لحّام: الهجرة تهدّد الوجود المسيحي حتى في لبنان

أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام أن «علينا أن نعمل مع الإسلام والمسلمين وليس أن نخاف من الإسلام والمسلمين»، محذراً من مخاطر الهجرة التي تهدد الوجود المسيحي في الشرق وحتى في لبنان.

وقال لحام خلال افتتاحه سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في المقر الصيفي في عين تراز – قضاء عاليه، «لقاؤنا معاً في وحدة الروح القدس هو رمز إلى وحدتنا معاً رعاة كنيسة واحدة. إننا متضامنون مع رعايانا، مع شعبنا ومع أوطاننا المتألمة. دورنا وخدمتنا أن نسهر على وديعة الإيمان وعلى حياة الإنسان، نسهر على دينه ودنياه. ونواكب تطلعات شعوبنا إلى الأمن والأمان والكرامة والمواطنة والعيش الكريم والحرية والتآخي والتضامن والمحبة والسلام. وهذا هو الهاجس الأكبر لنا في أبرشياتنا، حيث نحمل إلى السينودس هذه الهواجس حول حضورنا ودورنا في أوطاننا مهد المسيحية».

وتلا لحام رسالة البابا فرنسيس إلى مسيحيي المشرق العربي المسيحي بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2014، وهي «تشرح هاجس قداسته الذي يتلاقى مع هواجسنا». وعرض البابا «للآلام والمحن» التي «لم تغب قط عن ماضي الشرق الأوسط البعيد والقريب»، مشيراً إلى «أنها تفاقمت خلال الأشهر الأخيرة بسبب النزاعات التي تعذب المنطقة، ولا سيما بسبب أعمال المنظمات الإرهابية الناشئة حديثاً والتي تبعث على القلق»، ودعا المسيحيين إلى «أن يكونوا صانعي السلام والمصالحة والنمو، لتعززوا الحوار وتبنوا الجسور تماشياً مع روح التطويبات، وتعلنوا إنجيل السلام وتكونوا منفتحين على التعاون مع كل السلطات الوطنية والدولية».

ولفت لحام إلى أن «هذا الكلام هو برنامج عمل لنا، لكي نبني أوطاننا، متحدين كطوائف مسيحية، ومتحدين كمواطنين من مختلف الطوائف مسيحيين ومسلمين»، مشدداً على أنه «يجب أن نبقى معاً مسيحيين ومسلمين، لكي نبني معاً مستقبلاً أفضل لأجيالنا الطالعة».

وإذ أشار إلى «أن الهجرة تهدد الوجود المسيحي حتى في لبنان. لا بل تهدد فرادته في العالم العربي»، أكد أن «علينا أن نعمل مع الإسلام والمسلمين وليس أن نخاف من الإسلام والمسلمين».

وتطرق إلى الأوضاع في البلاد العربية ولا سيما في سورية متسائلاً «ألم يقتنع العالم من عدم جدوى القتل والدمار والإجرام الذي يستهدف سورية، لينال من صمودها وثوابتها وإرادتها ورغبتها بالسلام؟ لماذا لا ينضم جميع الفرقاء إلى مساعي محادثات السلام التي عقدت مؤخراً في روسيا؟».

وكرر النداء الذي ورد في رسالة البطاركة الثلاثة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك الروم الأرثوذكس، البطريرك مار أفرام الثاني كريم بطريرك السريان الأرثوذكس ، والذي دعا «الجميع ولا سيما المسلحين ومموليهم وداعميهم، وكل إنسان يؤمن بقيمة الإنسان مهما كان دينه وإيمانه، أن انضموا إلى مسيرة القيامة والحياة».

وعرض للمواضيع الكنسية التي سيدرسها هذا السينودس موضحاً أننا «سنستعرض أوضاع رعايانا في أبرشياتنا والتي تتأثر كلها بسبب الأوضاع الأمنية المتردية الدموية، بداية من لبنان الذي يتأثر كل يوم بسبب تسونامي النازحين إليه، من العراق، ولا سيما من سورية.

هذه الأوضاع تزداد خطورة داخل سورية، وقد دخلت الحرب عليها عامها الخامس. وتأثرت أبرشياتنا كلها في سورية بهذه الحرب، ولا سيما أبرشية حمص. وقد بدأت الحياة تدب فيها. وأيضاً وخصوصاً مدينة حلب العاصمة المسيحية الثانية في سورية، وقد تهدمت أو تضررت تقريباً كل كنائسها، ولا سيما في البلدة القديمة، وبنوع خاص مطرانيتنا والكاتدرائية التاريخية. أما دمشق فقد استقبلت العدد الأكبر من النازحين داخل سورية. وهي تبذل الجهود الجبارة المكلفة لأجل تقديم أقصى ما يمكن من المساعدة للنازحين إليها، ولا سيما من خلال اللجنة البطريركية في دمشق».

وتوجه بالشكر «إلى كل الجهات التي تدعم جهودنا للمساعدة، سواء الجهات الدولية، أو الفاتيكان، أو المجمع للكنائس الشرقية، أو المؤسسات الكاثوليكية والمسيحية عموماً التي تقدم لنا المساعدة.

كما وجه «شكراً كبيراً للبنان على استقباله للنازحين السوريين الأحباء».

وشكر «الاهتمام المباشر من الفاتيكان بالوضع المسيحي في الدول العربية، وحرصه على انتخاب رئيس للجمهورية في لبنا.»، مباركاً «اللقاءات بين القيادات ونشجع استمرارية الحوار على كل الأصعدة. ونشدد على انتظام الحياة الدستورية وعمل المؤسسات، وندعم بكل حزم الجيش والقوى الأمنية في عملها، ونشكر سهرهم على أمن لبنان. ونشكر قوى الجيش والأمن الداخلي على التعاون الذي حصل لأجل إرجاع بعض مقتنيات الكنائس في سورية معلولا ويبرود وسواهما».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى