الخطوة الأولى المطلوبة…
د. سمير صارم
أخي السوري… دائماً الخطوة الأولى هي الأصعب… وبها نبدأ رحلة قرّرناها مهما تكن شاقة وصعبة…
والخطوة الأولى لبناء مجتمع قوي معافى هي أن أقبلك بأفكارك… وتقبلني بأفكاري…
لا اتهمك بالخيانة… ولا تتهمني بالتعامل مع أعداء سورية…
لا تتهمني بالعمالة… ولا اتهمك بالتآمر…
طالما نقول إننا نحب سورية… أنا وأنت نحب سورية…
وسورية تقول لي أن أقبل رأيك واحترمه…
وسورية تقول لك أن تقبل رأيي وتحترمه… طالما أنّ هدفنا كما نقول هو عز الوطن ورفعته وسموه وصموده وحمايته وتعزيز وحدته الوطنية…
وطالما لم تستقو على بلدك بالأجنبي…
بل طالما لم نستقو على بلدنا أنا وأنت بالأجنبي..
لكن الخطوة الأولى هي أن يقبل كلّ منا الآخر كسوري لنبدأ الحوار معاً…
الخطوة الأولى هي أن نحسن الإصغاء إلى آراء بعضنا من دون حقد أو كره أو تخوين… ومن دون تكفير…
الخطوة الأولى هي أن نعلن أن لا شيء ممنوع الحديث فيه طالما انه لا يمسّ صمود سورية ووحدتها وحماية استقلالها ومحبة شعبها وبناء مستقبلها، بعيداً عن أطماع الآخرين ووصاياتهم وأهدافهم التي باتت معروفة ومكشوفة، وهي إضعاف سورية والسيطرة على قرارها الوطني ..
الخطوة الأولى هي أن يكون الحوار تحت شعار:
كلنا نحب الوطن… وطننا سورية… وكلنا يخلص لوحدته الوطنية ولا يفّرط بها… وكلنا مجتمع متآلف… وكلنا يرفض التدخل الأجنبي في شؤوننا… وفي بلادنا…
فهل نبدأ الخطوة الأولى؟ هل نتسابق لتأكيد حبنا لسورية؟
وغداً سيكون أحلى بالتأكيد إذا اتفقنا على ذلك، ونفذنا بأمانة ما اتفقنا عليه…
فهل يخطو كلّ منا خطوته باتجاه الآخر؟
أنا خطوت خطوتي الأولى باتجاهك يا أخي السوري… وها أنذا انتظرك فلا تتأخر…
خذ قرارك بنفسك… لأنّ الوطن يريدنا معاً يا أخي السوري…
أنا أنتظرك ولتكن سورية المتجدّدة هدفنا… الجميع فيها سوريون بكلّ أبعاد الكلمة ومعانيها ومضامينها…