ضربة حلب الحاسمة جعجع الزوج المخدوع ـ هلموا للمشاركة بالكتابة دعوة للتشارك بمقال اقتصادي

ناصر قنديل

دخول وحدات من الجيش السوري إلى سجن حلب المركزي تعني بداية واسعة النطاق لحسم معركة حلب، فمنطقة السجن المركزي بقيت بصمودها وما حولها نقطة الفصل الرئيسية التي يملكها الجيش بين أحياء مدينة حلب والريف الشمالي شرقاً وغرباً، عندما تسنّى للمسلحين الوافدين من تركيا وبلدات وقرى الريف مهاجمة المدينة والتمركز في العديد من أحيائها، وإمساك خطوط الإمداد الموصِلة إليها، ومع نجاح الجيش السوري بفتح الخط الاستراتيجي الواصل بين حماة والسلمية ومطار حلب مروراً بخناصر والسفيرة، بدأت خطوط الريف في الشمال الشرقي تضيق على المسلحين وبدأ الجيش يتقرّب من السجن المركزي من جهة الغرب الشمالي، حتى تمّ الطوق وبقيت الوصلات التي تفصل وحدات الجيش شرقاً وغرباً عن السجن ومنطقته، ولا ينقص لاكتمال الطوق الكامل إلا خطوات محدودة، وبسيطرة الجيش عليها تكون حلب المدينة وريفها قد صارا تقريباً منطقتين عسكريتين منفصلتين، وهذا هو الوضع الذي مهّد في حمص القديمة لبلوغ التسوية التي أنهت وضعها، ومعلوم أنّ الجماعات المسلحة في أحياء حلب بأغلبها تعيش وضعاً يشابه الوضع الذي كانت تعيشه أحياء حمص، وتنتظر إكمال الفصل بين المدينة والريف لتسريع التفاوض لتسليم أحيائها وتأمين خط انسحابها شمالاً، أو تسوية أوضاعها والبقاء في أحيائها.

المعلومات التي قالها المرشح سمير جعجع عن التداول مع الرئيس سعد الحريري باسم العماد ميشال عون كمرشح وفاقي، ومن ثم التداول مع البطريرك بشارة الراعي بفرضية التمديد للرئيس ميشال سليمان منعاً للوقوع بالفراغ، تدلل على أنّ ترشيح جعجع بنظر الذين بدا أنهم شجعوه في البداية بمن فيهم الرئيس سليمان، كان تغطية لرهانهم على حلّ عقدة الترشيح لدى جعجع ومنحه الفرصة الإعلامية والسياسية لتحقيق بعض المكاسب، مقابل الرهان على إزاحته في التوقيت المناسب لحساب أحد خياري التوافق مع العماد ميشال عون أو التمديد للرئيس ميشال سليمان، فهل فهم جعجع موقعه عند حلفائه وبنظرهم وهو يعامل كالزوج المخدوع، أيّ آخر من يعلم؟

تباشر «البناء» قريباً تجربتها الجديدة «نافذة بمفاتيح متعدّدة» التي ستنشر على الصفحة الأخيرة، كمشروع لأسلوب جديد في الكتابة يتشارك من خلالها في كتابة المقالة كاتبان أو أكثر ويوقعونها مشتركين، وهدف هذا الأسلوب المبتكر، من جهة تقديم وجبة سريعة تجمع عدة آراء من مسألة واحدة تكثف آراء المشاركين في مقال واحد من زوايا مختلفة ومواقع رأي مختلفة، ومن جهة ثانية تشجيع تلاقح الأفكار وتبادل الرأي بين الكتاب لإنضاج ما يمكن أن يشكل الرأي الثالث الذي ينتجه الحوار، والتجربة محاولة لتمرين وتدريب على التفكير الجماعي والعقل الجماعي وروح العمل بعقل الفريق، والاعتراف الضمني بأنّ أيّ عقل فردي مهما بلغت عبقريته وإبداعاته فهو لا يحيط بالحقيقة من كلّ وجوهها، هذا فضلاً عن الإضافة الجمالية التي تختزنها التجربة من تشارك الكتاب بتنوّعهم سياسيين وإعلاميين، وتنوّع بلادهم ومواضيع نقاشاتهم وأساليبهم في الكتابة، ويبقى أنها فرصة لتمنح بعض الأسماء التي حفرت لها مكانة في الرأي العام بعضاً من مكانتها لتقديم كتاب ناشئين يستحقون أن يتقدموا في سلم المهنة.

أدعو من هذا المنبر الوزير فادي عبّود ومن يرغب من الاختصاصيين الاقتصاديين لنتشارك معاً في مقالة من مقالات «نافذة بمفاتيح متعددة»، حول الشأن الاقتصادي وعلى عدة محاولات وليس لمرة واحدة فقط، نتناول فيها كلّ مرة مفصلاً وقضية من مفاصل وقضايا إشكالات الوضع الاقتصادي اللبناني.

nasserkandil gmail.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى