بين جنيف السوري وجنيف اليمني سقوف عالية بدون أعمدة أو أساسات
بشرى الفروي
ما زال أمراء الحرب السعوديون، يعيشون في أحلام اليقظة، التي تصور لهم أعمالهم الإجرامية بحق الشعب اليمني، على أنها أعمال خيرية لخدمة السلام ولمصلحة البشرية جمعاء، بهداية ربانية، خصّهم الله بها، من دون غيرهم من سائر الخلق، ولا يشاركهم أحد بهذه الحالة الفصامية التلمودية، سوى أبناء عمومتهم الصهاينة، ومفرزاتهم من الفاشية المتأسلمة الإرهابية.
آل سعود، لم يتقبلوا الواقع الذي فرضه الثوار اليمنيون بصمودهم الأسطوري، فأذلوا أعداءهم وحطموا جبروتهم.
انفصال آل سعود عن الواقع، بدا واضحاً في فرض أجندات على الحوار التي تسعى الأمم المتحدة لإطلاقه في جنيف، فكانت سبباً في تأجيله وإضعافه. فيما تزال طائراتهم تقتل الأطفال وتهدم الحضارة.
أنصار الله يعتبرون أن هذه الأجندات تتعارض مع دعوة الأمم المتحدة لإقامة الحوار من دون شروط مسبقة. مستندين في كلامهم الى تصريحات للرئيس الفار منصور هادي، الذي يصرّ على عدم تسمية المحادثات بالمفاوضات، بل بـ «المشاورات» التي تهدف إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 الذي يطالب الجيش و«أنصار الله» بالانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.
ويؤكد نائب الرئيس اليمني «خالد بحاح» هذا التوجه بقوله: «إن المشاركة في مؤتمر جنيف ليست للتفاوض وإنما للتشاور بهدف تنفيذ نتائج مؤتمر الرياض عبر استعادة الدولة والسلطة».
فيما أعلنت الأمم المتحدة، تأجيل محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن التي كانت مقررة الأحد إلى اليوم الاثنين. وعزا بيان للأمم المتحدة تأجيل المحادثات إلى تأخر وصول أحد الوفود إلى جنيف.
لكن حزب المؤتمر الشعبي العام يؤكد عدم تلقيه دعوة رسمية لحضور اللقاء، واصفاً ذلك بأنه تلاعب من مجلس الأمن لحرف مسار الحوار تحت ضغوطات سعودية.
السعودية تلعب الدور التخريبي نفسه في أي حوار يمكن أن يجمع بين الأطراف المتنازعة، وهذا ما بدا واضحاً في الطلبات التعجيزية والمستحيلة التحقيق في البيان الختامي لمؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في القاهرة، بينما كان البيان الختامي لمشاورات المعارضة السورية في كازاخستان، أكثر واقعية ونطقية حسب وصفها ، حيث قدمت ما سمته خريطة الطريق، أكدت فيها ضرورة التسوية السلمية والحفاظ على مركزية الدولة السورية وإنسحاب جميع المسلحين الأجانب من البلاد، وضرورة تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب.
اعتماداً على الأسس التي تم التوافق عليها في لقاء موسكو 2 ، وتكريس عمل الجيش السوري على أساس الولاء الوطني والكفاءة العسكرية والقدرة القتالية، كمقدمة لا بد منها لاستعادة الأرض ووحدة الشعب والبدء بمسار المصالحة الوطنية الكبرى.
ما بين سورية واليمن، يبدو أن المساعي لعقد مؤتمر جنيف، لا تزال ترتطم بحواجز ومعوقات كبيرة، تجعل الآمال لنجاحه ضعيفاً، في ظل أطراف ترفع سقف مطالبها عالياّ. وليس لها تمثيل على الأرض سوى جماعات إرهابية.
ويبدو أن انعقاد أي جولات جدية لمحادثات في جنيف بعيدة من الأفق القريب، بانتظار تمرير موعد الثلاثين من حزيران، الموعد النهائي للتوقيع على التفاهم النووي الايراني.