار الداهمة آجلاً أو عاجلاً، وهو الأمر الذي لم يحصل للأسف بالسرعة والفعالية اللازمتين، لكنّ الجيش والمقاومة لم يخضعا للتناقضات السياسية وقاما بما يلزم، بكلّ جاهزية، وأيضاً بكلّ حكمة، لصدّ هذه الأخطار. واليوم هناك إجماع لبناني شعبي غير معلن بأنّ الإنجازات الميدانية للجيش والمقاومة نجحت في حماية لبنان».
ولفت في حديث لموقع قناة المنار إلى أنّ أبرز ما يميز الانتقادات السياسية لعمل الجيش والمقاومة «أنها سياسية، وقد بدأت تجد صعوبة لدى الأطراف التي تستعملها كخطاب سياسي في إقناع الجمهور اللبناني».
وأضاف: «لا يغيب عن العارفين بالشأن اللبناني الداخلي أنّ الاعتراض على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هو من ضمن لعبة الصراع على السلطة، وخصوصاً أنّ هذه المعادلة التي أثبتت فعاليتها هي جزء من السياسة الحكومية اللبنانية المنصوص عليها في كلّ البيانات الوزارية للحكومات المتوالية التي أخذت ثقة البرلمان بناء على هذه البيانات».
وفي الشأن الحكومي، قال كرامي: «أنا لا أرى أي تطورات حكومية في لبنان، والمفارقة أنّ التجاذب السياسي هو جزء عضوي وحيوي من تكوين هذه الحكومة التي كل ما كان عليها هو أن تصمد ولو شكلياً بانتظار إنضاج المناخات لإطلاق حياة سياسية ودستورية جدية. وعليه، أنا لا أرى في الأفق القريب أي جديد على مستوى الملف الرئاسي أو حتى على مستوى العمل الحكومي. ستبقى الأمور «مكانك راوح» مع بعض التجاذبات والحركات التي لا تقدّم ولا تؤخّر».