الجبوري في واشنطن لتسريع عملية التسليح… ومقتل 48 من «داعش» في محافظة صلاح الدين
أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي أن بلاده تدرس تعميم تجربة قاعدة الأنبار الجديدة لتشمل محافظات عراقية أخرى.
وبيّن المسؤول الأميركي أن إقامة القواعد هي أحد الخيارات الأخرى التي يتم البحث فيها، مُقرّاً بأن الأمر قد يتطلب إرسال مزيد من القوات.
علماً أن القاعدة الجديدة الأميركية ستقام داخل قاعدة التقدم العسكرية والتي تبعد نحو 25 كيلومتراً فقط من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، والتي سيطر عليها «داعش» الشهر الماضي.
في ضوء التطورات العسكرية بالعراق وعمليات الكر والفر بين القوات العراقية و«داعش»، ارتفع صوت الكونغرس الأميركي بالرفض على تفويض رسمي يتيح استخدام القوة العسكرية ضد «داعش».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد طلب في شباط الماضي من مجلس النواب الموافقة على تفويض يتيح استخدام القوة العسكرية ضد «داعش».
إلا أن المجلس صوت في 11 أيار بالرفض على مشروع قانون للدفاع، كان سيجبرهم على التصويت على تفويض رسمي باستخدام القوة العسكرية ضد «داعش».
ومضى عام على توغل «داعش» في جسد العراق، ولا يزال التحالف يتخبط في وضع استراتيجية فاعلة تجتث التنظيم من جذوره.
وعلى وقع انتقادات لاذعة للإدارة الأميركية واتهامها بعدم الجدية والصرامة في محاربة «داعش»، أذن أوباما بإرسال نحو 450 عسكرياً إضافياً إلى العراق ليرتفع بذلك عديد القوات الأميركية هناك إلى نحو 3500.
يسمح القرار الأميركي أيضاً بمد الجيش العراقي وقوات البيشمركة ومقاتلي العشائر المحلية الخاضعة لقيادة عراقية بالسلاح، ويقول البيت الأبيض إنه يأتي لتحقيق أهداف عدة أبرزها:
– المساعدة في إعادة بناء القوات العراقية عن طريق إنشاء قاعدة تدريب جديدة في محافظة الأنبار، مع بحث إمكان إنشاء قواعد في مناطق أخرى.
– تحفيز الجيش العراقي على التخطيط وتنفيذ هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي من تنظيم «داعش».
– دمج مقاتلي عشائر الأنبار بشكل أكبر في الحرب ضد التنظيم وتقليص الاعتماد على فصائل الحشد الشعبي.
النقطة الأخيرة التي يصنفها خبراء بسعي واشنطن لتكرار تجربة عام 2006 حين نجحت في تعبئة العشائر ضد تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار، ترى قراءات متعددة أنها قد تواجه تحديات عدة في السياق الحالي منها:
– أزمة الثقة بين عشائر الأنبار والحكومة العراقية بعد اتهامها للأخيرة بازدواجية المعايير من خلال تسليح قوات الحشد الشعبي ورفض مدها بالسلاح في حربها ضد «داعش.»
– كما أن عزم واشنطن على تدريب العشائر بشكل مباشر يكشف امتعاضاً أميركياً من قدرات القوات النظامية، بالنظر إلى نتائج عمليات التدريب السابقة. وهو أمر برز جلياً في تعقيب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر على سقوط الرمادي، حين قال إن جيش العراق لا ينقصه العتاد ولا التدريب، بقدر ما تنقصه إرادة القتال.
الحراك الأميركي المتعاظم يضعه مراقبون في خانة التغطية على فشل غير معلن للتحالف الدولي الذي قادته واشنطن لمحاربة «داعش»، فخلال تسعة أشهر فشل التحالف في وقف تمدد التنظيم الذي سيطر على نصف مساحة سورية ونحو ثلث مساحة العراق، وعزز صفوف مقاتليه بنحو سبعين في المئة.
في غياب استراتيجية واضحة لمحاربة «داعش»، يرى البعض أن واشنطن تسهب في إدارة الأزمة وتفكيكها، أكثر من كونها تبحث عن حلول ناجعة.
ميدانياً، تمكنت القوات العراقية في محافظة صلاح الدين من تصفية 48 عنصراً مسلحاً من «داعش» وتدمير آليات للتنظيم، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، أمس.
وأفاد العميد سعد معن بأن الشرطة الاتحادية نفذت عملية أمنية، ضمن قاطع عمليات الفتحة شمال تكريت، أسفرت عن مقتل 38 عنصراً من «داعش» وتدمير 12 آلية، مضيفاً أن عناصر من الشرطة والحشد الشعبي نفذوا عملية في قاطع عمليات سبايكر في تكريت، أسفرت عن مقتل 10 مسلحين من عناصر «الدولة الإسلامية» وتدمير مدرعتين.
وتشهد بعض مناطق محافظة صلاح الدين عمليات عسكرية، وذلك عقب سيطرة مسلحين على محافظة نينوى بالكامل منذ الـ10 من حزيران 2014.
وفي تطورات ميدانية أمنية أخرى، شهدت محافظة نينوى تحرير مركز بيجي بعد انطلاق عملية عسكرية واسعة في المحافظة، تمكنت فيها العناصر الأمنية المسنودة بقوات الحشد الشعبي من قتل عشرات المسلحين وتفكيك عشرات العبوات الناسفة.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس، أن القوات العسكرية مدعومة بمسلحي الحشد الشعبي أحرزت تقدماً في المعارك الدائرة في مدينة بيجي، مضيفة أن قيادة عمليات صلاح الدين من الجيش والشرطة وأبناء العشائر والحشد الشعبي واصلت تقدمها في ثلاثة محاور في قطاع بيجي.
وأكدت الوزارة مقتل أعداد كبيرة من المسلحين والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والمعدات.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الأميركية، في 8 حزيران، أن القوات العراقية تحقق بالفعل تقدماً في بيجي ومصفاتها، ووصفت المعارك على الأرض بين الجانبين بأنها عنيفة.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال إن القوات العراقية، حققت انتصارات مهمة خلال الأيام القليلة الماضية في بيجي والثرثار، وتتقدم بقوة في الأنبار وباقي الجبهات.
وفي ديالى، تمكنت القوات الأمنية المشتركة من الشرطة والجيش المدعومة بقوات الحشد الشعبي من إبعاد خطر العناصر المسلحة لـ«الدولة الإسلامية» حوالى مسافة 100 كم من الحدود من جانب محافظتي كركوك وصلاح الدين.
وكانت الأجهزة الأمنية في ديالى خاضت مواجهات شرسة مع «داعش» في محيط حدود المحافظة من جهة صلاح الدين وكركوك خلال الأشهر الماضية.
وشمال بغداد، اعتقلت الشرطة العراقية مسؤول العبوات اللاصقة بـ«داعش» بقضاء المدائن خلال عملية مداهمة في منطقة الأعظمية شمال العاصمة، حيث قال مصدر أمني إن عملية الاعتقال استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة.
دبلوماسياً، وفي لقاء جمع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بوب كوركر، اعتبر الجبوري أن إصلاح الجيش العراقي يكون عن طريق إعادة بنائه من جديد على أسس وطنية متوازنة، داعياً المسؤولين الأميركيين إلى الإسراع في تسليح القوات الأمنية ودعم النازحين.
وشدد رئيس مجلس النواب على ضرورة التسريع بتسليح القوات الأمنية لتكون رافداً للقوات الحكومية.
ودعا الجبوري المجتمع الدولي إلى دعم النازحين في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق لإنقاذهم وتمكينهم من العودة إلى ديارهم.
يذكر أن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وصل في 8 حزيران 2015 مع الوفد المرافق له إلى العاصمة الأميركية واشنطن، ضمن دعوة تلقاها من البيت الأبيض.