سلام من القاهرة: بالاعتدال نواجه الإرهاب والتطرف
توج رئيس الحكومة تمام سلام زيارته للقاهرة بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، في حضور نظيره المصري ابراهيم محلب، قبل أن ينضم إلى اللقاء الوفد اللبناني المرافق: وزراء الزراعة أكرم شهيب والسياحة ميشال فرعون والطاقة المياه آرتور نظريان.
وكان سلام استهل زيارته الرسمية التي استمرت ليوم واحد، وهي الثالثة لمصر خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، بالاجتماع إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، على مدى ساعة، جرى خلالها عرض الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي، في ظلّ التطورات في العديد من الدول العربية وموجة التطرف التي ترفع شعارات دينية.
والتقى سلام نظيره المصري ابراهيم محلب حيث أجريا محادثات موسعة بين الوفدين اللبناني والمصري، وعقدا على أثرها مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله محلب قائلاً: «تبادلنا الآراء حول القضايا والتطورات في المنطقة، وتحدثنا عن الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان والضغوط الواقعة على هذا البلد حكومة وشعباً من خلال النزوح السوري. كما تطرقنا إلى موضوع الاستقرار في المنطقة، فمصر تقف بجانب لبنان وأمنه».
وتابع: «تحدثنا عن أهمية التوافق الوطني، ونأمل تماسك الشعب اللبناني، فمهما اختلفت الطوائف هناك وطن وجيش يحمي هذا الشعب، وهناك راية الجميع يلتف حولها».
وعن الفراغ الرئاسي، قال محلب: «نأمل ملأه، وأن يتم انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، ومصر تقف بجانب لبنان بكل إمكاناتها. لبنان يعطي المثل الرائع للتعايش بين أبناء الوطن. وتماسك هذا البلد من أهم المواضيع التي نؤكدها في المنطقة التي تمر في تحديات. ثم تحدثنا عن شق التعاون، وأكدنا ضرورة انعقاد اللجنة المشتركة التي لم تنعقد منذ عام 2010 . وبحثنا أيضاً في العلاقات التجارية وسبل تطويرها بين البلدين من جراء الإستثمار بينهما، وتحدثنا عن التبادل في مجال الزراعة والطاقة والسياحة، وشكرنا الرئيس سلام على رعاية لبنان للعمالة المصرية، ونتمنى كلّ الخير للبنان وشعبه».
من جهته، قال سلام: «نحن اليوم ننطلق من تاريخ عريق وتراث في العلاقة اللبنانية ـ المصرية، نعول عليه وننطلق منه لتمتين العلاقة وتعزيزها».
وأضاف: «هناك تحديات كثيرة في الخارج، ونحن في لبنان في وسطها، نتفاعل معها ونحصد في بعض الأحيان من تأثيراتها السلبية، خصوصا في ظلّ أوضاع بعض بلداننا العربية، وهي أوضاع مقلقة ومزعجة، ولا تساعد أحداً على العبور بالشعب العربي في أرجاء هذه المعمورة كافة، في هذه الظروف الصعبة، باطمئنان وثبات».
وتابع: «نعم، هناك أوضاع مقلقة، واطلعت من خلال استماعي إلى الرئيس السيسي على الاستيعاب الكبير في مصر لهذه الأوضاع، وأخذهم بالاعتبار دائماً وضع لبنان الخاص، النموذح الحضاري في التعايش، والاستمرار في البقاء، رغم ما يواجهه من أخطار. وأكد الرئيس السيسي الكلام الذي سمعناه من رئيس الحكومة المصرية، ومفاده أنّ مصر مع لبنان شعبا وجيشا وقضية ليستمر منيعاً وقوياً. ومن أجل ذلك أيضاً، لا بدّ من وضوح الرؤية في مواجهة التطورات العربية والإقليمة، ولكن أيضاً لا بدّ من التزود بما ينطلق منه الإنسان والشعوب والدول من مناعة ذاتية لمواجهة هذه التحديات. فهذه المناعة في مصر اليوم تتمثل بنهضة اقتصادية وإنمائية وعمرانية واستثمارية طموحة وجريئة، تتصدى لأولى أوجاع وآلام هذه الأمة في مصر وتحاول ليلا ونهارا بجهد لا يتوقف».
وقال: «إنها ورشة كبيرة مقبلون على تتويج مرحلة من مراحلها قريباً في هذا المشروع الناجح والكبير، وهو توسعة قناة سويس، الذي أبرز ما فيه أنه تم في فترة قياسية وبإرادة مصرية بحتة بقيادة الرئيس السيسي، التي هي الضمان لمصر وللشعب العربي».
وبالنسبة إلى مكافحة الإرهاب، أشار سلام إلى «أنّ موضوع الإرهاب هو هاجس كبير عندنا، ونعمل بتوجه بعيد المدى لتشجيع الاعتدال في وسطنا وشعوبنا وعقيدتنا وأعمالنا لنتمكن من محاربة التطرف والإرهاب، إلى جانب المواجهات العنفية التي نراها، ولا تأتي الا بمزيد من الخراب على شعوبنا».
ورداً على سؤال، قال الرئيس سلام: «في ظلّ هذه الفترة الطويلة التي مرت وعجزنا عن انتخاب رئيس، ففي لبنان في ظل نظامنا الديموقراطي، هناك مساحة للاختلاف، وفي بعض الأحيان تذهب هذه المساحة إلى تعطيل، وهذا أمر غير مريح وغير مفيد، وعلى كلّ القوى أن تدرك أنّ البلد من دون رأس لا يستمر، فهناك حكومة ائتلافية تحاول اليوم ملء الفراغ موقتاً، ولكن نصر دائماً على الدعوة إلى انتخاب لاكتمال مناعة لبنان وقوته».
ولفت إلى «أنّ موضوع السياحة أخذ قسطاً من البحث، وستكون هناك جهود كبيرة في هذا الاتجاه، وسفارة مصر تبذل جهوداً مع شركات السياحة في لبنان، وهذا سيحصل أيضاً في مصر. وبالنسبة إلى الأرقام التي بين أيدينا، فإنّ أرقام السياح بين البلدين تتقدم وتتعزز ونأمل ازدياد هذا الاتجاه».
وبعد المؤتمر الصحافي، أولم رئيس الحكومة المصرية على شرف نظيره اللبناني والوفد المرافق.
وكان سلام زار مقرّ جامعة الدول العربية حيث التقى أمينها العام نبيل العربي وجرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة.