إستمرار التنديد بمجزرة قلب لوزة وجنبلاط مصّر على أنها «حادث فردي» والمجلس المذهبي يلتئم بغياب أرسلان ووهّاب ومن دون بيان
توالت ردود الفعل المندّدة بالمجزرة التي ارتكبتها «جبهة النصرة- فرع القاعدة في سورية» في بلدة قلب لوزة في جبل السمّاق بإدلب، واعتبرت أن «إسرائيل» والجماعات التكفيرية وجهان لعملة واحدة، محذرة من مشروع تفتيت المنطقة ودعت إلى التوحد لمواجهة الارهاب واجتثاثه، فيما بقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يغرّد خارج السرب مصرّاً على التقليل من حجمها بوصفه ما جرى في البلدة هو حادث فردي.
المجلس المذهبي
وبدا الانقسام في الموقف واضحاً في اجتماع المجلس المذهبي الدرزي الذي التأم في دار الطائفة بفردان بحضور شيخ العقل الشيخ نعيم حسن والنائبين جنبلاط وأنور الخليل وغياب رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب.
وفيما لم يصدر بيان عن الاجتماع قلّل بعده جنبلاط في تصريح، من حجم المجزرة واصفاً ما حدث في بلدة قلب لوزة بأنه حادث فردي «وستتم معالجته باتصالات اقليمية»، من دون أن يغفل التهجم على النظام في سورية.
وأضاف: «الهيجان لن يؤدي إلى شيء إلا إلى توتير الأجواء ونحن مع الاستقرار، ولنعالج الأمور بهدوء». وأشار إلى «أن لغتنا واحدة وهي الاستقرار والدولة، ونجحنا على رغم كل شيء، لأن دولتنا قوية».
ورأى أن «الأمر المهم هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتمسك بدعم الشرعية والدولة والجيش، ونحن نخوض معركة دفاع عن لبنان والاستقرار فيه».
واعتبر أن «مستقبل الدروز السوريين في جنوب سورية هو مع المصالحة وعقد الراية والتآلف مع أهل حوران».
من جهته، قال الشيخ حسن «نقف بألم وتضامن امام ما حصل في قلب لوزة ونضغط على الجرح لوقف النزيف، ونطلق صوتاً جامعاً متضامناً وندعو القوى السورية لحفظ وحدة الشعب».
اعتصام لـ«التوحيد»
وتزامن الإجتماع مع اعتصام نظمه حزب التوحيد العربي أمام دار الطائفة استنكاراً للمجزرة، وخلال الإعتصام قدّم وفد ضم أمين الإعلام والداخلية في الحزب هشام الأعور وعدد من المشايخ رسالة إلى الشيخ حسن لتأكيد «الخطر المحدق بطائفة الموحدين المسلمين الدروز في السويداء»، مشددة على «أهمية مواجهة الهجمة التكفيرية وعلى ضرورة الدعوة الى حمل السلاح للدفاع عن الأرض والعرض».
مواقف مندّدة
وتوالت ردود الفعل المستنكرة للمجزرة، فأعلن النائب أرسلان ان «الدروز في جبل العرب يدافعون عن لاهوتنا القومي في الشرق في سورية ولبنان والمنطقة بأسرها وكل من يحاول الاعتداء على جبل العرب ستكون مقبرته هناك»، مؤكداً «أن إسرائيل والجماعات التكفيرية وجهان لعملة واحدة»، ولافتاً إلى «أن كل تحريض مذهبي أو طائفي هو تحريض لسفك دماء الدروز والمسلمين».
وقدّم أرسلان خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في عاليه بحضور الشيخ نصر الدين الغريب، التعازي بالشهداء الذين سقطوا في مجزرة قلب لوزة، وقال: «لماذا حصلت هذه الجريمة بعد أربع سنوات من الأحداث في سورية؟ الجواب واضح وصريح ويمكن ربطه بالمخطط «الإسرئيلي» التكفيري المشترك، كفى كذباً ونفاقاً من الأعراب ومن الغرب».
وأضاف: «ما حصل شكل من اشكال الإرهاب، فالدروز ليس لديهم أي مشكلة مع المحيط وأرفض رفضاً قاطعاً تحميلهم أي صبغة مذهبية من منطلق مقاومتهم في سورية أو موقفهم في لبنان أو الجولان. إذ إن الموقف الدرزي هو موقف وطني قومي بامتياز وليس موقفاً مذهبياً على الإطلاق». ولفت الى «ان معنويات واستعدادات أهل الجبل أكبر من المتوقع، وبوصلة الدروز الوحيدة موجهة ضد الإرهاب التكفيري فقط، ونحن لم نطلب السلاح أو الدفاع عنا يوماً بل نعيش بكرامتنا ونموت بكرامتنا من شواطئ خلدة وصولاً إلى الجولان».
وتمنى على دروز لبنان «أن تميزوا بين العدو والصديق وفي هذه المرحلة، وليس المطلوب مواقف عاطفية أو تشنجاً أو هلع بل المطلوب أن نعي خطورة المؤامرة ونوحّد صفوفنا كي نستطيع مواجهة ما يُخطط لنا».
وطالب بتوحيد «فصائلنا وتوطيد التنسيق كما فعلت المقاومة بالتنسيق مع الجيش اللبناني لحماية الوطن». ووصف رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة الجريمة بأنها عمل مشبوه داعياً إلى محاسبة المرتكبين.
من جهته، أبرق وهاب، إلى سفراء الدول الكبرى وجميع السفراء المعتمدين في لبنان مطالباً بموقف دولي حاسم مما يجري، ودعا إلى «المذبحة الجماعية والتطهير الديني والمجازر، التي يندى لها الجبين والتي ترتكب بحق أبناء طائفة الموحدين الدروز في سورية على أيدي أبو محمد الجولاني وعصابة الإرهابيين».
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة الجريمة داعياً إلى أن «يتجند كل اصحاب الضمائر الحية والقوى الخيّرة لاجتثاث هذا الارهاب التكفيري الذي اثبتت الوقائع والأحداث ان مهادنته خطأ استراتيجي سيتحمل تداعياته الخطيرة كل العرب والمسلمين ومن خلفهم كل العالم».
وندّدت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون عقب اجتماعها برئاسة أمين الهيئة العميد مصطفى حمدان، «بكل الأعمال الإرهابية التي تنفذ تحت مسميات إسلامية والتي لا تمت الى الاسلام بصلة»، متوجهة «بأحر التعازي الى أهلنا الدروز في إدلب والى أهلنا المصريين في الأقصر والى أهلنا الذين يذبحون يومياً في ليبيا وسورية على يد المجرم الارهابي ذاته وبالوسائل العنفية ذاتها تحت شعارات الفاشية الدينية البغيضة».
ولفتت في بيان الى أن الدروز في جبل العرب «سيكونون كما كانوا سابقاً سداً عربياً منيعاً حراً في مواجهة الإرهابيين والمخربين الذين يتربصون شراً ليس فقط بدروز سورية إنما بكل أبناء أمتنا العربية».
كذلك دان الأمين العام لمنبر الوحدة الوطنية خالد الداعوق «العمل الإجرامي الذي ارتكبه التكفيريون الارهابيون في حق بعض اخواننا من ابناء طائفة الموحدين الدروز الكريمة في قلب لوزة في ريف إدلب»، مؤكداً أن «هذه الطائفة هي أحد اهم عناصر العروبة والوطنية المخلصة».
وأشار إلى أن «هذه الجريمة الوحشية تدل على الإرهاب التكفيري الإجرامي الذي لا يميز أحداً». وتقدّم التعازي من الطائفة وقياداتها، داعياً «إلى توحيد الكلمة والصف في جبه هذا الاجرام الذي يضرب منطقتنا باسم الدين».
ودان رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، لدى استقباله وفوداً شعبية أمت دارته في المنية، المجزرة سائلاً جنبلاط: «هل جبهة النصرة ثوّار أم إرهابيون تكفيريون وقتلة مجرمون؟».
وطالب الخير رئيس الحكومة تمام سلام بـ«الاعتراف بفضل المقاومة في حماية لبنان ماضياً ًوحاضراً ومستقبلاً، جنباً إلى جنب مع الجيش والشرفاء في الوطن في تصديهم للمجموعات التكفيرية الظلامية من جهة وللعدو الصهيوني من جهة أخرى»، مؤكداً أن «ثلاثية المقاومة والجيش والشعب هي التي تحمي لبنان».
وشدد على أن «تضحيات المقاومة هي دفاع عن استقلال لبنان وسيادته ووحدته الوطنية واستقراره الداخلي».
كما ندّد المؤتمر الشعبي اللبناني في بيان بالجريمة مشيراً إلى أنها «إعتداء على العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء»، داعياً إلى «عمل جدي من الجميع للتصدي لقوى التطرف المسلح ووقف مأساة الشعب السوري»، منبهاً «من طلب الحمايات الأجنبية ومن التحريض «الإسرائيلي» الخبيث لإستغلال ما يجري في سورية».
وشدد المؤتمر على ضرورة «إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدتها وعروبتها واستقلالها».
واستنكر رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين المجزرة ، وقال في بيان :»إن هذه المجموعات الإرهابية لا علاقة لها لا بدين ولا بمذهب وهي صنع الغرب والإدارة الأميركية وبعض الدول الخليجية المتصهينة والمتآمرة على سورية والمقاومة».
ودعا رئيس الحزب الوطني غازي المنذر إلى «الصمود ومواجهة هؤلاء التفكيريين الذين لا علاقة لهم بالدين والاسلام»، وانتقد «محاولات بعض السياسيين تبرئة النصرة والتخفيف من آثار المجزرة واعتبارها حادثاً فردياً، فـ»النصرة وداعش» وجهان لعملة واحدة في الارهاب والعمالة لـ«إسرائيل» وهم أعداء الدين والحضارة والعروبة والاسلام»، ودعا الى «عدم الإصغاء لكلام البعض وتصوير النصرة كأنهم حماة للدورز».
وطالب حزب «الديموقراطيون الاحرار» دول التحالف بتطوير مواجهة الإرهابيين بما يوقف المجازر التي اصبحت خطراً على بقاء الأقليات في أوطانها».
واعتبر الحزب في بيان إثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسة الحزب ترايسي شمعون «أن مجزرة قلب لوزة نموذج واضح لما يمكن ان يرتكبه التكفيريون في جرود عرسال وهذا الوضع يرفضه كل لبناني تعلم من غدرهم ولا انسانيتهم، من هنا يدعو الحزب جيش لبنان البطل الى عدم الاستكانة حتى يطهّر كل تراب الوطن خصوصاً في جرود عرسال وبريتال ورأس بعلبك من هؤلاء الإرهابيين ليعيش أهلها بأمان».