الطلاب السوريون في المغتربات: فخورون بسورية وقيادتها المقاوِمة وبسالة جيشها
لا يزال الطلاب السوريون الذين يكملون دراساتهم في دول الاغتراب، يواصلون تحرّكاتهم الداعمة لوطنهم سورية، والمؤازِرة للجيش السوري في قتاله الإرهاب المتأتّي من أعظم مؤامرة كونية تتعرّض لها سورية. وإذ اختلفت تلك الفعاليات الطلابية، إلّا أنّ لسان حال الطلاب السوريين يقول: فخورون بوطننا وبقيادته المقاوِمة، وببسالة جنود جيشنا الأبطال.
موسكو
في روسيا، عقد فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية، مؤتمره السنوي العام في العاصمة الروسية موسكو، تحت شعار «بالعلم والمعرفة والعمل نبني سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد»، وانتخب المشاركون 16 عضواً في الهيئة الإدارية الجديدة عبر الاقتراع السرّي، الذين بدورهم انتخبوا رمضان موسى رئيساً للفرع للفترة المقبلة.
وأكد عضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الشباب، رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتور عمار ساعاتي، أن سورية صمدت للسنة الخامسة في وجه المؤامرة الإرهابية التي حيكت ضدها بفضل بطولات الجيش السوري وتلاحمه مع شعبه وقيادته.
وقدّم ساعاتي أمام المؤتمر عرضاً شاملاً للوضع الحالي في سورية، وحذّر من الإشاعات المغرضة التي تنشرها وسائل الإعلام الناطقة بِاسم الإرهابيين وداعميهم. لافتاً إلى حرص القيادة على تأمين مستلزمات الحياة للشعب السوري على رغم صعوبات المرحلة الراهنة.
وأشار ساعاتي إلى أن إيران داعم أساس للشعب السوري أيضاً، أما تركيا فقد دفع نظامها ثمن سياسته العدوانية تجاه سورية، بحسب ما أظهرته نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتراجع شعبية «حزب العدالة والتنمية».
وقال ساعاتي إن طلبة سورية داخلها وخارجها هم أمل المستقبل. داعياً الطلبة الذين يتلقّون التعليم في روسيا، إلى أن يكونوا سفراء لوطنهم في هذا البلد الصديق الذي يدعم الشعب السوري ويدافع عنه في المحافل الدولية ويعمل على تقريب وجهات النظر بين أبنائه من خلال استضافة لقاءين تشاوريين في موسكو.
وأجاب ساعاتي على أسئلة مندوبي المؤتمر واستفساراتهم المتعلقة بالجوانب السياسية للوضع في سورية. واستمع إلى مشاكلهم ومقترحاتهم المرتبطة بقضاياهم الدراسية وأوضاعهم المعيشية. مؤكداً العمل على حلّها بالصورة المطلوبة.
بدوره، قال المفتي العام للجمهورية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة إلى المشاركين في المؤتمر: «أنتم أمل الغد وأنتم الذين ستحملون راية الوطن التي دافع عنها أبناء سورية وضحّوا بدمائهم من أجلها».
وأشار المفتي حسون إلى ما قاله الآخرون: «لو أن ما حدث في سورية حدث في أي بلد أوروبي لمدة سنة لانهار النظام فيه». مؤكداً أن الذي انتصر هو الشعب السوري الطيب الرائع البسيط والذي يمثل بمجموعه عائلة واحدة.
وأضاف حسون: «إن ما حدث في سورية ليس صراعاً بين معارضة وموالاة، لأنني تحدثت مع من هم خارج سورية، وقلت لهم تعالوا وحاوِروا وتحدّثوا. وإن كنتم صادقين سنقف معكم. لكنهم كانوا يرفضون ويقولون إذا سقط النظام عدنا. في حين شاهدنا ما حصل في العراق وليبيا من فوضى وتفتت وانهيار».
وشدّد حسون على أن سورية ستنتصر لأن من صمد خمس سنوات سيصمد حتى يذلّ هؤلاء الإرهابيين المرتزقة الذين جاؤوا من عشرات الدول ليقتلوا الشعب السوري.
واستمع المؤتمرون إلى التقريرين السياسي والنقابي عن نشاط فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في دورته السابقة وأقروهما مع المقترحات والتوصيات المقدمة من أعضاء المؤتمر. كما أجاب عضو المجلس التنفيذي رئيس مكتب الفروع الخارجية للاتحاد الوطني لطلبة سورية باسم سودان، والقنصل السوري في موسكو جمال نجيب، والملحق الثقافي في السفارة أحمد بخيتان، على أسئلة الطلبة حول الاختصاصات العلمية والرواتب والمِنح وغيرها من المواضيع.
إلى ذلك، أكّد السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد خلال لقائه أعضاء الهيئة المنتخبة لفرع الاتحاد، أهمية دورهم في أن يكونوا سفراء حقيقيين لوطنهم ينقلون وجهة نظره، ويتبنّون مواقفه المشرفة ويكونون القدوة والنموذج في سلوكهم الدراسي واليومي.
وقال حداد: «إن كلّاً منكم يدرك حجم التحدّيات والأخطار التي تواجهها سورية وحجم الضريبة التي دفعتها ولا تزال لأنها رفضت أن تكون دمية في يد الغرب الاستعماري الذي يحوك المؤامرات ويجنّد ضعاف النفوس ليتمكن من ليّ الذراع السورية، ويرغم السوريين على التخلي عن مقوّمات سيادتهم وكرامتهم واعتزازهم بوطنهم، الذي أثبت للعالم أجمع أنه أضحى بحق أكاديمية كونية لتدريس التصدّي للإرهاب الممنهج وكيفية مواجهته والقضاء عليه».
وأشار حداد إلى الموقف الروسي الواضح والثابت من الأزمة في سورية لجهة تقديم كل العون والدعم في كل المجالات. لافتاً إلى أن الكل ينادي في روسيا بضرورة زيادة الدعم لسورية لأنها الحليف العريق.
وأكد طلبة سورية في روسيا ورابطة الدول المستقلة في بيان أصدروه بعد المؤتمر، عظيم فخرهم واعتزازهم بنهج سورية وقيادتها المقاوِمة، وقالوا: «إننا نجدّد عهد الولاء للوطن والشعب والجيش السوري البطل الذي سطّر عبر التاريخ أعظم ملاحم النصر والتضحية، وقارع الإرهاب وبذل الغالي والنفيس للذود عن كرامة الوطن وسيادته واستقلاله».
وأضاف الطلبة: «كنّا وما زلنا وسنبقى الرافد الشبابي المفعم بالوطنية والعطاء الذي لن يألو جهداً في متابعة مسيرة الكفاح في كل المجالات وعلى كل الساحات داخل الوطن وخارجه، من أجل رفعة الوطن. ولن تقرّ لنا عين أو يهدأ لنا بال حتى يتحقّق النصر على آلة الإرهاب الغادرة وعلى داعميها من قوى صهيونية وإمبريالية عالمية وأزلامهم من بعض العرب».
وفي مقابلة مع مراسل «سانا» في موسكو، قال عضو المجلس التنفيذي رئيس مكتب الفروع الخارجية للاتحاد الوطني لطلبة سورية باسم سودان: «إن المؤتمرات محطات سنوية يقف خلالها الطلاب على أوضاعهم الدراسية ويطرحون من خلالها معاناتهم ومشاكلهم في الجامعات الروسية أو ما يتعلق بالأنظمة والقوانين المرتبطة بوزارة التعليم».
وأضاف سودان: «إننا ممثلون في جميع المجالس الجامعية، ولذلك نستمع لهذه الاقتراحات ونتبناها ونطرحها بالأشكال المناسبة عبر الجهات المعنية، سواء كانت سفارات الجمهورية السورية أو عبر وزارة التعليم العالي والجامعات السورية».
وقالت الطالبة نور شنان: «جئنا إلى السفارة السورية لننتخب هيئاتنا الطلابية، ولدينا اقتراحات نطرحها للمناقشة». فيما أشار الطالب حسام مللي إلى أن مشاركتهم في المؤتمر كانت لممارسة حقهم الانتخابي، وأيضاً للمساهمة في وضع برامج جديدة للمسيرة الطلابية، ولحلّ المشاكل التي تواجههم في الدراسة والإقامة.
بدوره، قال الطالب وئام شبيب: «طُرحت في المؤتمر أسئلة مهمة للطلاب الموفدين وغير الموفدين، وتمت الإجابة على كل الأسئلة». ورأت الطالبة فاطمة دقسي أن المؤتمر مفيد جداً للطلاب السوريين الدارسين في روسيا في قدرته على حل مشاكل المعيدين والموفدين والدارسين على نفقتهم الخاصة، والطلاب المتواجدين بشكل عام في روسيا. وقالت إن هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن موقتة، «وكلنا أمل بأن الوطن سيستعيد بجهود جيشه أمنه وحريته واستقراره».
من جانبه، قال الطالب سموأل البرازي: «اجتمعنا مع الزملاء لنناقش القضايا التي تواجهنا في حياتنا الدراسية، ولنبحث عن حلول لها. ونشكر الدولة السورية على المساعدة التي تقدّمها لنا، ونوجّه تحية إلى بلدنا الحبيب، ونحن على العهد لاستكمال دراستنا في روسيا والعودة إلى البلد لبناء ما دمّره الإرهاب».
طهران
جدّد طلبة سورية وأبناء الجالية في إيران خلال وقفة تضامنية في طهران، وقوفهم إلى جانب وطنهم في مواجهة الحرب الإرهابية التي يتعرض لها. معبّرين عن إدانتهم الجرائم الوحشية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق أبناء الشعب السوري. ومطالبين بفكّ الحصار الذي يفرضه الإرهابيون على بلدتَي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية أعلام الوطن وصور الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى لافتات تندد بالدعم التركي ـ السعودي للتنظيمات الإرهابية التي ترتكب الجرائم الوحشية بحق أبناء الشعب السوري بكل مكوّناته.
وجاء في بيان للجالية والطلبة خلال الوقفة التي نظمت أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة الإيرانية: «نحن أبناء سورية نعتبر الحصار الجائر المفروض على أربعين ألف نسمة من رجال ونساء وشيوخ وأطفال في بلدتَي الفوعة وكفريا من قبل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة المصنفة دولياً ضمن لائحة الإرهاب، عملاً عدوانياً إجرامياً يتعارض مع القوانين الدولية والإنسانية»، منتقداً صمت المنظمات الدولية والحكومات وبعض الدول العربية، الذي يعدّ بمثابة مشاركة في جرائم الإرهابيين ضد الشعب السوري.
وطالب البيان منظمة الأمم المتحدة الراعية لحقوق الإنسان، وصناع القرار بالابتعاد عن سياسة المعايير المزدوجة، وتحمّل المسؤوليات بالعمل فوراً لفكّ الحصار عن بلدتَي الفوعة وكفريا وجميع البلدات المحاصرة، بما فيها نبّل والزهراء، والعمل أيضاً على توفير ممّرات إنسانية لإنقاذ الاهالي عبر إرسال المساعدات الغذائية والأدوية والوسائل الضرورية، وممارسة الضغط على الدول المجاورة الشريكة في سفك الدم السوري، للتوقف عن تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية السورية ووقف دعمها وتمويلها الإرهابيين.
وعبر المشاركون عن اعتزازهم بالانجازات والانتصارات التي يحققها الجيش السوري وصموده مع الشعب السوري في مواجهة الإرهابيين، مجددين وقوفهم خلف قيادتهم ومعربين عن الشكر للدول التي وقفت إلى جانب سورية.
واشنطن
دان «المنتدى السوري ـ الأميركي» بشدّة المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق المدنيين الأبرياء في قرية قلب لوزة في ريف إدلب، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية حدوث هذه العمليات الإرهابية المناقضة لمواثيق الأمم المتحدة ومعاهداتها.
وقال المنتدى في بيان إنّ التنظيمات الإرهابية المسلحة تعمل بدعم من أجهزة الاستخبارات الأميركية وحلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا والسعودية وقطر. داعياً إلى وقف هذا الدعم للحدّ من تفاقم الإرهاب والتطرّف، وإنقاذ الشعوب التي تعاني من ويلات القتل والتشريد.
وأشار البيان إلى ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» من أن ما يسمى «جيش الفتح»، غالبية عناصره من «جبهة النصرة» الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب العالمية، ويضم أيضاً مجموعات إرهابية أخرى تحصل على دعم أميركي عبر برنامج سري لوكالة الاستخبارات المركزية.
بدوره، أكد المتحدث بِاسم المنتدى الدكتور غياث موسى أن هذه الجرائم الإرهابية والمجازر لن تتوقف ما لم تغيّر الولايات المتحدة سياستها إزاء سورية عبر فرض وقف كامل لكل أشكال الدعم الذي تقدّمه مع حلفائها للإرهابيين الذين يهددون سورية وشعبها. داعياً إلى وضع المجازر التي ترتكبها التنظيمات المسلحة الإرهابية أمام محكمة الجنايات الدولية، بدلاً من بقاء المجتمع الدولي في حالة صمت أمام هذه الجرائم البشعة.
براغ
دان أبناء الجالية السورية في تشيكيا بشدّة المجزرة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق أهالي قرية قلب لوزة في ريف إدلب مؤكدين أنها تمثل دليلاً جديداً على مدى ظلامية هذه التنظيمات وحقدها وبربريتها.
وأكد أبناء الجالية في بيان أن من يدعم هذه التنظيمات تمويلاً وتسليحاً، ويؤمّن لها الغطاء السياسي والإعلامي، يتحمل المسؤولية المباشرة عن الجرائم التي ترتكبها. كما أن التزام الصمت المطبق من قبل سياسيي الغرب ومسؤولي منظمات حقوق الإنسان، يكشف مدى السقوط المهني والأخلاقي والإنساني الذي وصلوا إليه.
وجدّد أبناء الجالية وقوفهم إلى جانب وطنهم الأم سورية وشعبهم في المعركة ضدّ الإرهاب وقوى الظلام والتكفير، مؤكدين ثقتهم بأن سورية ستخرج من هذه الأزمة وهي أكثر قوة وصلابة وعزماً على المضي قدماً في بناء المجتمع الذي لا وجود فيه لقوى الظلام والشرّ.