قلب «إسرائيل» على السويداء وعينها على حزب الله
بشرى الفروي
شكل الانتصار الأسطوري لحزب الله على أشرس مقاتلي القاعدة في القلمون، صدمة كبيرة للكيان «الإسرائيلي»، ورأت فيه خطراً أوحدَ يهدد وجودها، وبخاصة عندما اجتمعت جسارة مقاتلي حزب الله مع دعم الجيش السوري، في معارك أذهلت العدو بسرعتها وتكتيكاتها المتبعة، ورأى فيها سيناريواً مشابهاً لما سيلاقيه في معارك الجليل، داخل العمق «الإسرائيلي» والتي يراها في كوابيسه يومياً.
فلم يتمكن أي جيش في العالم لحد الآن من تحقيق انتصار على نخبة مقاتلي «القاعدة» وبخاصة عند زرعهم في بيئة مشابهة لمكان نشأتهم الأولى في جبال أفغانستان الوعرة.
فما هي علاقة انهزام المشروع «الإسرائيلي» في القلمون مع الأحداث المتسارعة التي تحصل للطائفة الدرزية في الشمال والجنوب السوري؟
لا يمكن اعتبار المجزرة التي حصلت للدروز في ادلب، حدثاً شاذاً، بل هي خطة «إسرائيلية»، سريعة، للرد على التقدم المخيف لحزب الله في القلمون.
«دروز سورية مهددون»… هكذا عبّر الرئيس «الإسرائيلي» ريئوفين ريفلين عن قلقه، للولايات المتحدة، على مصير هذه الأقلية المتمركزة في منطقة جبل العرب جنوب سورية، ففي لقاء جمعه برئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في القدس، صرح الرئيس «الإسرائيلي» بأن «ما يجري في الوقت الحالي ترهيب وتهديد لوجود نصف مليون درزي في جبل الدروز القريب جداً من الحدود «الإسرائيلية».
موقف النائب وليد جنبلاط الذي دعا فيه إلى إخراج دروز منطقة إدلب ونقلهم الى منطقة الشوف اللبنانية، على رغم أنه أفتى بتحليل دم أي درزي يعمل مع الدولة السورية في مواقف سابقة معلنة، واعتبر أن الجريمة التي ارتكبتها «جبهة النصرة» في جبل السماق مؤخراً هو عمل فردي.
تتزامن هذه المواقف مع الموقف «الاسرائيلي» حول استعدادها تقديم الحماية للدروز في جنوب سورية من خطر تنظيم «داعش» والتلميح بإقامة دولة لهم برعايتها لتشكل حزاماً ديمغرافياً يمتدّ حتى البقاع اللبناني مروراً بالجولان، تستطيع فيه «إسرائيل» السيطرة على مكوناته، باعتبار أنّ تجربتها برعاية «جبهة النصرة» وتدجينها كانت ناجحة، بعد أن تمكنت من استمالة مقاتليها اولاً عبر تقديم الرعاية الصحية ومن ثم تشغيلهم عبر غرفة عملياتها الموجودة في الاردن. ويمكنهم التحرك داخل البيئة الدرزية في الدويلة المزعومة، اذا نجحت بتحييدهم، وبالتالي تكون قد حققت أهدافها بتقطيع أوصال المناطق التي يتحرك فيها حزب الله وقطع صلته الجغرافية مع سورية، وتشكيل مناطق اشتباك داخل العمق اللبناني، سيجد حزب الله نفسه، وجهاً لوجه مع مقاتلي «القاعدة» المتمترسين في المناطق الدرزية.
وليس مستغرباً أن يكون القلق «الاسرائيلي» هو من اختراق حدودها في منطقة حضر حسب ما اعلن المحلّل العسكري للقناة «العاشرة الإسرائيلية» ألون بن دايفيد، بقوله: «إن اللحظة الوحيدة التي يمكن فيها «إسرائيل» فعل شيء، هي في حال رؤيتنا تهديداً للسكان الدروز في حضر وبحسب خريطة المعارك في محاولة «إسرائيلية» لعزل دفق المسلحين عن حدود الجولان المحتلّ، تمهيداً لإبعاد الفوضى المقبلة عن الحدود مباشرة.
من مطار الثعلة العسكري الذي تهاجمه «جبهة النصرة» يومياً، كان ردّ أهل السويداء على هذه المشاريع التقسيمية، عبر مساندتهم للجيش السوري، ورفضهم أي محاولة لإبعادهم عن وطنهم الأم.