«خطوة فنّ»… المنزل يتحوّل إلى محترف للطفولة
مي عثمان
مع عودة فصل الصيف، يعود مشروع «خطوة فنّ» بعامه الثاني لتنمية مواهب الأطفال في مجال الرسم والأشغال اليدوية والاستفادة من العطلة الصيفية بما هو نافع.
تقول الرسّامة رباب عبود صاحبة فكرة المشروع: «إن الهدف من مشروع خطوة فنّ، كسر حاجز تعلّم الرسم أمام فئة كبيرة من الأطفال من عمر ست سنوات حتى 12 سنة، وتقريب هذا الفنّ الراقي إلى قلوبهم، وإطلاق العنان لمواهبهم ومخيلتهم مع تعلّم مبادئ الرسم الأساسية، إضافة إلى الأشغال اليدوية والصلصال».
وتتابع عبود التي حوّلت منزلها إلى ورشة عمل مع الأطفال يضفون عليه الفرح والأمل، إن الدورة الصيفية تبدأ مع بداية حزيران، إذ تقسّم الأطفال إلى مجموعات بحسب العمر مع إيلاء الأطفال الذين لا يملكون أي معرفة بالرسم عناية خاصة ليتمكنوا من مجاراة رفاقهم.
وتشير عبود إلى أن بعض الأهالي يرغبون في تعليم أطفالهم الرسم على رغم عدم امتلاكهم الموهبة، لأنّهم يعتبرون الرسم أحد الفنون الراقية التي تمكّن الأطفال من التعبير عن أحاسيسهم وتقول: «إحدى الأمهات سجّلت ابنتها لديّ فقط كي تحبّ مادة الرسم، لأنه للأسف في بعض المدارس تعتبر مادة الرسم مادة ثانوية فلا يعيرها الطفل اهتمامه».
وتضيف عبود أنها تعلّم الأطفال من خلال رسم الخطوط واستعمال الألوان الخشبية والمائية. لافتةً إلى أنّها تستعمل أقمشة اللباد والكرتون وغير ذلك.
أما في ما يتعلق بالأشغال اليدوية، فهي تعلّم الأطفال الرسم والقصّ واللصق، إذ يرى الطفل نتاج عمله كمجسّم ثلاثيّ الأبعاد، يخلق في داخله فرحاً كبيراً مع رؤية ما صنعته أنامله الصغيرة من قطع يستفيد منها في حياته العملية.
وتتابع عبود: «اتخذت الرسم كموهبة وعملت عليها على رغم أن دراستي بعيدة كلّ البعد عن الرسم، وأقمت عدة دورات في معهد أدهم اسماعيل لتعلّم الرسم منذ نحو عشر سنوات، ثمّ قدّمت مشروع لوحات لنقابة الفنانيين التشكيليين، ثمّ أصبحت عضواً فيها، وبناءً على ذلك بدأت مشواري مع الرسم».
وأشارت عبود إلى أنّ فنّ الرسم يهذّب النفس ويصقلها ويبعث الهدوء فيها ويجعل الفنان أو هاوي الرسم ينظر إلى الأشياء والأمور المحيطة به بنظرة فنية وإحساس مرهف.
واشتركت عبود التي تعشق العمل مع الأطفال في معارض كثيرة في عدّة مراكز ثقافية، أو ضمن صالات خاصة، إما بشكل فردي أو بالاشتراك مع غيرها من الفنانين، وآخر هذه المعارض كان معرض «تحية للرحابنة» من خلال لوحة تجسّد شباكاً خشبياً قديماً إلى جانبه حوض ورد، وقد حظيت اللوحة بإعجاب عددٍ من النقّاد، لكنها اليوم، وكونها زوجة وأم لأطفال، فهي تقوم بتعليم الصغار فنّ الرسم في منزلها الكائن في حيّ القصاع ـ دمشق.