بروجردي: ظروف المحادثات النوویة نحو خمسین ـ خمسین
قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني إن ظروف المحادثات النووية الآن نحو خمسين خمسين، مؤكداً أن المجلس يدعم الاتفاق الجيد.
وقال علاء الدين بروجردي: «هناك من يرغب بممارسة مزيد من الضغوط على جمهورية إيران الإسلامية لكن مسار المفاوضات يؤكد جدية الطرفين للتوصل إلى اتفاق جيد»، مشيراً إلى دور المجلس في الحفاظ على حقوق الشعب في مسار المحادثات، وقال: «إن بلادنا استطاعت بعد انتصار الثورة الإسلامية أن تحقق إنجازاً عظيماً في الحقل النووي وإن الإشراف على ذلك، يعد أحد مسؤوليات المجلس الأعلى للأمن القومي وإن مجلس الشورى الإسلامي له دوره في هذا المجال».
وأشار المسؤول الإيراني إلى الجهود التي بذلتها القوى العالمية للحيلولة دون حصول إيران على التقنية النووية السلمية، وقال: «على رغم معارضة بريطانيا وفرنسا وألمانيا لحصولنا على 20 جهاز طرد مركزياً، بات لدينا اليوم الآلاف من هذه الأجهزة».
وتحدث بروجردي عن العقوبات التي يفرضها الغرب على إيران، وقال إن الكيان الصهيوني من جهة والسعودية من جهة ثانية يمارسان الحجم الأكبر من الضغوط على أميركا لإفشال المحادثات، كما أن اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأميركي يحاول هو الآخر عدم توصل المبحادثات النووية إلى النتيجة المرجوة منها.
وأضاف أن هؤلاء يستخدمون اليوم جميع أدوات الضغط لذلك لكن مجلس الشورى الإسلامي بدوره يتابع المحادثات بكل جدية واهتمام، وقال: «نحن نعتقد أن العدو الذي أمامنا لا يمكن الوثوق به، ومن هذا المنطلق نحن في مجلس الشورى الإسلامي نؤكد إزالة جميع العقوبات بالتزامن مع إعلان الاتفاق وسنقوم بما علينا من التزامات».
وأكد رئيس اللجنة النووية في مجلس الشورى الإيراني النائب ابراهيم كارخانئي أن النواب لن يصادقوا على أي اتفاق نووي لا يصون عزة الشعب واحترامه وتقدمه وسيقتلعون أنياب الطامعين.
وقال كارخانئي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة العلنية لمجلس الشورى أمس: «إن السبب الرئيسي للحظر يعود لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن وصدور قرارات عنه حول هذا الموضوع»، مضيفاً: «إن إبقاء الموضوع النووي الإيراني ضمن المادة 41 في الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة يعود إلى إبقاء طريق المؤامرات ضد إيران الإسلامية مفتوحاً والذي يتطلب إعادة نظر جادة من قبل الفريق الإيراني المفاوض».
وقال النائب الإيراني: «لا شك في أن موضوع دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى المنشآت العسكرية والأمنية ونيل الوثائق ومقابلة العلماء النوويين في البلاد سيتحول إلى مخطط يستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولكن الشعب الشجاع ومن ورائه النواب لن يرضخوا لهذا الموضوع مطلقاً». وأضاف: «لو علم الشعب الإيراني أن جذور جميع المآسي تعود إلى انضمام إيران في معاهدة حظر الانتشار النووي NPT فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستنسحب من هذه المعاهدة وفق المادة العاشرة منها، فيما لا تزال تصر على عدم حيازتها أسلحة نووية».
ولفت كارخانئي إلى أن تنفيذ إيران لبنود اتفاق جنيف يؤكد التزامها جميع تعهداتها، إلا أن الغربيين لديهم ماض في الانتهاكات، لذلك فإن الدور يقع حالياً على 5+1 في تنفيذ الاتفاق النهائي وإزالة الحظر كله بدفعة واحدة.
وكان مساعدا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي قد أجريا يوم السبت الماضي محادثات ماراثونية مع هيلغا آشمید مساعدة منسقة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي، لإكـمال نص الاتفاق الشامل الذي من المقرر أن يكون جاهزاً قبل الـ30 من حزيران الجاري.
وأجريت هذه المفاوضات في فیینا خلال اجتماعين عقدا السبت صباحاً ومساء، علماً بأن أعضاء فریق الخبراء برئاسة حمید بعیدي نجاد واستيفان كـلمنت بحثوا ملاحق المفاوضات.
وفي هذا الصدد، أفاد الرئیس الإيراني حسن روحاني أنه یمكن التوصل إلی الاتفاق النووي إذا سلك الطرف الآخر المسار نفسه من دون السعي لطرح مطالب مبالغ فیها، مشيراً إلى أن المفاوضات الجادة والمؤثرة بدأت للتوّ مع دول 5+1، إلا أنه لا ينفي وجود عراقيل وصعوبات ونقاط خلاف.
كما أعلن روحاني أن بلاده لا تخشی العقوبات وستتصدی لها وتتجاوزها، قائلاً: «إن طهران قادرة عبر الأمم المتحدة نفسها أن تعمل علی إلغاء العقوبات»، مضيفاً: «أن طهران ترید استرداد حقوقها كـافة ولیس حقاً واحداً فحسب»، مشيراً إلى ضرورة توفیر حق الشعب في الوصول للأسواق العالمیة إلى جانب الحفاظ علی الحقوق النوویة، وأكد أن كل الجهود مكرسة من أجل اتفاق نووي یحفظ كـرامة الشعب الإيراني.