الكرملين: الناتو يقترب من حدودنا ونحن مضطرون للرد
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «يصعب على أحد أن يشكك في القدرة الرادعة للأسلحة النووية، والرئيس أوضح أمس بشكل تفصيلي أن روسيا لا تقترب من حدود أحد، بل البنى العسكرية التحتية للناتو هي التي تقترب من حدود روسيا».
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن روسيا ستضطر نتيجة ذلك لاتخاذ إجراءات لتأمين مصالحها وضمان أمنها ومن أجل التوازن، موضحاً أن ما جاء في كلمة الرئيس الروسي يدل على أن موسكو لا تقوم بخطوات يمكن أن تثير قلق أحد.
من جهة أخرى، أعلن بيسكوف أن موسكو لا تقبل العقوبات ولغة المواجهة العدوانية، مؤكداً استعداد روسيا للتعاون البناء مع الشركاء، مشيراً إلى أن تصريحات تشبه تصريحات زمن الحرب الباردة ظهرت من جديد طوال العام الأخير، مؤكداً أن روسيا لم تسعَ أبداً للمواجهة بل تسعى إلى بناء تعاون بناء ومتبادل المنفعة.
وأضاف بيسكوف أن الرئيس الروسي أجرى في الفترة الأخيرة العديد من الاتصالات وسيعقد لقاءات كثيرة على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي من أجل إيجاد سبل لتنفيذ المشاريع الموجودة والجديدة لا من أجل المواجهة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في وقت سابق أن نشر منظومة الدرع الصاروخية الجاري حالياً هو ما يثير قلق موسكو الحقيقي.
وقال إنه يرى رد موسكو على هذا الإجراء أمراً مشروعاً، لأنه «إذا هدد أحد أراضي روسيا، فعليها أن توجه قواتها الضاربة إلى تلك الأراضي التي يأتي منها التهديد»، مضيفاً أن «الناتو هو الذي يقترب من حدودنا وليس العكس».
وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن وزير الدفاع الأميركي سيطلع الحلف الأسبوع المقبل على خطط واشنطن المتعلقة بنشر معدات عسكرية ثقيلة في شرق أوروبا.
وفي ختام لقاء أجراه في بروكسيل مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قال ستولتنبرغ إنه يرحب «بكل الجهود الرامية إلى تعزيز أمن الحلفاء»، مضيفاً أن كل ما يفعله الناتو «يتماشى تماماً مع التزامات الحلف الدولية».
وبحسب الأمين العام للناتو فإن «رفع مستوى الوجود العسكري في شرق أوروبا يتم رداً على تغير الوضع الأمني وتصرفات روسيا في أوكرانيا».
وفي تبريره لما أسماه إجراءات هادفة إلى حماية الحلفاء «من التهديدات كافة»، انتقد الأمين العام للناتو تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين عن تعزيز قدرات القوات النووية الروسية، واصفاً «الخطاب النووي» لموسكو بـ«غير المقبول والخطير».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه قلق من تصريحات الرئيس الروسي، معيداً إلى الأذهان أن واشنطن وموسكو بذلا في الماضي جهوداً كثيفة لنزع السلاح النووي.
وفي السياق، أعلن القائد العام لقوات «الناتو» في أوروبا فيليب بريدلاف أن مسألة إرسال لواء للحلف إلى دول البلطيق الثلاث بطلب من وزراء دفاعها لا يزال محل بحث «عسكرياً وسياسياً» من قبل الحلف، لكن القرار النهائي بهذا الشأن يعود إلى القيادات السياسية للدول الأعضاء في «الناتو».
وفي رده على سؤال عما إذا كانت خطط الولايات المتحدة لنشر معدات عسكرية ثقيلة في دول البلطيق منسقة مع حلف شمال الأطلسي، قال بريدلاف إنه يتفق مع قرارات قمة «الناتو» في ويلز عام 2014 .
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أفادت أخيراً بأن «البنتاغون» يخطط لإنشاء مخازن للمعدات العسكرية في الجانب الشرقي من حلف «الناتو»، وذلك لضمان دوامة التدريبات العسكرية هناك على أساس التناوب.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة تقتضي نشر أكثر من ألف وحدة من المدرعات في دول البلطيق لاتفيا، إستونيا، ليتوانيا وبولندا وغيرها من دول شرق أوروبا، بما في ذلك 250 دبابة من طراز «أبرامس» وعربة لنقل المشاة من طراز «برادلي»، إضافة إلى منظومات مدفعية، وهي كمية تكفي لتسليح لواء قوامه 3 إلى 5 آلاف جندي.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن هذه الخطط تنتهك الاتفاقات السابقة بين روسيا والحلف، مشيرة إلى بديهية أن سعي الولايات المتحدة وحلفائها إلى التقويض النهائي لـ«وقيقة روسيا – الناتو الأساسية» من عام 1997، التي التزمت واشنطن بموجبها بعدم نشر قوات كبيرة في أراضي الدول المذكورة على أساس دائم.
يأتي ذلك في وقت قالت مصادر دبلوماسية إن سفراء دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا أمس على تمديد العقوبات الاقتصادية على روسيا لمدة ستة أشهر حتى نهاية كانون الثاني 2016.
وفي تموز 2014 جرى فرض عقوبات على قطاعات الطاقة والدفاع والمالية الروسية لمدة عام بسبب «ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وما وصفه الاتحاد الأوروبي بدعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا».
وذكرت المصادر عقب اتفاق مبعوثي الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أن من المتوقع أن يصادق وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورج يوم الاثنين على التمديد من دون مناقشته.