سورية بين فكي الإرهاب وواشنطن

لمى خير الله

سورية بين فكي الإرهاب وواشنطن تحت هذا العنوان جاهدة منذ بداية الأزمة التي عصفت بالبلاد، الى خوض هجمات متعددة يتعرض لها الجيش السوري والقوات الرديفة له، بغية استنزاف طاقة الجيش في أكثر من جبهة وأملاً بالاستمرار في الحشد والتقدم.

خطط شبكة العنكبوت الأميركية كان آخرها السعي الى رسم حدود المنطقة بهدف تقسيمها على الحدود الشمالية المحاذية لتركيا بهدف تشكيل إقليم كردي على غرار «إقليم كردستان» العراق، ما يشكل مقدمات لإقامة دولة كردية في المنطقة على وقع الرغبة المعلنة لإقليم كردستان العراق في نيل الإستقلال والصعود الكردي في تركيا، لا سيما في ظل الدعم الغربي وتحديداً الأميركي للأكراد فالمعارك التي يخوضها الأكراد ضد «داعش» في مناطقهم تحظى بحماية جوية غربية وبمشاركة مباشرة في قصف «داعش» واستهدافه، فضلاً عن دعم الأكراد بالسلاح والتدريب والتنسيق معهم.

وتمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة وفي شكل كامل على مدينة تل أبيض ومعبر أقجة قلعة الحدودي مع تركيا، وباتوا بذلك يسيطرون على شريط حدودي يمتد من ريف حلب في شمال سورية حتى مثلث الحدود السورية – التركية العراقية، مؤكدين طردهم مسلحي جماعة «داعش» الارهابية منها بعد معارك عنيفة للسيطرة على المدينة استمرت أياماً عدة أرسل خلالها أكراد سورية تعزيزات إلى المقاتلين من وحدات الحماية الكردية على اعتبار أن السيطرة على هذه المدينة تتيح التحكم بطريق الإمدادات المؤدي إلى مدينة الرقة التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم «داعش» الارهابي، وقُتل ما لا يقل عن اربعين مسلحاً لدى محاولتهم الفرار من تل ابيض الى بلدة عين عيسى المجاورة والواقعة شمال غربي مدينة الرقة، وتمكنت مجموعات صغيرة من الوصول اليها فيما فتحت تركيا أبوابها لاستقبال المسلحين الهاربين من المعارك في محيط تل ابيض، ليحطم المخطط الأردوغاني ويزيد انكساره ولتكون تركيا على شفا جرفٍ هارٍ من الاستراتيجية الأميركية، خصوصاً بعد الانتخابات التركية وانكسار أردوغان لتكون بوصلة التحالف الدولي بمساندة تقدم وحدات حماية الشعب الكردية وليطرح السؤال أمام هذه التطورات، هل بدأت مرحلة ما بعد أردوغان؟ وأي دور تسعى إليه الولايات المتحدة في الشمال السوري؟

فجنون أردوغان تفجر في حلب بإسقاط أكثر من 100 قذيفة صاروخية على أحياء المدينة الغربية ليرتقي إثرها 31 شهيداً ويُصاب نحو 100 جريح نصفهم من الاطفال جرّاء قذائف غطت المدينة، صدرت من إرهابيين يتحصنون في حي بني زيد والمسماة بـ «لواء شهداء بدر» المرتبط بنظام أردوغان الذى يقدم له الدعم اللوجستي والتسليحي لتخرج جبهات حلب عن هدوء عاشته لنحو شهر، ولتعود المواجهات بوجه أكثر سخونة في صيف ربما يكون الأعنف في المدنية.

تتوالى الأحداث على الأرض السورية بعدة بوصلات ترجو تقسيم الوحدة الإقليمية متجهة صوب الأقليات ولتعزف على وتر الطائفية في ظل غرق أو تقهقر أميركي تركي بات يلهث وراء قميص يوسف ليرتشف رشفة ماء يرد بها ما فشل بصنعه في ربيعه الأسود منذ أربع سنوات ونيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى