السعودية… جنيف بشروطنا أو استمرار العدوان

توفيق المحمود

تقود السعودية حملة لقتل الشعب في اليمن منذ 26 آذار الماضي بطريقة وحشية بذريعة تحقيق الشرعية ومنع تقدم الحوثيين، ولا تزال مملكة الرمال مستمرة في ارتكاب المجازر بحق اليمنيين وتصعيدها للأعمال العسكرية وبخاصة بعد فشلها في تحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة جراء هذه الحرب ومع اقتراب دخول هذه الحرب شهرها الرابع بات واضحاً للرأي العام ان السعودية فشلت سياسياً وعسكرياً على رغم التصعيد في جميع المحافظات ولم تستطع منع تقدم الجيش واللجان الشعبية عسكرياً فهم يسيطرون على عدن ومأرب وتعز والعديد من المناطق المجاورة لها، فهذه الانتصارات اربكت الحملة العسكرية وتعالت الأصوات الدولية الضاغطة عليها المطالبة بوقف الحرب من جراء المجازر التي ارتكبتها بحق أبناء الشعب اليمني.

مؤتمر جنيف الذي كان يجب أن يُعقد الأحد لكنه تأجل إلى الاثنين بسبب تأخر وصول أحد الوفود والذي يشارك فيه نحو 14 ممثلاً، بالمناصفة بين الحكومة اليمنية المستقيلة ورئيسها المستقيل الموجودين في السعودية، والحوثيين وحلفائهم.

هذه المشاورات التي تعتبر الأولى التي تجمع طرفي الصراع في شكل غير مباشر تحت مظلة الأمم المتحدة منذ سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على العاصمة صنعاء، وما تبعه من فرار الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى عدن ثم السعودية، الساعية من خلال حملة عسكرية، إعادة هادي للسلطة بالقوة وهذا الذي لم تستطع فعله على رغم الغارات الوحشية التي ما زالت مستمرة فيها على رغم بدء المحادثات التشاورية في محاولة منها تعطيل المحادثات وكان بدايتها ما حصل لوفد «أنصار الله» في جيبوتي، الذي هدَّد بالعودة إلى صنعاء بعدما رفضت القاهرة منحه تصريحاً للهبوط والتزود بالوقود على أراضيها.

وفي السياق نفسه طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهدنة إنسانية في رمضان والتي رفضها وفد الرياض إلا إذا تحقَّقت شروطه من بينها قوَّات مراقبة للهدنة، في ظل تأكيد مصادر أمميَّة أنَّها طروحات غير واقعية، لذلك فإن سقف النتائج المتوقعة في جنيف ضعيفة للغاية، لأن طرفي الصراع يقفان على طرفي نقيض، حيث تؤكد الحكومة اليمنية المستقيلة أن «مؤتمر جنيف» هو نقاش لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول اليمن، وخصوصاً القرار 2216، الذي يقضي بانسحاب الحوثيين من المحافظات وتسليم أسلحتهم.

وفي المقابل، يرفض الحوثيون القرار 2216 الصادر في منتصف نيسان الماضي والذي يعتبر دعماً للعدوان السعودي على اليمن.

مملكة الرمال تخوض حرباً من أجل إعادة عبد ربه منصور هادي الذي لم تعد له شعبية في اليمن وأصبح الشعب اليمني يطالب بمحاكمته كونه هو من طلب القيام بهذا العدوان، فالرئيس الشرعي يبقى في بلده ولا يطلب مساعدة خارجية لإعادة تنصيبه وهذه ليست المرة الأولى، فقد خاضت السعودية حرباً في ليبيا لإسقاط الرئيس القذافي وتخوض الآن حرباً في سورية لإسقاط الرئيس بشار الأسد ولكن محاولاتها كانت تبوء بالفشل دائماً. وما تفعله السعودية الآن في مؤتمر جنيف للأزمة اليمنية شبيه بما فعلته في مؤتمر جنيف الثاني للأزمة السورية حين طلبت من ما يسمى «الائتلاف السوري» وضع شروط عدة لا يتقبلها العقل مما ساهم في شكل كبير في إفشال هذا المؤتمر.

كل المحاولات السياسية لإفشال جنيف يقابلها تطورات ميدانية حيث سيطر الجيش اليمني واللجان الشعبية على عاصمة محافظة الجوف، كما تمكنوا من السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها عناصر «القاعدة» في منطقتي السحيل والجدعان في مأرب.

اخيراً يبقى السؤال الأهم وهو إلى أي مدى سوف ينجح مؤتمر جنيف في صهر كل هذه المتناقضات في بوتقة حل يرضي جميع الأطراف وينقذ الشعب والدولة اليمنية من هذا العدوان الذي يمارس ضده منذ ثلاثة أشهر؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى