النووي الإيراني واختلاط الأوراق مجدداً

مرفان شيخموس

يبدو أن استراحة المحارب في المفاوضات النووية الإيرانية قد انتهت لتبدأ اللعبة النووية من جديد ولتعود سياسة الاحتمالات والتكهنات مرة أخرى بمصير الملف النووي الايراني بعد اختلاط الأوراق السياسة الدولية مجدداً.

تغيرات عدة شهدتها الساحتين الإقليمية والدولية مروراً بالحملة العسكرية السعودية وقيادتها للتحالف ضد جماعة أنصار الله الحوثيين باليمن وهي المدعومة في شكل مباشر من إيران وصلا إلى التغييرات الجديدة في تشكيلة البرلمان التركي وتنحي العدالة والتنمية من سدة الحكم فيها لتنتهي مرة أخرى الكرة بالملعب «الإسرائيلي» المعارض لفكرة النووي الايراني وخشيته من هكذا اتفاق.

بالعودة مجدداً إلى أهم التصريحات بخصوص الملف النووي الإيراني نستذكر بذلك تصريح الـ31 من آذار وخطاب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي الذي حدد الخطوط الحمر الإيرانية وأن بلاده لن ترضخ للإملاءات الخارجية لرفع الحظر عنها، من جهة، والمواقف الأميركية من جهة اخرى، التي تسعى إلى ضغط الفرصة الأخيرة على طهران كما أكد دعمه للمفاوضات.

وكذلك البيان الصادر عن وزراء خارجية السداسية الدولية في لندن والذي اكدوا فيه ان المفاوضات شهدت تطوراً ملحوظاً في شأن القضايا الرئيسية وأنه تم الوصول إلى مرحلة مهمة من المفاوضات.

وحذر الرئيس الاميركي باراك أوباما في خطابه أمام الكونغرس، من ان فرض حظر جديد على ايران سيعني فشل الدبلوماسية وكان قد هدد مسبقاً باستخدام «الفيتو»، في حال رفع اليه اعضاء مجلسي النواب والشيوخ، قانوناً حول حظر جديد على ايران في الوقت الذي تحاول فيه طهران والسداسية التوصل الى اتفاق حول الملف النووي.

وكانت ايران والسداسية الدولية، أجرت الجولة الثانية عشرة من المفاوضات النووية في جنيف، وسبقتها مفاوضات خاصة مع اميركا للوصول الى حل نهائي للملف النووي بعد تمديد المفاوضات سبعة أشهر وتتركز نقاط الخلاف بين الطرفين حول حجم التخصيب وآلية إلغاء الحظر.

وفي الوقت الذي تحدث فيه اوباما عن منع ايران من امتلاك السلاح النووي، تؤكد ايران سلمية برنامجها النووي وعدم سعيها لامتلاك هذا السلاح، كما انه لا توجد لغاية الآن اي وثيقة تثبت عكس ذلك.

وحذر أوباما بدوره من انه لن تكون هناك اية ضمانة الا في حال تكللت المفاوضات بالنجاح، وأنه يحتفظ بكل الخيارات على الطاولة من اجل منع وجود ايران نووية.

وكلامه عن طرح جميع الخيارات على الطاولة وتلويحه باستخدام القوة، في حال عدم الاتفاق فقد حذرت ايران مسبقاً من ان اي عدوان عليها سيقابل برد مدمر، يجعل المعتدي نادماً على فعلته.

اخيراً الهوة لا تبدو كبيرة بين الإيرانيين والأميركيين، وكان في إمكان أيام لوزان التفاوضية الستة حسرها، ولكن ما حال دون ذلك، هو الخلاف حول آليات رفع العقوبات ولكن مع التغييرات الجديدة التي شهدتها الساحة الدولية فهل ستتبدل المواقف وتتغير وجهات النظر بخصوص النووي الايراني؟

تبقى الصفحة مفتوحة على كافة الاحتمالات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى