منتخب لبنان يواصل تدريباته في فيينتيان لمواجهة نظيره اللاوسي
أجرى منتخب لبنان لكرة القدم، تدريبه على ملعب مجمع الاتحاد اللاوسي للعبة في فيينتيان التي كان وصلها ظهر الجمعة. ويستعد المنتخب للقاء نظيره اللاوسي مساء الثلاثاء في إطار الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم 2018 وآسيا 2019.
وبعدما خضع اللاعبون لتدريب خفيف بعد ظهر أول من أمس عقب الرحلة الطويلة حتى بلوغهم لاوس، ركز الجهاز الفني بقيادة المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش على جوانب اللياقة والمهارة والتكتيك في الحصة التدريبية أمي التي استغرقت 80 دقيقة.
وأوضح رادولوفيتش أنه بعد الخسارة المباغتة أمام الكويت الخميس الماضي في صيدا، كان لا بدّ من التركيز على جانبي استعادة الحيوية والتعافي من إرهاق اللقاء وما يليه من تعب السفر، إلى الإعداد النفسي والذهني للتخلّص من آثار الخسارة.
وقد عقد رادولوفيتش وجهازه جلسات فردية وجماعية مع اللاعبين، وحللوا مجريات اللقاء الماضي. وطالبهم بالتركيز على المباراة المرتقبة أمام لاوس نظراً لأهميتها لاستعادة الثقة. وقال: «عموماً نتطلع دائماً إلى الأمام. لقاء الكويت أصبح من الماضي، وتبقى لنا 7 مباريات يمكننا البلاء الحسن فيها».
وأضاف: «المباراة أمام لاوس تختلف تماماً، وعلينا أن نكون أكثر حيوية هجومياً سعياً إلى الفوز وتجاوز ما سبق، ما يعطي الجميع زخماً معنوياً كبيراً».
واعتبر أن «المنتخب يتطوّر مباراة بعد أخرى منذ أن تولى مقدراته في مطلع أيار الماضي»، موضحاً أن الصورة تتضح أمامه تدريجياً «وبعد اللقاء أمام لاوس، أي بعد خوض مباراتين رسميتين وأخريين وديتين، سيوضع برنامج في ضوء هذه الحصيلة، وفي إطار التحضيرات لما سيلي في هذه التصفيات».
وسيعقد اليوم الاجتماع الإداري – الفني الخاص بالمباراة، ومؤتمر صحافي سيتحدث خلاله رادولوفيتش وقائد المنتخب رضا عنتر الذي أكد «أن الجميع عازم على التعويض، ومستعد بدنياً ومعنوياً».
ما هي أسباب خسارة لبنان أمام الكويت؟
أجمع المتابعون لمباراة منتخب لبنان الدراماتيكية أمام الكويت صفر ـ 1 ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس عام 2018 وكأس آسيا 2019، على أمرين:
الأول هو مسؤولية الحارس عباس حسن المباشرة عن الخسارة من خلال خطئه الفادح في الوقت القاتل من اللقاء والذي أضاع به مجهودات زملائه طوال المباراة.
أما العامل الثاني فيتعلق بالمدرب ميودراغ رادولوفيتش بعدما تراكمت جملة معطيات حوّلته «كبش محرقة»، وشكلت في الوقت عينه أسباباً تخفيفيةً لأي حكم عليه. وهو أمر غير منطقي أو عادل تحميل المدرب الجديد مسؤولية النتيجة، في ظل الفترة القصيرة التي فصلت ما بين توليه مهماته وانطلاق التصفيات.
ومن خلال المتابعة الدقيقة لمجريات اللقاء، يمكن استنتاج بعض النقاط السلبية التي شابت أداء المنتخب، وباتت معالجتها أمراً ملحّاً في تصفيات معقدة ومجموعة أجمع المراقبون على أنها الأصعب.
وبالعودة إلى العوامل المؤثرة والتي تسببت بالخسارة، فهي أولاً، الإصرار على إِشراك الحارس عباس حسن على رغم أخطائه المتكررة وأدائه المهزوز في الكثير من المباريات السابقة مع منتخب لبنان.
ثانياً، فترة الإعداد القصيرة، والتي لم تتح للمدرب الجديد رادولوفيتش تكوين فكرة وافية عن مستويات اللاعبين.
ثالثاً، وجود رضا عنتر وعباس عطوي معاً في التشكيلة الأساسية لم يكن خياراً صائباً للمدرب، نظراً لتقدم اللاعبين بالسن، وقلة مردودهما حيث كان من الأفضل الزجّ بلاعب شاب إلى جانب عنتر قادر على التحرك بحيوية أكبر، ومساندة الأخير خصوصاً في المهمات الدفاعية.
رابعاً، غاب اللاعبون المحترفون عن المباراتين الوديتين أمام سورية 2 2 والأردن صفر صفر ، الأمر الذي لم يساعد على الوصول إلى الانسجام المطلوب بين اللاعبين المحليين والمحترفين، في تشكيلة هي مزيج من لاعبي الدوري المحلي والمحترفين.
خامساً، إسناد مهمة قيادة الدفاع إلى يوسف محمد، الذي لم يخض أي مباراة رسمية منذ موسمين تقريباً، وهو أمر غير منطقي في منتخب يخوض استحقاقاً مهماً بحجم تصفيات كأس العالم.
وليس بعيداً من هذه الأسباب، فإن علامات استفهام أخرى تطرح حول الأشخاص الذين زوّدوا المدرب رادولوفيتش بأسماء اللاعبين وبالمعطيات والمعلومات الفنية، وحول أهليتهم الفنية للقيام بهذه المهمة، ولا سيما أن الفترة التي فصلت ما بين تولي رادولوفيتش مهمته وانطلاق التصفيات كانت ضيقة، ما تسبب في تحول هذه المعطيات إلى مرجع بالنسبة للمدرب، الذي لم يكن بإمكانه اجتراح المعجزات قبل مواجهة الكويت.