طلال حيدر مكرّماً في بدنايل البقاعية

برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي وحضوره، كرّم «نادي المشعل» ـ بدنايل ـ البقاع، شاعر الأغنية اللبنانية طلال حيدر. وشارك في الاحتفال جمعٌ من الفنانين والمثقفين، تقدّمهم عبد الحليم كركلا، رفيق علي أحمد، عدي رعد، مارسيل خليفة، والشاعر زاهي وهبي الذي أشاد بالشهداء الذين يكتبون الشعر بدمائهم الزكية على مذبح الوطن، ويسطرون ملاحم في تاريخنا الحديث.

وألقى عريجي كلمة نوّه فيها بالشاعر حيدر وقال: «مسكونةٌ بالشعر هذه العشية وبألق الكلمة وزوغة الحلم. سهلنا الجميل، بدنايل، بعلبك وأعمدة الزمان. هنا نستشعر جمالات ومحطات وتذكاراً، ونستعيد صوراً وشمخة عزّ.

بين بعيد الماضي وحاضر اللحظة، محطات إباء عاشها أهلنا. هنا، ولا زالوا، على التلال، فوق الجرود، حرّاساً على كرامة الحياة وحرّية حق البقاء.

لكأن ضبابةً تلفّنا هذه العشية، بين ملموس الواقع وسحر الشعر. كأننا على ألوان قوس قزح، يفرخ من رائحة التراب وينتشلنا إلى بنفسج نجمةٍ قصية. ذاك لونٌ من سطوة الشعر علينا.

أن نحتفي بالشعر على أرض مراتعه الأولى، تلك مهمة طلال حيدر، نستسلم لها طوعاً وبالتواطؤ اللذيذ لجمالاتها. خذنا معك إلى حقولك الشعرية وتلك الشموس، إلى مخدات ورق الصفصاف التي تعمشق بها عبق بقايا صيفٍ، وعشعش عميقاً في الذاكرة.

ذاكرون معك، يا طلال، زهور البيلسان وقندول الوعر، وأعمدة القلعة وحكايا الزمان وقصص الجرد، والصبي المهوشل في الجرود، ويوم رآك الأزرق العريض على شواطئ طرابلس، وقصص عرائس البحر، وأحلاماً شعريةً بحورياتٍ يتراقصن على مويجات الذاكرة. لا زالت حروفهن بعضاً من قصائد الأمس واليوم.

أن تعترف باقتران معصية الكتابة بالمحكية عندنا، جميلٌ إثمك، ودين جمالاتٍ علينا.

الشاعر طلال حيدر، سجلت لك القصيدة مأثرة العبور الى حداثة النص الشعري، بلغة الحياة. الشعر لا شكل نهائياً له، هو المتحرك وبعض القاعدة، وهو رهانك وذاكرة المستقبل، كما تقول، وتحدّي الذات للذات في أدب الحياة، قبلناه معاً، في نشوة الحروف وإيقاعات القوافي.

هذه العشية، ليلةٌ لسمر، بين حنين الذاكرة ووعود قصائد الزمن الآتي، وبالبال «ركوة عرب وقومي طلعي عالبال وسجر البن وبعلبك الرجال».

أهلنا في بدنايل، هنيئاً لكم طلالكم. بينكم، من سطوة النسيان، فرّ شاعرٌ إلى ديمومة الذاكرة. هذه ليلةٌ لك، وكثيراتٌ أخَر. كأنّك لن تكبر يا طلال. معك سنبقى نرندح:

«يا عمر ما بيلحق يجي تا يروح».

وكانت كلمة الختام للمكرّم وممّا قاله: «أنا ابن بعلبك، أتيت منذ ستين سنة إلى بلدة بدنايل، وأعتبر أهلها أهلي، وهم اليوم يحتضنوني في قلوبهم. ولقد سرقت منهم الكلمات وحولتها إلى شعر وصلت معه إلى القمة مع غناء الست فيروز والأخوين عاصي ومنصور الرحباني».

وبعد انتهاء الحفل، قدّم عريجي لوحة فنية تجسّد صورة الشاعر المكرّم طلال حيدر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى