بان: اليمن قنبلة موقوتة… وحلف الرياض مع استمرار العدوان

انطلقت المشاورات اليمنية في جنيف أمس حتى قبل وصول وحضور وفد صنعاء، وبدأ المشاورات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بلقاءٍ مع وفد الرئيس عبد ربه منصور هادي ومجموعة الستة عشر انخفضت فيها سقفُ التوقعاتِ في الوصول الى هُدنةٍ انسانسة مع حلولِ شهر رمضان.

يرى كي مون الذي التقى وفد الرياض كما يطلِق عليه فريق الامم المتحدة، أن لا جدوى من الهدنة الإنسانية من دون أن تكون مرتبطة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وتزيد عشرة شروط من ضبابية المشهد في ظل تمترسِ كلِ وفد بشروطه حول اعداد وطبيعة الوفود المشارِكة في مؤتمر جنيف.

واكد وفدُ صنعاء من مطار جيبوتي اصراره على أن تكون المشاورات بين المكونات السياسية اليمنية رافضاً الاعتراف بوفد الرياض كممثلٍ شرعي للحكومة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى تسجيل انجاز، ولو شكلياً من خلال حضور الأطراف اليمنية المتصارعة إلى طاولة الحوار في جنيف إلا ان الاجواء الطاغية في جنيف لا تبشر الى اي حلحلة تذكر حتى في مواقف الفريقين.

وكان مصدر أممي أكد أنّ السودان حجب تصريح العبور فوق اجوائه عن طائرة الأمم المتحدة التي تقِلُّ وفد صنعاء الى جنيف، بعد أن كانت مِصر قد حجبت بدورها العبورَ أيضاً. وبحسب المصدر فإن الغاية كانت منذ البداية عدم السماح لوفد أنصارِ الله بمقابلة الأمينِ العام للأمم المتحدة ونيل أي شرعية دوْلية، إضافةً الى أن السعودية ترفض أيضاً تدويل الأزمة اليمنية بكل الوسائل وتعتبر اليمن شأناً سعودياً محضاً رُغمَ معارضة كلٍ من عُمان وقطر والكويت والإمارات الحرب على اليمن. غير أنّ هذه الدولَ لا تستطيعُ المجاهرةَ علناً بموقفها بل تكتفي بالتعبير عن مواقفها في المشاورات المغلقة.

المفارقة التي يتحدث عنها المراقبون لتطورات الحرب على اليمن هي أن الرياض وحلفها العسكري يرفضان أي مشروع لوقف العمليات العسكرية الذي حاولت الأمم المتحدة التوصل إليه قبل مؤتمر جنيف، فيما هذه العمليات العسكرية تفضي إلى مزيد من المكاسب الميدانية للجيش اليمني وحركة «أنصار الله»، لا بل أن جزءاً من القتال انتقل إلى الأراضي السعودية.

ووَصفَ الأمين العام للأمم المتحدة ما يحصل في اليمن بالقنبلة الموقوتة مطالباً بهدنة إنسانية لا سيما في شهر رمضان.

ورأى بان كي مون في مؤتمر صحافي أن المنطقةَ لم تعدْ تحتمل أكثر مما يحصل، وغادر الأمين العام للامم المتحدة جنيف من دون لقاء وفد صنعاءَ المشارك في حوار جنيف، وفقَ ما افاد به مراسلنا.

وقال بان، يجب أن نطلب أخذ إجراءات في ثلاث نقاط، «أولاً هدنة انسانية لإيصال المساعدات الملحة الى كافة المدنيين والتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار في مناطق محددة وانسحاب الجماعات المسلحة من المدن، وفتح الطريق نحو وقف اطلاق نار شامل ودائم في كل انحاء البلاد، كذلك يجب البدء بعملية انتقال سياسي تشمل الأطراف كافة».

وكان وزير الخارجية اليمني المكلف رياض ياسين قال في مقابلة مع «الميادين» إن وفد الرئاسة «جاء الى جنيف بقلوب مفتوحة ورأى ان الحوارَ حول الشراكة بين الاطراف السياسية سيبدأ عندما تعود السلطة الشرعية الى صنعاءَ وفق ما قال».

وأكد ياسين تمسكَ الوفد بالمبادرة الخليجية ومخرَجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار ألقرار 2216.

اشار نائب رئيس الوفد الرئاسي في جنيف بدوره، في حديث لـ«الميادين» إلى أن الوفد حضر الى جنيف بهدف التشاور لتطبيق قرار مجلس الامن الخاص باليمن 2216 مؤكداً انهم لم يأتوا للتفاوض إنما لتنفيذ الاتفاقات.

من جهته، قال المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام إنّ هناك إحتمالاً أن تعود طائرة وفد القوى السياسية اليمنية من جيبوتي إلى صنعاء.

وقال عبد السلام في اتصال هاتفي مع «الميادين» من العاصمة العُمانية مسقط إنّ «على الأمم المتحدة إصدار بيان لتوضيح أسباب تأخير وفد صنعاء في جيبوتي». وأردف بالقول إنه خلال ساعات قليلة سيكون هناك موقف حول قضية الذهاب إلى جنيف اذا تواصلت العرقلة في جيبوتي».

وأوضح المتحدث أنّ وفد المكونات السياسية الموجود في جيبوتي هو 15 شخصاً وليس 7 أشخاص. واعتبر إنه «اذا كانت الأمم المتحدة لا تستطيع إيصال وفد المكونات السياسية إلى جنيف فيجب البحث عن مسار آخر».

وأكد عبد السلام أنّ «العُمانيين على تواصل دائم مع الأمم المتحدة، ووساطة مسقط مستمرة لتسهيل الحوار، وذهاب المكونات السياسية إلى جنيف هو لإستكمال ما كان يجري قبل الحرب من حوار في اليمن».

وإذ كشف أن فريقه السياسي على استعداد تنازلات فقط من أجل اليمن، أوضح أنه «لا يوجد من يحفظ الأمن من دون الجيش واللجان الشعبية في المدن، وأنّ المطالبة بالإنسحاب غير منطقية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى